الانتخابات التونسية بين التشيع والدور الإيراني/«داعش» يعلن الحرب على الانتخابات العراقية/مقتل الرجل الثاني في «داعش» خلال الضربة في سوريا/إخوان ليبيا يدخلون المفاوضات بشرط تأجيل الانتخابات
الثلاثاء 24/أبريل/2018 - 09:57 ص
طباعة
تقدم بوابة الحركات الاسلامية أبرز ما جاء في الصحف المحلية والعربية بخصوص جماعات الاسلام السياسي وكل ما يتعلق بتلك التنظيمات عربيًا وعالميًا بكافة أشكال التناول الصحفي (أخبار – تعليقات – متابعات – تحليلات – آراء) صباح اليوم الثلاثاء الموافق 24-4-2018
اليوم.. طعن 161 متهمًا في "خلية أنصار بيت المقدس" على إدراجهم بقوائم الإرهاب
تنظر اليوم الثلاثاء، محكمة النقض، برئاسة المستشار عادل الكناني الطعن المقدم من 161 متهمًا في قضية أنصار بيت المقدس لوضعهم على قوائم الكيانات الإرهابية.
وكانت محكمة جنايات القاهرة، برئاسة المستشار جيلانى حسن أصدرت قرارا بإدراج 161 من "تنظيم بيت المقدس"، على قوائم الإرهابيين فى القضية رقم 672 لسنة 2015 حصر أمن دولة عليا.
خبير علاقات دولية: "غارة قندوز" خدمت "طالبان"
قال سعيد اللاوندي، خبير العلاقات الدولية بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، إن الغارة الجوية، التي شنها الجيش الأفغاني في ولاية قندوز في شمال شرقي البلاد في 2 إبريل، وأخطأت هدفها، أعطت فرصة لحركة طالبان أن تنفذ تهديداتها الإرهابية ضد الشعب الأفغاني والحكومة الأفغانية.
وأضاف اللاوندي في تصريحات لـ"البوابة نيوز"، أن الغارة، التي أصابت مدرسة في قندوز، كانت خطأ من قبل الحكومة الأفغانية، لأنها جاءت في صالح طالبان.
وتابع: "عدد عناصر طالبان كثير للغاية، ويستطيعون أن ينفذوا هجمات إرهابية ضد الجيش الأفغاني، وينجون من أي غارات ضدهم.
وكان الجيش الأفغاني أعلن أن الغارة استهدفت "مركز تدريب" لما يعرف باسم "الوحدة الحمراء"، أو "القوات الخاصة"، لدى طالبان في ولاية قندوز في شمال شرقي البلاد، إلا أن مصادر محلية أكدت أنها أخطأت الهدف، وأصابت مدرسة لتحفيظ القرآن في بلدة داشتي أرتشي، التي تسيطر عليها طالبان، أثناء مراسم تخرج لطلاب صغار، ما أسفر عن مصرع نحو 100 شخص، بينهم عدد كبير من الأطفال، تتراوح أعمارهم بين 8 و17 عاما، بالإضافة إلى إصابة حوالي 50 آخرين.
وأوضحت المصادر ذاتها لـ"فرانس برس"، أن بين القتلى قادة من طالبان، كانوا في هذه المدرسة، مشيرة إلى أن الغارة وقعت منتصف النهار خلال حفل تسليم شهادات نهاية السنة في هذه المنطقة، إذ شارك حوالي 300 شخص في حفل التخريج.
فيما أعلنت الأمم المتحدة أنها تحقق في هذه الغارة، سارع الجيش الأفغاني لاتهام حركة طالبان، بأنها كانت تخطط لاجتماع يضم قادتها في المدرسة، فيما نفت الأخيرة هذا الأمر، وأكدت أيضا عدم مقتل أي من قياداتها في الغارة.
الانتخابات التونسية بين التشيع والدور الإيراني
تنطلق بداية الشهر المقبل فى تونس الانتخابات المحلية «البلديات»، وذلك فى ظل عدد من المشاكل والأزمات، التى تعيشها البلاد هناك، خاصة السياسية والاقتصادية والاجتماعية، بالاضافة إلى انتشار جماعات وميليشيات تمثل تهديدًا حقيقيًا للمجتمع، وفى هذا الملف تستعرض «البوابة نيوز» أبرز تلك المشكلات والتحديات التى تواجه تونس، وانعكاساتها على انتخابات المحليات فى السادس من مايو المقبل، إلى جانب تجربة حركة النهضة الإخوانية فى حكم تونس بعد الإطاحة بزين العابدين بن على، وما تبعها من عمليات الإرهابية تعرضت لها تونس خلال السنوات الأخيرة، بالاضافة إلى أبرز القوى السياسية والاجتماعية المشاركة فى الانتخابات المقبلة، خاصة فى ظل تنامى التيار السلفى بشقيه الدعوى والمسلح وما يسببه من مخاطر كبيرة تهدد مسار التحول الديمقراطى، وذلك فى الوقت الذى تظهر فيه بعض المحاولات الإيرانية للنفاذ إلى المجتمع التونسى من خلال دعم التيارات الشيعية هناك.
