إيران تكايد السعودية بنقل تكنولوجيا صناعة البالستي إلى الحوثيين
الأحد 11/مارس/2018 - 01:00 م
طباعة
في مفاجأة من العيار الثقيل، عززت بلا ريب صدق الرواية السعودية بأن الجمهورية الإسلامية الإيرانية تقوم بعمليات إمداد للحوثيين بالصواريخ البالستية، لقصف مدن ومحافظات المملكة، أعترف مصدر من داخل الحرس الثوري الإيراني في تصريحات لإحدى الصحف الكويتية، إن الاتجاه حالياً لمساعدة الحوثيين في تصنيع الصواريخ بالستية داخل اليمن، ذلك نتيجة العراقيل الكبيرة التي تواجه تهريب الصواريخ إلى الحوثيين، فضلاً عن خوف إيران من العقوبات الدولية عليها.
وتتبع إيران ذات الاستراتيجية التخريبية في كلاً من لبنان وسورية، ولطالما اتهمت الرياض طهران بإمداد الحوثيين بتلك النوعية من الصواريخ القادرة على الوصول إلى العمق السعودي، لكن دأبت إيران على إنكارها والاستخفاف منها.
كما حاول الأمين العام لـ"حزب الله" اللبناني، حسن نصر الله، الترويج في وقت سابق أن جماعة "انصار الله" الحوثي باتت تمتلك التكنولوجيا التي تؤهلها لتصنيع الصواريخ البالستية، وحاول نفي الاتهام عن الإيبران.
وتساعد إيران الحوثيين في هذا المجال من خلال توفير محركات خاصة بالصواريخ البالستية، وتكنولوجيا صناعتها، فضلاً عن تزويدهم بالوقود الجامد، وأن فرقاً هندسية تابعة للحوثيين تلقت تدريبات في طهران على أيدي مهندسين من "حزب الله"، خبراء في صناعة تلك الصواريخ وسط ظروف مشابهة للموجودة في اليمن.
المصدر الإيراني قال إن الحوثيين استطاعوا الحصول، عبر السوق السوداء، على عشرات من محركات الصواريخ، ومعظمها روسي الصنع أو من كوريا الشمالية، كما أن مواصفاتها تطابق تلك التي تستوردها إيران من هذين البلدين لصناعة صواريخها البالستية، وأن "فيلق القدس" المسؤول عن العمليات الخارجية في "الحرس الثوري" دفع ثمن تلك المحركات وكلفة تهريبها.
وعن الطريقة التي من خلالها حصلت جماعة الحوثي على الوقود اللازم لتعبئة هذه الصواريخ، هو الاعتماد على عمليات التهريب، وأن مشكلتهم الفعلية أنهم يريدون استخدام هذه المحركات مع الصواريخ اليمنية القديمة، الروسية الصنع من طراز "سكود" التي بحوزتهم، والتي سيطروا عليها من الجيش اليمني، إلا أنهم لم يتمكنوا حتى اللحظة من إتمام تلك العملية.
المشكلة الآخرى التي تواجه الحوثيين، أنهم يفتقرون إلى معامل لتصنيع أجسام الصواريخ، فضلاً عن شبه استحالة تهريب هذه الأجسام التي يصل طولها إلى 12 متراً، في ظل المراقبة المحكمة على طول السواحل اليمنية، وتسعى إيران حالياً إلى تهريب المواد المعدنية المطلوبة لصناعة تلك الصواريخ، والتي تمكنها من تحمل ضغط الخروج من الغلاف الجوي للأرض والعودة اليه.
وتابع المصدر أن أجسام معظم الصواريخ الموجودة في اليمن لا تتحمل تحويلها إلى بالستية، وبعضها الآخر يجب تخفيف نسبة كبيرة من حمولته المتفجرة، وتعبئته بالوقود كي يصل إلى هدفه، مما يفقد هذه الصواريخ قدراتها التخريبية ويجعل أثرها إعلامياً فقط، وذكر أن صواريخ الحوثيين تحتاج أيضاً إلى رقاقات إلكترونية للاختفاء من رادارات الدفاعات الجوية، وأن عدداً من هذه الرقاقات تم تهريبه إلى اليمن، لكنه قليل.
كانت روسيا استخدمت، منذ قرابة أسبوعين، في مجلس الأمن الفيتو لإحباط مشروع قرار بريطاني يدين تقاعس إيران عن منع وصول أسلحتها إلى الحوثيين، وإثر ذلك هددت واشنطن بعمل أحادي لمنع وصول تلك الأسلحة. وقبل أكثر من شهر قدمت واشنطن أدلة على أن صاروخاً بالستياً أطلقه الحوثيون على الرياض كان من صنع إيراني.
واستبعد خبراء في الملف اليمني تلك التصريحات، واعتبروا إياها دعاية تستهدف مكايدة المملكة السعودية، لتحقيق مكاسب إذا ما وصول الطرفان إلى طاولة المفاوضات، مؤكدين أن الصواريخ البالستية التي يمتلكها الحوثيون في الوقت الحالي كانت ضمن الأسلحة التي استولت عليها الميليشا الانقلابية من مخازن الجيش اليمني.