بعد خسارتهم الغوطة الشرقية.. نزيف المعارضة المسلحة لا يتوقف
الأحد 25/مارس/2018 - 01:18 م
طباعة
لاتزال المعارضة السورية المسلحة تتعرض لانتكاسات متتالية خلال الفترة الأخيرة، فبعد هزيمتها في حلب، تلقت هزيمة آخرى بعد 6 سنوات من الصمود في معقلها الأساسي قرب دمشق، حيث خرج غالبية المقاتلين والجماعات الإرهابية من الغوطة الشرقية، تحت ضغط حملة عسكرية واسعة تمكنت خلالها قوات الرئيس بشار الأسد، بدعم روسي لافت، من تضييق الخناق، واستعادة نحو 90 في المئة من المنطقة المحاصرة منذ 2013.
وبحسب تقارير روسية فقد خرج أكثر من 105 آلاف مدني من الغوطة الشرقية قرب دمشق حتى الآن عبر "ممرات آمنة" حددها جيش الأسد مع تقدمه ميدانياً داخل المنطقة، وذلك فق التلفزيون الرسمي ومركز القيادة الروسي في حميميم.
لكن تبقا الأسئلة المشروعة حول الهدف من تصعيد الجماعتان المسلحتان، "جيش الإسلام" و"فيلق الرحمن"، في الغوطة الشرقية، حيث أعلن ائتلاف المعارضة السورية، في بيان غاضب، أنّ "معركة الغوطة الشرقية انتهت"، وأنّ "جيش الإسلام"، و"فيلق الرحمن" يتحمّلان مسؤولية ما جرى فيه.
ومسلحو الغوطة الشرقية أرهقوا العاصمة السورية دمشق وسكانها البالغ عددهم "5 ملايين شخص" بالقذائف اليومية التي كانت تستهدف السكان المدنيين وتحصد أرواحهم بهدف الضغط على الحكومة السورية.
أهمية الغوطة الشرقية للأسد:
1 - الغوطة الشرقية هي أقرب منطقة من العاصمة دمشق، تقع تحت سيطرة المعارضة المسلحة ، فإنها تشكل خاصرة رخوة للعاصمة، خاصةً أن المسلحين يمطرون العاصمة بين الفينة والأخرى بعشرات قذائف الهاون، والتي كان آخرها منتصف مارس الجاري، حيث أطلق المسلحون 30 قذيفة نحو المناطق السكنية في دمشق وضواحيها خلال 24 ساعة، ما أسفر عن مقتل 3 أشخاص وإصابة 22 آخرين بجروح، ومما لا شك فيه أن تأمين العاصمة وسكانها من خطر هذه القذائف أمر مهم، وهو الأمر الذي لم يكن ليتحقق إلا بإعادة السيطرة على الغوطة الشرقية.
2 - تربط بين دمشق بحمص، مما يعطيها أهمية كبيرة، وبالتالي شكل ذلك ضغطاً كبيراً على المناطق التي تسيطر عليها الحكومة في الجنوب.
3 – تربط بين الطريق الممتد من دمشق إلى معبر التنف الذي تسيطر عليه حالياً القوات الأمريكية.
4 - تعرف الغوطة بأنها "سلة دمشق الغذائية"، حيث تتربع الغوطة على مساحات زراعية واسعة ذات تربة خصبة تؤمن للعاصمة دمشق أغلب حاجاتها الغذائية من خضار وفواكه.
أما أهمية الغوطة للمعارضة المسلحة:
1 – كانت أقرب نقطة للعاصمة دمشق، وسعت جميع الدول الداعمة للمسلحين إلى زيادة ضخ المال والسلاح لإرهاق الجيش السوري ودفعه للاستسلام من خلال الضغط عليهم بالغوطة.
2 – استغلال الغوطة الشرقية في قصف العاصمة دمشق والاحتماء بالمدنيين واستخدامهم دروعاً بشرية لمنع الجيش السوري من الهجوم على الغوطة.
3 – سقوط الغوطة في يد الأسد أضعف موقف الدول الداعمة للمعارضة، وهذا بدوره سيؤثر حتماً على أي سير المفاوضات.
الجدير بالذكر أن المرصد السوري لحقوق الإنسان قال إن خروج حركة "أحرار الشام الإسلامية" مكّن قوات النظام من توسعة نطاق سيطرتها، لتصبح أكثر من 90 في المئة من مساحة" الغوطة.
وبناء على اتفاق روسي مماثل مع فصيل "فيلق الرحمن"، بدأت أمس عملية إجلاء "نحو سبعة آلاف شخص من المسلحين وعائلاتهم من زملكا وعربين وعين ترما"، فضلاً عن أجزاء من حي جوبر الدمشقي المحاذي لها، وذلك "بعد تسليم السلاح الثقيل والمتوسط وخرائط الأنفاق"، بحسب التلفزيون الرسمي.
وأفاد المرصد السوري باستمرار المفاوضات بين "جيش الإسلام" والجانب الروسي، للتوصل إلى اتفاق لإنهاء العمليات العسكرية في مدينة دوما بشكل نهائي، موضحاً أنها وضعت القلمون كأحد الخيارات الأبرز لخروج المسلحين.
وتتزامن هذه المفاوضات مع ترقب لإفراج "جيش الإسلام" عن آلاف الأسرى في سجونه بمدينة دوما، مقابل إجلاء آلاف الحالات المرضية من المدينة لتلقي العلاج.