«الشيعة فى تونس».. صعود بدعم طهران
تعود جذورها إلى الدولة الفاطمية.. وتزايد انتشارها بعد زيارة «التيجانى» إلى العراق منتصف الخمسينيات
على الرغم من أن ٨٥٪ من سكان تونس يتبعون المذهب المالكى، وهو أحد المذاهب السُّنِّية الأربعة، فإن نسبة محدودة من التونسيين ينتمون إلى المذهب الشيعى، والتشيع فى تونس ظاهرة قديمة جديدة، إذ تمتد جذوره إلى ما قبل الدولة الفاطمية وانتشار التشيع الفاطمى انطلاقًا من مدينة المهدية التونسية، وقد انتشر المذهب الجعفرى حديثًا فى تونس منذ خمسينيات القرن العشرين وسبعينياته، وتحديدًا بعد الرحلة الشهيرة للدكتور محمد التيجانى السماوى، أحد رموز التشيع التونسى، إلى العراق والتى زرعت بذور التشيع فى تونس، واليوم يوجد فى تونس الشيعة الإمامية، وينتشرون فى ولايات عدة من البلاد، مثل قفصة وقابس وسوسة وتونس العاصمة والمهدية.
وعن المرجعية التى يتبعها الشيعة فى تونس، يقول القيادى الشيعى التونسى عبدالحفيظ البنانى، وهو أحد نشطاء التشيع ونائب رئيس جمعية المودة الثقافية ومدير دار الزهراء للنشر: «ليست لنا ارتباطات عضوية مع أى دولة سواء كانت إيران أم غيرها، وبالنسبة لمسألة ولاية الفقيه فهى وجهة نظر ضمن المدرسة الشيعية، أما فى تونس فلم يقع تحديد مرجعية خارجية للشيعة، فهناك مرجعية داخلية تعتمد على مسائل يقلد فيها الشيعى من أراد من المراجع، لكن على المستوى السياسى ليس لنا أى ارتباط مع إيران، وهناك خلط ولبس حول مفهوم ولاية الفقيه من قبل الكتاب الصحفيين فى تونس، الذين يتناولون هذه الفكرة بإجحاف وظلم ربما غير مقصود وهذا شىء عن جهل لمفهوم ولاية الفقيه التى هى نظرية دينية سياسية بالأساس وظهرت كردة فعل من قبل مراجع شيعية واستنبطوها من أحاديث منسوبة إلى الإمام الاثنى عشرى بعد الفتنة الكبرى».
الحسينية الوحيدة فى «قابس»
وينشط المد الشيعى بشكل خاص فى مدينة قابس جنوب العاصمة؛ حيث يتوافد الشيعة على الحسينية الوحيدة الموجودة فى تونس، وقد شهدت المدينة التى تضم التجمع الشيعى الأكبر بعد الثورة احتفالات علنية بأعياد ومناسبات شيعية لأول مرة.
وتتجلى نشاطاتهم بإحياء المراسم الدينية والمذهبية مع تبادل الكتب والأشرطة الصوتيّة وبعض النشاطات الأخرى، ويوجد من الشيعة التونسيين من يدرس الدراسة المذهبية فى إيران وسوريا، وهنا يقول الدكتور عبدالله جنّوف، أستاذ الحضارة بالجامعة التّونسية والمتخصّص فى دراسة المسألة الشّيعية: لا يُعرف عدد دقيق، ولا يوجد إحصاء معلن، فالشيعة ما زالوا يعملون بالتقيّة، ويقول التيجانى السماويّ إنّهم مائة ألف أو يزيدون، وأحسب أنّ هذا العدد غير صحيح، وأنّه من مبالغاته، ويقول مبارك بعداش - وهو من شيوخ الشيعة - إنّهم عشرون ألفًا. ومن رموزهم من يقدّرهم بنحو اثنى عشر ألفًا.
