مجددا .. الجزائر فى "مرمى" ذئاب تنظيم داعش المنفردة
الأربعاء 21/مارس/2018 - 03:40 م
طباعة
لا زالت بعض الدول تعاني من تسلل الإهارب إلي أراضيها وبالأخص دول الجوار الليبي حيث تمكنت الأجهزة الأمنية الجزائرية من تفكيك "خامس خلية" تابعة للتنظيم الإرهابي العالمي منذ بداية العام الحالي.
ونجحت الجزائر منذ بداية العام الجاري في تفكيك عدد من الخلايا الإرهابية المنتمية لـ "داعش"، في عدد من مناطق البلاد، والتي بلغ عددها 4 خلايا.
ووفق التقارير الإعلامية كانت آخر الشبكات المفككة في ولاية "البَيَّضْ" (532 كلم جنوب الجزائر العاصمة) التي كشفت عنها مصالح الأمن الجزائرية، وتتشكل من 7 أشخاص، تتراوح أعمارهم ما بين 19 و30 سنة.
ودخلت الجزائر ضمن الدول المحاربة للإرهاب خاصة مع انتشار التنظيم الإرهابي "داعش" في المنطقة بعد فراره من ليبيا في ظل الحرب التي يقودها الجيش الليبي علي التنظيم الإرهابي في مناطق سيطرته هناك، حيث يفر إلي دول الجوار الليبي بينهم الجزائر وتونس.
من جانبه، كشف وكيل الجمهورية لدى محكمة مدينة مُعَسكر (380 كلم غرب الجزائر العاصمة)، عن أن القوات الأمنية الجزائرية تمكنت بداية الأسبوع الحالي من تفكيك خلية إرهابية تتكون من 11 عنصراً، تتراوح أعمارهم بين 25 و38 سنة.
المتحدث القضائي أكد أن الخلية تسمى "الذئاب المنفردة"، وأن التحقيقات الأمنية كشفت عن أنها "كانت على تواصل دائم مع قادة تنظيم داعش الإرهابي خارج البلاد، وكانت تعمل أيضا على تجنيد شباب جزائريين في صفوف التنظيم، وتتداول فيما بينها منشورات تشيد بالأعمال الإرهابية لداعش عبر مواقع التواصل الاجتماعي".
وأحيل المتهمين إلى قاضي التحقيق بمحكمة معسكر، حيث أمر بسجنهم مؤقتاً، مع توجيه تهم عدة، أبرزها جناية إنشاء تنظيم وتسيير جماعة إرهابية منظمة "الغرض منها استهداف أمن الدولة والوحدة الوطنية والسلامة الترابية، والمشاركة في أعمال إرهابية والإشادة بها"، كما ذكر وكيل الجمهورية لدى محكمة معسكر.
وذكرت مصادر أمنية وإعلامية في الجزائر، أن قوات الأمن الجزائرية وبعد تحقيقات معمقة، اكتشفت "أن أفراد الخلية الإرهابية كانوا يتواصلون أيضا فيما بينهم عبر تطبيق مشفر (دون أن تكشف عن اسمه)، يتميز بصعوبة تحديد أماكن وجود المتصلين به.
وتركزت مناطق الخلايا الإرهابية المفككة في كل من الجزائر العاصمة، وولاية "البَيَّضْ" 53 كلم جنوب الجزائر العاصمة، وولاية باتنة 425 كلم جنوب شرق الجزائر العاصمة، وولاية تِلِمْسان (514 كلم غرب الجزائر العاصمة.
وأول أمس الأثنين فتحت محكمة الجنايات بالدار البيضاء في العاصمة الجزائرية، ملف شبكة لتجنيد المقاتلين وتهريب الشباب الأفارقة نحو معاقل التنظيمات الإرهابية في ليبيا.
وذكرت صحيفة "الشروق" أنه "بخصوص نشاط مشبوه لشبكة خطيرة لتهريب البشر، أسفرت التحقيقات عن أن الأمر يتعلق بثلاث رعايا من دولة المغرب، تم توقيفهم برفقة جزائري، وهم بصدد العبور نحو مناطق النزاع في ليبيا".
وكشفت جلسة المحاكمة التي جرت أمس الاثنين، عن وقوع عشرات الشبان، من مختلف الجنسيات الإفريقية الراغبين في الهجرة نحو أوروبا عبر الجزائر، ضحية هذه الشبكة واستدراجهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، من قبل أفرادها للزج بهم داخل الحروب الطاحنة في المنطقة.
وأوضحت التحقيقات أنه بعد إخضاع الموقوفين للتحقيق الأمني، كشفوا عن خطة العصابة لترحيلهم من بلدهم، بعد تغيير وجهتهم التي كانت نحو "القارة العجوز" عبر مطار الجزائر الدولي، ثم المرور برا نحو الجنوب وصولا إلى الحدود الليبية، بوساطة شخص كان يستقبل المهاجرين بعد وصولهم إلى المطار ليقوم بنقلهم إلى محطة الخروبة البرية، وإرسال شخص آخر يرافقهم نحو مدينة ورقلة، ومنه إلى منطقة "عين أمناس" إلى غاية وصولهم إلى ليبيا، ليحصل نظير ذلك على مبالغ مالية تراوحت بين 2000 و3000 يورو.
ووفق مراقبون فإن التعاظم الأخير لنشاط الجماعات الإرهابية المرتبطة بتنظيمي القاعدة وداعش على الحدود مع تونس وليبيا، أصبح مصدر قلق إضافيا للسلطات الجزائرية، خاصة أن الخبراء الأمنيين يعتبرون التطورات الأخيرة في المنطقة "تؤكد أن الجزائر ما زالت في مرمى الجماعات الإرهابية وهدفاً كبيراً لتوسعها في منطقة ملتهبة بالأساس".