"داعش" يسيطر من جديد على مناطق سورية بمساعدة الأتراك

الثلاثاء 20/مارس/2018 - 07:24 م
طباعة داعش يسيطر من جديد
 
في الوقت الذي تواجه فيه القوات الكردية، قوات الجيش التركي في منطقة عفرين غرب سوريا، نجح تنظيم "داعش" الإرهابي في شن هجماته في مناطق قريبة من الحدود العراقية، بعدما استطاع تعزيز وجوده في ناحية نهير الخابور أحد روافد نهر الفرات، حسبما قال الكاتب الأمريكى توم روجان، بأن فلول "داعش" كسروا الزخم الذى حققه الائتلاف الدولى الذى تقوده أمريكا ضد التنظيم، وقال أنه قبل زحف الأتراك صوب عفرين، كان الأكراد تحت مظلة قوات سوريا الديمقراطية يشنون حربا برية لا هوادة فيها ضد الدواعش بالتعاون مع طيران الائتلاف الأمريكى.
ولكن بعد انتشار جزء كبير من قوات سوريا الديمقراطية الآن حول عفرين، بات فلول داعش فى حالة تؤهلهم لاتخاذ موقف عدوانى لا سيما ضد العدد المحدود من قوات العمليات الخاصة بالائتلاف الأمريكى المتواجدة على مقربة والتى باتت عرضة لهجمات داعش بشكل متزايد.
وكانت الفصائل المسلحة التي تقاتل داعش شرقي سوريا ضمن "قوات سوريا الديمقراطية"، أعلنت المباشرة بنقل قسم من مقاتليها من الخطوط الأمامية في الرقة ودير الزور والحسكة، لصد للعملية العسكرية التركية.
ولفت روجان إلى بيان أصدرته وزارة الخارجية الأمريكية - مؤخرًا - مفاده أن الاقتتال غربى سوريا على مدى الشهرين الماضيين قد شتت التركيز عن حملة القضاء على داعش ومنح التنظيم الإرهابى فرصة للشروع فى إعادة تشكيل صفوفه ببعض المناطق، وفى هذا ما لا يخفى من الخطورة الباعثة على القلق المتزايد. 
وفي السياق ذاته، أكدت القيادية في قوات سوريا الديمقراطية ليلوا عبد الله، توقف حملة "عاصفة الجزيرة" التي تنفذها القوات ضد تنظيم "داعش" في دير الزور بسبب الأوضاع في مدينة عفرين السورية، وقالت ليلوا في تصريحات صحفية، بسبب الاحتلال التركي لمدينة عفرين، فإن عملياتنا ضد عصابات داعش توقفت نسبيا.. وانسحاب قواتنا من شرق الفرات جاء للتصدي للهجوم التركي على عفرين.. وأن التنظيم لا يزال محاصرا في رقعة صغيرة شرقي الفرات.. وهجمات تركيا على عفرين لا تخدم سوى داعش، وهو ما يطيل من عمر الأزمة".
ويذكر هنا ما أعلن عنه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، قبل أيام قليلة، بسيطرة الجيش التركي وفصائل من الجيش السوري الحر على مركز مدينة عفرين، وذلك في إطار عملية "غصن الزيتون" ضد وحدات الحماية الكردية شمالي سوريا.
وبفضل الجيش التركي وهجماته، رأى الجميع تنظيم "داعش " يهاجم قوات النظام السوري، وقتله أكثر من 25 عنصرا لقوات النظام في بادية الميادين، وأسفر الهجوم عن سيطرة التنظيم على محطة t2 النفطية في بادية دير الزور الجنوبية.
بالتأكيد هذه الإشتباكات دليل على عدم اختفاء "داعش" من سوريا، حسبما أفاد الجيش الروسي من قبل، وهو ما أشار إليه رئيس مجلس محافظة دير الزور أنس الفتيح بقوله: "داعش لم تختفِ، فهي بعد المعارك العنيفة ضدها وانهيارها في دير الزور والبوكمال بقيت لها جيوب في البوكمال وبادية دير الزور".

داعش يسيطر من جديد
وتثار شكوك كبيرة حول بقاء التنظيم في بعض المناطق، وقدرتها على شن عمليّات عسكرية، رغم كل ما تعرضت له.
ومن الأسباب الرئيسة لبقاء "داعش" بحسب محافظ دير الزور، هو الحاجة لها لرسم خارطة السيطرة العسكرية، وهذا ما يرجح بقاءها بالفترة القادمة؛ لأن من مصلحة الجميع استثمارها واستخدامها فزاعة للتدخل في سوريا، خاصة ان الصدام لا يزال مستمر وسيزيد، كون الأمر يتعلّق بشئون اقتصادية في شرق سوريا، كالنفط والغاز والثّروة الزراعيّة، وجزء أخر له علاقة بالجانب الإيراني، فأمريكا لن تسمح باستمرار الطّريق مفتوحا بين بغداد ودمشق، وفي هذا الاطار يستبعد كثيرون حدوث مواجهة مباشرة بين النّظام وقسد، ومن هؤلاء الدكتور الفتيح الذي يرى صعوبة الاقتتال بينهما في الوقت الحالي، لكن لا يستبعده مستقبلا.
والجدير بالذكر ، ارسال الولايات المتحدة، في وقت سابق، رسائل للروس كي لا يتجاوزوا حدودهم، ومنها إسقاط طائرة للنظام عند طرد التنظيم من الرقة، وتدمير رتل كامل عندما اقترب من مناطق تواجد قوات سوريا الديمقراطية شرقي نهر الفرات، ومؤخرا قتل المئات بينهم أكثر من 100 مرتزق روسي وفق العديد من التقارير الغربية.ويرى مراقبون أن تحشيدات النظام وقسد تمثل جسّا للنبض، وتقتصر الحرب حاليا على محاولات كسب الشارع، لا سيما أنّ العشيرة الواحدة منقسمة على نفسها في مجتمع دير الزور العشائري لأسباب كثيرة.

شارك