علانية الشيعة فى تونس
كانت «جمعية آل البيت الثقافية التونسية» التى تأسست نهاية عام ٢٠٠٣، بداية للظهور العلنى للمد الشيعى الإيرانى فى تونس، حيث أسسها المدعو «عماد الدين الحمروني»، وهو من المتشيعين التونسيين المعروفين بولائهم لإيران وارتباطهم الوثيق بها، ولا يخفى «الحمروني» سعى جمعيته لنشر المذهب الشيعى الجعفرى، بل يتبجح بولائها المطلق لإيران وللمرجعيات الشيعية فى قم، زاعمًا أن التشيع أصيل فى تونس، فى إشارة تاريخية إلى الدولة الفاطمية الإسماعيلية، التى حكمت تونس فى القرن العاشر الميلادى.
كما تنظم جمعية آل البيت التى تتلقى الدعم والتمويل عن طريق المركز الثقافى الإيرانى فى تونس، احتفالات شيعية تتضمن طقوس الشيعة، وذلك بشكل علنى وسافر تتحدى فيه قيم المجتمع التونسى السنى، حيث دأبت على إحياء أعياد ما تسميه مواليد الإمام على، والإمام الحسين، والسيدة فاطمة الزهراء، وعيد الغدير، وكذلك إحياء مآتم عاشوراء باللطميات المعروفة لدى الشيعة، وتعتبر هذه الجمعية من أقوى المؤسسات الشيعية فى تونس وأكثرها تنظيمًا وتمويلًا، ولا تخفى عداءها الصارخ لأهل السنة، عبر تصريحات استفزازية لبعض أعضائها تطعن فى بعض كبار الصحابة والخلفاء الراشدين وأمهات المؤمنين. بالإضافة إلى «جمعية آل البيت الثقافية التونسية»، هناك «جمعية المودة الثقافية الشيعية التونسية»، التى يقودها «مراد الشلبي» وهو تونسى، وإن كان العارفون بالرجل يقولون إنه اعتنق المذهب الشيعى، لكنه كان يخفيه ويعمل سرًا من أجل اكتتاب مزيد من الأتباع وبتنسيق مع إيران عبر سفارتها ومركزها الثقافى فى تونس، وكذلك عبر بعض الجمعيات والمراكز الشيعية فى المنطقة، وتدين هذه الجمعية بالولاء لإيران وحكامها، وتعتبرهم حكام المسلمين الشرعيين، كما تعتبر داعمًا كبيرًا فى المنطقة لحزب الله الشيعى.
الشيعة والفصائل الأخرى
تعددت فى الفترة الأخيرة تجاوزات السلفيين حتى بلغ العنف حدّ الصراع المذهبى فى عدد من محافظات تونس بين السلفيين والمتشيعين، وهو ما أثار خوف التونسيين من تحوّل تونس إلى ساحة للصراع بين حركتين يعتبرهما البعض «دخيلتين على المجتمع التونسي».
وأوضح محمد صالح الحدرى، رئيس حزب العدالة والتنمية، أسباب الصراع بين السلفيين والشيعة، قائلًا: «تونس حاليًا بين نارين، مدّ شيعى ومدّ سلفى جهادى يتطاحنان على أرضنا من خلال منافستهما فى العالم الإسلامى، فالشيعة يعملون على الامتداد والوجود فى كل الأقطار الإسلامية بإفشاء التشيّع، كما أن الحركة السلفية الجهادية تحاول من ناحيتها إيقاف المدّ الشيعى الذى بدأ يتغلغل فى الدول الإسلامية منذ الثورة الإيرانية».
ويواصل: «بما أن تونس تعتبر رائدة الربيع العربى فالصراع قوى بين الحركتين لأن من سينجح فى تونس سيكون له تأثير كبير فى بقية الدول العربية والإسلامية لأن تونس أصبحت نموذجًا، وبالتالى فإن مكانتها كبيرة جدًا بالنسبة لهاتين الحركتين، وهذا ما ولّد العنف الذى نراه للمرة الأولى فى تونس».
موقف الإخوان
موقف حركة النهضة «الإخوان» اتسم بالراغمتيه مع الطائفة الشيعية فى تونس، ولم يخفى زعيم الشيعة فى تونس الشيخ مبارك بعداش، والذى اعتنق المذهب الشيعى فى بداية الثمانينيات من القرن الماضى بعد أن استقال من حركة الاتجاه الإسلامى، «النهضة» حاليًا، حيث كان مسئولًا تنظيميًا للحركة على كامل جهات الجنوب التونسى، أنه «دعا»، وبطلب من النهضة، كل الشيعة فى تونس لانتخاب الحركة فى اقتراع ٢٣ أكتوبر ٢٠١١، ويرى الشيخ بعداش أن حركة النهضة أصبحت «حليفة لأمريكا»، مشيرًا إلى أنه كانت تربطه علاقة قوية برئيس الحركة راشد الغنوشى «لكن الكراسى تبدل النفوس، أنا أعرف الغنوشى، قد لا يمسك نفسه عن البكاء عندما يرانى لكن السياسة تحتم حماية المصالح».
