تركيا تحشد لانتزاع عفرين.. وتوقعات بمجازر تضاعف شلال الدم

السبت 10/مارس/2018 - 01:26 م
طباعة تركيا تحشد لانتزاع
 
عكست التطورات الميدانية المتلاحقة في الشمال السوري، حيث يواصل الجيش السوري تنفيذ عملية "غصن الزيتون" العسكرية للسيطرة على منطقة "عفرين" السورية التي تتمركز فيها القوات الكردية. مدى تأزم الأوضاع وتعقدها، ففي حين لا يزال الرئيس التركي رجب طيب إردوغان مصراً على وصول قواته إلى عفرين، يتزايد حشد الأكراد في عفرين، ويتصاعد الدعم اللوجستي الامريكي لميليشيا "قسد" الكوردية.
وتزعم أنقرة أن سيطرتها على عفرين سيعزز من أمنها القومي، إذ تخشى أن يقيم الأكراد دولة لهم في شمال سورية ثم سرعان ما تتوسع لتمتد إلى جزء من أراضيها التي تحوي أكرادا أيضاً.
تركيا تحشد لانتزاع
ومنذ أعلن إردوغان إطلاق عملية "غصن الزيتون" في 25 يناير الجاري، والعملية لا تزال تراوح مكانها، حيث عكست المعارك امتلاك الأكراد أسلحة متطورة حصلوا عليه من أميركا، ما كبد الأتراك خسائر كبيرة في العتاد والأفراد. 
ويبدو أن الجيش التركي يسعى لاتباع استراتيجية، حرق الأرض لإجبار أهلها على الخروج منها، حيث بسط سيطرته على قرى "حلوبي كبير" و"بلبل" و"راجو" و"شيخ حديد" و"المالكية وشران"، التي تضم سد "17 نيسان"، مصدر عفرين الوحيد من المياه والكهرباء، وبسيطرته على قرية "جنديريس" الاستراتيجية، لم يتبق من البلدات الكبرى سوى معبطلي تحت سيطرة وحدات حماية الشعب الكردية.
وفي كلمة بثها التلفزيون التركي، أخيرًا أكد إردوغان، أن القوات التركية تحاصر عفرين، ودخولها وسط المدينة أصبح وشيكاً لتحقق بذلك الهدف الرئيسي من عمليتها في المنطقة.
تركيا تحشد لانتزاع
وشدد إردوغان على أن القوات "ستطهر الشمال السوري من الجماعات الإرهابية حتى الحدود مع العراق" بعد تنفيذ العمليتين ضد المسلحين في كل من منطقتي عفرين ومنبج، وبحسب "الأناضول"، فإن مجموعة جديدة من القوات الخاصة التركية توجهت من ولاية هطاي لتعزيز الوحدات المنتشرة على الحدود مع سورية.
ويبدو أن الأكراد عازمون على الدفاع باستماتة على عفرين، حيث وصلت قوافل عسكرية ضخمة من قوات سورية الديمقراطية (قسد) المدعومة أميركياً من محافظة دير الزور إلى منطقة عفرين شمال غرب البلاد للتصدي لعملية "غصن الزيتون"، ووفق مراسل شبكة "روسيا اليوم"، الذي أشار إلى أن التعزيزات الكردية دخلت المدينة برقفة سيارتين أميركيتين.
كان المتحدث باسم "قسد" أبو عمر الإدلبي، قال إنه تم نقل ما لا يقل عن 1700 مقاتل من الخطوط الأمامية في مواجهة تنظيم "داعش" في الرقة ودير الزور والحسكة إلى عفرين للمساعدة.
فيما أعرب إردوغان عن دهشته من حشد الولايات المتحدة كميات ضخمة من الأسلحة في الشمال السوري، متسائلاً: "ما دمتم تقولون أنكم طهّرتم المنطقة من داعش، هل تحشدون هذه الأسلحة كي تستخدموها ضدّنا؟" ما يعكس حجم اللاسن والتوتر بين أنقرة وواشنطن في الوقت الحالي.
وأكد إردوغان، خلال مشاركته في فعالية اليوم العالمي للمرأة، أنّ الولايات المتحدة أسست في الشمال السوري 20 قاعدة، وأرسلت إلى تلك المنطقة أسلحة وذخائر كثيرة عبر 5 آلاف شاحنة وألفي طائرة شحن.
تركيا تحشد لانتزاع
في هذه الأثناء، انتهت أمس محادثات اللجنة الفنية بين مسؤولين أميركيين وأتراك، التي تناولت عملية عفرين، بحسب المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية هيذر ناورت، التي أوضحت أن هذه اللجنة هي إحدى ثلاث تشكلت بين تركيا والولايات المتحدة، وبدأت مشاوراتها، في واشنطن.
ولفتت ناورت أن الوفد الأميركي المؤلف من 20 شخصاً، يرأسه جوناثان كوهين، مستشار وزارة الخارجية الأميركية المسؤول عن شؤون أوروبا وآسيا، وأنهم يخططون لإصدار بيان مكتوب عقب انتهاء اللقاءات. 
وتحاول أميركا وتركيا عدم تصعيد الأمور  ودفعها للوصول إلى مرحلة الصدام، خاصة أن أنقرة تعلم أن معطيات الواقع تمنعها من الاستمرار في التصعيد ضد واشنطن، كما أن الملفات المشتركة بينهما في سورية، حيث ملف دعم الجماعات المسلحة في سورية لا يزال مفتوحًا ويحتاج إلى الاستمرار والتطوير.
تركيا تحشد لانتزاع
اللافت للنظر أن إصرار تركيا على دخول عفرين، يعزز توقعات وقوع مجازر، حيث أدانت عدد من المنظمات الحقوقية الجيش التركي، واتهمته باستهداف المدنيين في الشمال السوري، ما ادى غلى سقوط نحو 80 طفل و70 أمرأة، وعشرات الشيوخ، فضلاً عن مئات الجرحى. 

شارك