قُداس عالمي على أنفس 1220 مسيحي عراقي قتلوا منذ 2003
الثلاثاء 13/مارس/2018 - 02:14 م
طباعة
في الوقت الذى كشف فيه رئيس الجمعية العراقية لحقوق الإنسان في الولايات المتحدة حميد مراد أن 1220 مسيحياً قتلوا في مناطق مختلفة من العراق منذ عام 2003.. مضيفاً أن الأجهزة الأمنية هي المسؤولة عن أمن المواطنين، وينبغي أن تقوم بمهامها لحماية المسيحيين والمكونات الأخرى.بالبلاد وقال مراد في تصريح نقلته وكالة روداوو الكردية إن الحادث الذي استهدف طبيبا مسيحيا وعائلته في بغداد هو استهداف للمكون المسيحي في العراق، والذي بدأ منذ عام 2003 ولا يزال مستمراً حتى الآن.
وأشار إلى أنّه منذ 2003 ولغاية الآن قتل ما يقارب 1220 مسيحياً في مناطق مختلفة من العراق والنكبة الكبرى ضد المسيحيين عندما اجتاح تنظيم داعش مناطقهم، حيث حدث نزوح وتهجير قسري. وأشار إلى اضطرار أكثر من 81% من أبناء المكون المسيحي إلى الهجرة إلى خارج العراق، وذلك بسبب أعمال العنف وعمليات الخطف والابتزاز والاستيلاء على الممتلكات.
وأكد أن هناك 95% من الصابئة المندائيين الذين أجبروا على مغادرة البلاد، وكذلك غادر أكثر من 18% من المكون الإيزيدي بعد دخول داعش إلى مناطقهم في عام 2014. ولفت إلى أن سبب هجرة المسيحيين والمكونات الأخرى يعود إلى عدم وجود خطة وطنية في العراق مشددًا على مسؤولية الأجهزة الأمنية عن أمن المواطنين، وعليها أن تقوم بمهامها لحماية المسيحيين والمكونات الأخرى من الجرائم التي ترتكب ضدهم.وعلي انفس هولاء الشهداء اقام البطريرك الكلداني مار لويس روفائيل ساكو بطريرك الكلدان يوما للحداد بقداس جنائزي عالمي عن راحة أنفس الشهداء الدكتور هشام مسكوني وزوجته الدكتورة شذى مالك ووالدتها خيرية داؤود، والشاب سامر صلاح الدين.
ووسط حضور شخصيات سياسية ونيابية وعشائرية ومجتمعية، تقدمهم نائب رئيس الجمهورية د. إياد علاوي، قال البطريرك ساكو: "وجَعنا كبير أمام جرائم شنيعة تطال مواطنين عراقيين ابرياء، يوميًا نسمع أخبارًا محزنة: قتل أبرياء أو السطو على محلاتهم وقطع ارزاقهم، واعناقهم. إنها جرائم تستهدف الوحدة الوطنية يجب التصدي لها بقوة وبكل الوسائل".
وشدد البطريرك الكلداني بأن "السلام مطلب الجميع ومسؤولية الجميع في بث روح الجماعة الواحدة، والشعب الواحد والبلد الواحد، والفكر الحضاريّ المنفتح والكفيل بإطفاء نار الصراعات والاقتتال وإشاعة نور السلام والمحبة والأخوة"، لافتًا إلى أن العراق "في منعطف دقيق وخطير، وقد تألمنا بما فيه الكفاية، لذا يتحّتم علينا أن نفكر بطريقة جديدة لحل المشاكل العالقة، وخصوصًا أن الشعوب تَبني وحدتها بالمحبة والعلاقات الطيبة والتضامن والتعاون. هذا هو الأمل الوحيد، وإلا فنحن لا سامح الله سائرون نحو الأسوأ".
وقال: "على الدولة أن تتحمل مسؤولياتها كاملة في حماية جميع المواطنين وفق منطق القانون والمؤسسات والمساواة، واحترام حقوقهم وكرامتهم. لذا نطالبها بملاحقة الجناة والكشف عنهم ومعاقبتهم واعتبار هذه الجريمة جريمة وطنية غير عادية، انها جريمة منظمة تحت غطاء دافع السرقة، لكنها تبعث رسائل سياسية خطيرة، فالتعامل معها يجب أن يكون حاسمًا وجديًا، وأن الكشف عن فاعليها، سيعيد ثقة المواطنين بالدولة ويعزز عندهم الانتماء".
وشدد على أن "مسؤولية حماية حياة المواطنين وممتلكاتهم هي مسؤولية الدولة، وليست مسؤولية الميليشيات ولا مسؤولية العشيرة. وهي مسؤولية رجال الدين في توعية الناس بخطورة عملية الأخذ بالثأر والانتقام والفصل والعنف، هذه الممارسات تعود لأدبيات عصر الجاهلية وتخلق الفوضى والرعب بين المواطنين، ولا يمكن قبولها، فالدين يدعو الى التسامح والمحبة. كما يشترك بالمسؤولية المواطنون العاديون والجيران حين يتكاثفون ويتعاونون فيما بينهم".
ولفت البطريرك ساكو إلى أن "المسيحيين أثبتوا بالرغم مما عانوه وخسروه تعلقهم بالوطن، ومحبتهم لإخوانهم العراقيين من خلال صبرهم على التحديات التي واجهوها"، داعيًا جميع العراقيين إلى "الاستفادة من الخبرات الفاشلة، للتوصل لعقد اجتماعي يساهم فيه جميع مكونات المجتمع، ليصبح خطة عمل لبناء السلام والتحول إلى دولة مدنية حديثة، ديمقراطية وقوية، تكون فيها الأولوية للمواطنة وليس للدين أو الطائفة أو القومية".