ويضيف مبارك بعداش: «قال لى راشد الغنوشي: هنيئًا! هل تشيعت؟ فقلت له: إننى أسألك عن ثلاثة أمور فإن أجبتنى عنها تخليت عن التشيع. فقال: لا أريد أسئلتك لأنّنا لا نستطيع أن نجارى الشيعة فى النقاش والحوار، فهم حزب قد شيدوا معتقدهم وأحكموا بناءه منذ زمن قديم، ولهم تاريخ حافل من أيام الإمام على! فاستغربت من جوابه! وكان اعترافه هذا محفّزًا لتمسكى بالتشيع، وذلك لأنّنى كنت أظن أنّ الشيعة أضعف منّا، وإذا برائد حركة الأخوان فى تونس يقرّ بضعف العامة - قديمًا وحديثًا - أمام الإمامية، فوجدت من غير اللائق لأيّ عاقل أن يتسلح بالعصا ويترك السيف!».
«العمليات الإرهابية».. وحش يطارد التونسيين
الإرهاب فى تونس.. تحول إلى وضع صعب خاصة منذ سقوط نظام بن على، حيث أصبح أمرًا شائعًا فى أوساط التونسيين، إذ لا يكاد يمر شهر، حتّى ينام التونسيّون أو يستيقظوا على دويّ الألغام وصوت الرصاص وضجيج الملاحقات الأمنية تهزّ أرجاء متفرّقة من شمال البلاد إلى جنوبها، مرورًا بغربها الذّى سجّل حصول أشرس الاحداث وأكثرها دمويّة وفى مقدّمتها معارك جبل الشعانبى ومحيطه، فضلًا عن العمليات العنيفة وجملة الهجمات والكمائن التى جدّت فى مدن القصرين وسيدى بوزيد وجندوبة وضواحى العاصمة مخلّفة عددًا كبيرًا من القتلى والجرحى فى صفوف الوحدات المسلّحة من جيش وحرس وشرطة، بالتوازى مع الخسائر البشرية والمادّية التى طالت المجموعات والعناصر المسلّحة، التى يشتبه فى انتمائها إلى تنظيمات وفصائل إرهابية إقليمية ودولية.
وكان من أبرز العمليات الإرهابية التى وقعت منذ ثورة يناير وحتى الآن، اغتيال الحقوقى التونسى شكرى بلعيد فى ٦ فبراير ٢٠١٣ تم أمام منزله بأربع رصاصات كانت واحدة بالرأس وواحدة بالرقبة ورصاصتين بالصدر، وهى الحادثة التى خلفت العديد من ردود الفعل حول هوية القاتلين، اللذين استهدفانه حال خروجه من منزله بالمنزه السادس بولاية أريانة، وفى سبتمبر ٢٠١٤ اتهم عمر صحابو الإعلامى والسياسى التونسى حزب نداء تونس بقتل الشهيد من خلال صفحته الخاصة بـ«فيسبوك».
بينما تبنى جهاديون تونسيون قالوا إنهم انضموا إلى تنظيم «داعش»، فى تسجيل فيديو أشارت إليه وكالات الأنباء، اغتيال المعارضين التونسيين شكرى بلعيد ومحمد البراهمى عام ٢٠١٣، وقال أبومقاتل: «نعم يا طواغيت، نحن من اغتلنا شكرى بلعيد ومحمد البراهمي»، وأبومقاتل جهادى مطلوب لدى السلطات التونسية بتهمة الضلوع فى الهجوم فى فبراير يوليو ٢٠١٣ على المعارضين الاثنين، وهذا أول اعتراف علنى باغتيال شكرى بلعيد ومحمد البراهمى، اللذين كانا من المعارضة العلمانية أثناء فترة حكم حركة النهضة الإسلامية.
وأفادت وزارة الداخلية التونسية بأن أبومقاتل، واسمه الحقيقى هو أبوبكر الحكيم، عنصر «إرهابي». وبدا الجهادى فى الفيديو محاطًا بثلاثة مسلحين آخرين بلباس عسكرى. وتوعد أبومقاتل باغتيال آخرين «دامت تونس لا يحكمها الإسلام»، داعيًا التونسيين إلى مبايعة تنظيم «داعش».
ومن ابرز العمليات التى تورط أنصار الشريعة بها الهجوم على محطة التليفزيون، التى قامت بعرض فيلم برسبوليس فى أكتوبر ٢٠١١، كذلك الهجوم على معرض فنى مثير للجدل فى يونيو ٢٠١٢، والهجوم على السفارة الأمريكية فى تونس فى سبتمبر عام ٢٠١٢.
كما كان تفجير انتحارى وقع على حافلة لحرس الرئاسة التونسى فى الأسبوع الأخير من نوفمبر ٢٠١٥، وأدى إلى مقتل ١٤ شخصًا على الأقل الأخطر، وقالت وزارة الداخلية التونسية، إن الحافلة التى انفجرت كانت متوقفة ساعة انفجارها بنقطة تجميع أعوان الأمن الرئاسى، فى شارع محمد الخامس، وهى نقطة معروفة بوسط العاصمة، وبالتحديد أمام المقر السابق لحزب التجمع الدستورى الديمقراطى على بعد أمتار من وزارتى السياحة والداخلية، وأن قوات الأمن هرعت إلى تطويق محيط الانفجار فى وسط العاصمة، فيما سارعت سيارات الإسعاف إلى نقل الضحايا للمستشفيات وتضاربت المعلومات حول أسلوب تنفيذ الهجوم، وفق أكثر من سيناريو.
كما تعرضت ثكنة عسكرية ومركز للحرس الوطنى فى مدينة بن قردان التونسية قرب الحدود مع ليبيا لهجوم إرهابى خطير الاثنين ٧ مارس ٢٠١٦.
وأسفر الهجوم الإرهابى عن سقوط ٥٣ قتيلًا حسب حصيلة رسمية تونسية، من بينهم ٣٥ إرهابيًّا و٢٨ عسكريًّا ومدنيًّا، ويأتى هذا الهجوم بعد أيام قليلة من إعلان تونس إكمال بناءِ الساتر الترابى على حدودها مع ليبيا وسعيها لتجهيزه بالمراقبة الإلكترونية، وتحذيراتِ فرحاتِ الحشانى وزيرِ الدفاع التونسى فى كلمة أمام برلمان بلاده من هجمات إرهابية جديدة فى تونس.
عمليات الجيش
ونفذت وحدات الجيش التونسى ٨٥٥ عملية عسكرية فى مجال مكافحة الإرهاب، وذلك منذ ١ يناير٢٠١٧ وحتى ٣٠ نوفمبر ٢٠١٧، وفق ما كشفه وزير الدفاع عبدالكريم الزبيدى خلال الجلسة البرلمانية العامة الخميس ٣٠ نوفمبر ٢٠١٧. وقال الزبيدى إن ٣٠ ألف عسكرى تونسى شاركوا فى تنفيذ ٨٥٥ عملية عسكرية خلال الفترة المذكورة أسفرت عن القضاء على ٥ إرهابيين والكشف عن ٢٠ مخيمًا للإرهابيين. كما كشف الوزير عن أن الجيش التونسى قدم ٦٩ شهيدًا و٣٢٢ جريحًا خلال الحرب، التى تخوضها البلاد على الإرهاب.
لكن هذه النجاحات لا تزال محفوفة بالمخاطر، وربما تعيد البلاد إلى نقطة الصفر، خاصة فى ظل هشاشة الوضع الإقليمى، حيث كشف الزبيدى، أن خطر التهديدات والإرهاب ما يزال قائمًا، مشيرًا إلى وجود معلومات متواترة حول «عشرات من الإرهابيين تونسيين وأجانب موجودون بالمدن الغربية الليبية، ينوون التسلل إلى تونس وتنفيذ عمليات إرهابية».
(البوابة نيوز)
قتلى من قوات النظام في مواجهة مع «داعش» جنوب دمشق
أعلن أمس سقوط قتلى في صفوف قوات النظام السوري والميليشيات الموالية له بينهم فلسطينيون، لدى محاولته التقدم إلى مناطق سيطرة تنظيم «داعش في مخيم اليرموك، والحجر الأسود (جنوب دمشق)، في ما بدا أن النظام لجأ إلى سياسة «الأرض المحروقة» عبر تكثيف القصف الجوي، لليوم الخامس على التوالي.
وقال ناشطون إن الطائرات الحربية شنت عشرات الغارات على أحياء التضامن والقدم ومخيم اليرموك ومدينة الحجر الأسود، كما ألقت المروحيات أكثر من 30 برميلاً متفجراً، بالتزامن مع استهداف المنطقة بأربعين صاروخ «أرض – أرض»، وعشرات قذائف المدفعية والصاروخية والخراطيم المتفجرة ما تسبب في اندلاع حرائق في الأحياء السكنية. في وقت أعلنت صفحات موالية للنظام على مواقع التواصل الاجتماعي، مقتل العشرات من عناصر قواته. وكان «داعش» أعلن قتل 37 عنصراً خلال محاولة قوات النظام التقدم.
وتداول نشطاء صوراً وأسماء لـ25 عنصراً من النظام قتلوا خلال الاشتباكات في حي الحجر الأسود، فيما نعت «اللجنة المركزية لحركة التحرير الوطني الفلسطيني» (فتح الانتفاضة) مقتل 3 من ضباطها، ونعت ميليشيات «قوات الصاعقة» المساندة للنظام مقتل 10 عناصر من «الفصائل الفلسطينية» في مخيم اليرموك ونُشرت أسماؤهم وصورهم أيضاً. وأكد فريق الرصد والتوثيق في مجموعة العمل من أجل فلسطيني سورية، أن 10 لاجئين فلسطينيين بينهم عائلة وطفل رضيع، ومسنان ومسعف «قضوا منذ بدء العملية العسكرية على مخيم اليرموك». وأوضح في بيان أن عدد الضحايا في اليرموك ارتفع منذ بداية الحرب الدائرة في سورية إلى 1348 قتيلاً .
وكانت وكالة الانباء السورية «سانا» أكدت أن قوات النظام «نفذت ضربات مركزة على تحصينات وأوكار التنظيمات الإرهابية في الحجر الأسود واوقعت خسائر كبيرة في العتاد والأفراد». وأشارت إلى أن الوحدات البرية حققت خلال عملياتها تقدماً من محاور عدة بإسناد من سلاح الجو.
«داعش» يعلن الحرب على الانتخابات العراقية
هدّد تنظيم «داعش» الإرهابي باستهداف مراكز اقتراع الانتخابات البرلمانية العراقية المقررة في 12 أيار(مايو) المقبل، معتبراً أن أي مشارك فيها «كافر ويستحق الموت»، فيما أكدت مصادر استخباراتية عراقية مقتل الرجل الثاني في التنظيم المدعو أبو لقمان السوري في ضربة نفذتها القوات الجوية العراقية داخل الأراضي السورية.
وهدد الناطق باسم «داعش» أبو الحسن المهاجر في تسجيل صوتي بثته «مؤسسة الفرقان» الحكومة العراقية، متوعداً أن «تنفيذ حكم الإعدام بأي امرأة متهمة بالانتماء إلى التنظيم، سيجر إلى أنهر من الدماء». ودعا المهاجر مسلحي «داعش» إلى «استهداف الانتخابات البرلمانية المقبلة، وعدم التفريق بين المرشحين أو الناخبين». وقال إن «حكمهم سواء، ويجب قتلهم من دون استثناء». كما طالب عناصره بـ «استهداف جميع رجال الدين السنة والشيعة الذين دعوا إلى المشاركة في الانتخابات، إضافة إلى رؤساء العشائر ووسائل الإعلام».
وأكد أن التنظيم «لا يزال موجوداً في سورية والعراق ومصر وليبيا واليمن وأفغانستان وغرب أفريقيا»، داعياً مسلحيه إلى «شن هجمات مضاعفة في إيران وروسيا تحديداً، للرد على ما تقوم به قواتهم في سورية والعراق». وشدد المهاجر على أن قوة «داعش» «لم تضعف»، على رغم الهزائم المتتالية وانحسار مناطق نفوذه، كاشفاً أنه «يسير وفق الخطة التي رسمها قادته».
إلى ذلك، أكدت مصادر استخباراتية بأن «قوة جوية عراقية وبتنسيق مع الجانب السوري، استهدفت اجتماعاً لقادة داعش داخل الأراضي السورية، واستطاعت قتل الرجل الثاني في التنظيم الإرهابي المدعو أبو لقمان السوري، بناء على معلومات دقيقة توفّرت لديها».
(الحياة اللندنية)
اعتداءات لـ"بوكو حرام" توقع عشرات الضحايا
قتل 21 شخصاً وأصيب 11 آخرين في عدة اعتداءات متفرقة يشتبه أن مسلحين من بوكو حرام نفذوها في منطقة نائية في شمال شرق نيجيريا، على ما أفاد مسؤولون أمنيون وشهود لوكالة فرانس برس الاثنين.
وفتح المسلحون النار على 18 عامل كانوا يجمعون الحطب في ولاية برونو قرب بلدة غامبورو على الحدود مع الكاميرون، حسب ما قال عضو ميلشيا تحارب المسلحين في المنطقة.
وقال عضو أخر في الميلشيا لفرانس برس إن "الجثث تناثرت على مسافة مئات الأمتار ومعظمها مصابة في الرأس أو الظهر".
وفي حادث منفصل، اصطدمت حافلة تحمل مدنيين بلغم أرضي زرعه المسلحون، ما أسفر عن مقتل 3 اشخاص قرب قرية وومبي، على ما أفاد عضو في ميلشيا أخرى.
وقال إن "ثلاثة أشخاص من بينهم السائق قتلوا فيما أصيب 11 آخرين".
اقتتال مسلح داخل تنظيم «داعش» بين عراقيين وتونسيين
أعاد تجدد الاقتتال خلال اليومين الأخيرين بين عناصر يحملون الجنسية التونسية والعناصر السورية والعراقية من تنظيم «داعش»، التساؤلات عن مستقبل التنظيم إلى الواجهة، وسط شكوك يثيرها غياب «أبو بكر البغدادي».
ونقل موقع «شفق نيوز» أمس، عن مصادر محلية بأن اشتباكات اندلعت شرق دير الزور في قريتي أبو خاطر والبقعان شرق ألبوكمال، بين مقاتلين سوريين وعراقيين من جهة، وعناصر يحملون الجنسية التونسية من جهة أخرى، أودت بحياة 7 قتلى من الجانبين.
وأوضحت المصادر، أن الخلاف المتجدد يعود إلى تمرد العشرات من المقاتلين الأجانب على قيادة التنظيم، ومطالبتهم إياها بتعيين قائد جديد للتنظيم بدلا من «أبي بكر البغدادي» المتواري عن الأنظار.
ونقل الموقع عن صحفي حصل على معلومات من مصادر داخل التنظيم، أن المجموعة التونسية اقترحت حلا للنزاع المستفحل، وهو «قدوم أبي بكر البغدادي إلى مناطق سيطرة التنظيم، أو ظهوره عبر تسجيل مصور، أو تعيين قائد ميداني جديد، مثل أبي فاطمة التونسي المطروح حاليا لتولي هذه المهمة.
وأشار إلى حجم الخلاف بين عناصر التنظيم، مبينا أن المقاتلين السوريين والعراقيين باتوا يطلقون على المجموعة التونسية صفة «الخوارج». وبحسب الصحفي، فإن المجموعة التونسية لا تزال تتبنى النهج القديم للتنظيم الذي يكفر كل من يخالفها، على عكس غالبية المقاتلين المحليين (التيار الموالي للبغدادي) الذين يبحثون عن حلول مقبولة لتمكنهم من البقاء في أراضيهم سواء في العراق أو سوريا، على حد تأكيده.
ولفت إلى حالات إعدام نفذها التيار الموالي لـ«البغدادي» لمقاتل مغربي الجنسية بتهمة أنه من «الخوارج»، فضلا عن الإعدامات السابقة التي طالت شخصيات بارزة في التيار مثل «أبي خالد التونسي». ورأى أن النزاعات الحالية تعبر عن تدهور حالة التنظيم مؤخرا.
(الاتحاد الإماراتية)
بغداد: مقتل الرجل الثاني في «داعش» خلال الضربة في سوريا
أكدت بغداد، أمس، مقتل الرجل الثاني في تنظيم «داعش» خلال الضربة الجوية التي نفذتها الطائرات العراقية داخل الأراضي السورية في 19 أبريل/نيسان الحالي، فيما ألقت الاستخبارات العسكرية القبض على إرهابية كانت تخطط للقيام بعمليات إرهابية في الموصل، في وقت قضت المحكمة الجنائية المركزية، بالإعدام شنقاً حتى الموت بحق «إرهابيين» اثنين ينتميان إلى تنظيم «داعش» نفذا العديد من العمليات الإرهابية في العراق.
وقال مصدر استخباري عراقي، امس، إن «القوة الجوية العراقية وبتنسيق مع الجانب السوري استهدفت اجتماعا لقادة عصابات «داعش» الإرهابية داخل الأراضي السورية ما أدى إلى مقتل الرجل الثاني لتلك العصابات». وأضاف أن «القوة الجوية العراقية استطاعت أن تقتل الرجل الثاني لداعش الإرهابي المدعو( أبو لقمان السوري ) خلال الضربة الجوية داخل الأراضي السورية في 19 أبريل الحالي». وأوضح أن «المشار إليه هو المسؤول عن نقل وتجنيد الانتحاريين وإرسالهم الى العراق وبمقتله ستكون مهمة التنظيم صعبة في دعم خلاياه النائمة في العراق».
وفي نينوى، قال المتحدث باسم مركز الإعلام الأمني العميد يحيى رسول في بيان، إن «الاستخبارات العسكرية ألقت القبض على إحدى الإرهابيات المنتميات لعصابات داعش بكمين نصب لها في نقطة تفتيش العقرب بالموصل أثناء محاولتها الهرب باتجاه الشمال». وأضاف أن «المعتقلة هي زوجة لأحد قادة داعش الذين تم قتلهم أثناء معارك التحرير»، مشيرا إلى أنها «كانت تخطط للقيام بعمليات إرهابية إجرامية».
من جهة أخرى، قال القاضي عبد الستار بيرقدار المتحدث الرسمي لمجلس القضاء الأعلى، في بيان صحفي، إن «محكمة الجنايات المركزية أنهت محاكمة عنصرين إرهابيين، أحدهما شارك في الهجوم بالعجلات المفخخة والأحزمة الناسفة على وزارة العدل عام 2013». وأضاف أن «المتهم الآخر عمل عضواً في ما يسمى بالمحكمة الشرعية لداعش وكان ينتمي إلى جيش المجاهدين في عام 2007، قبل أن يبايع التنظيم الإرهابي، وأن المحكمة أصدرت أحكامها بحق المتهمين بالإعدام شنقاً حتى الموت وفقاً لأحكام قانون مكافحة الإرهاب».
إلى ذلك، ذكر مصدر أمني في البصرة، امس، أن «ضابطاً برتبة نقيب يعمل كمحقق في أحد مراكز الشرطة تم اختطافه من قبل مسلحين ملثمين في منطقة الجنينة الواقعة ضمن مركز المحافظة»، مبيناً أن «الخاطفين اعترضوا سيارة الضابط التي كان يقودها بمفرده، وأجبروه على الترجل منها تحت تهديد السلاح، ثم اقتادوه إلى مكان مجهول».
(الخليج الإماراتية)
المفتى: العشوائية فى التعليم الدينى تخرّج تكفيريين
قال الدكتور شوقى علام، مفتى الجمهورية، إن الدين يحتل مكانة نفيسة فى حياة المسلم، وينبغى أن يكون التكوين العلمى والوجدانى للإنسان المسلم مؤسسا على قواعد راسخة من العلم والفهم الصحيح لديننا الحنيف، سواء أكان ذلك المكلف عالما متخصصا أو مثقفا له تخصص آخر غير العلم الشرعى، لكنه يحتاج إلى معرفة أمور دينه معرفة تامة صحيحة غير مشوهة.
وأضاف فى كلمته التى ألقاها أمس بمؤتمر «تدريس التربية الإسلامية فى المؤسسات الرسمية» الذى يعقد فى الجزائر، تحت رعاية الرئيس الجزائرى عبدالعزيز بوتفليقة، أن ترك التعليم الدينى لحالة الممارسة الفردية العشوائية، قد تسبب فى أضرار بالغة للذين تلقَّوا تعليما خاطئا فيما يتعلق بأمور الدين والشرع الحنيف، والنتيجة تتمثل فى خروج مَن يتشدد ومَن يتطرَّف ومن يُكفِّر ومَن يُفجِّر باسم الإسلام، والإسلام من كل ذلك براء.
وأكَّد علام، على أهمية التعليم الدينى فى المؤسسات الرسمية التعليمية والعملية، مهما كان نوع الدراسة التى يتلقاها طالب العلم أو الوظيفة التى يقوم بها المواطن.
(المصري اليوم)
أبوبكر البغدادي الخليفة المزيف بين ظهوره وغيابه
اختفاء "الخليفة" أبوبكر البغدادي المفاجئ لم يسبقه إعلان من أي نوع، ورغم ذلك فإن تنظيمه الذي تم اختصاره على هيئة ماركة تجارية، لا يزال عاملا بشراسة ولا يزال يتحرك بحرية.
اختفى “الخليفة” أبوبكر البغدادي. ولأن الرجل الذي حمل ذلك الاسم المستعار بطريقة متقنة كان، كما قيل، من سامراء، فإن غيابه ليس بالحدث الذي يستغلق على الفهم. فإن صحت تلك الأقاويل فإن ذاكرة البغدادي تغص بالمرويات التي تتعلق بالإمام الغائب الذي حُرم سكان المدينة التي غاب فيها من ظهوره باعتباره إمام الزمان في مدينتهم حسب المرويات عينها.
تحت جبة الخليفة الغائب كان هناك في لحظة العرض المسرحي إمام غائب. وبالرغم من اختفاء الخليفة المفاجئ الذي لم يسبقه إعلان من أي نوع فإن تنظيمه الذي تم اختصاره على هيئة ماركة تجارية لا يزال عاملا بشراسة ولا يزال يتحرك بحرية، يظهر ويختفي حين يريد كما تزعم الدوائر الاستخباراتية والعسكرية المختصة بشؤون الإرهاب. وهو ما صارت وسائل الإعلام تنقله فيما تتلفت جيوش وميليشيات باحثة عنه في الصحراء مستعينة بصور جوية تلتقطها طائرات استطلاع متقدمة.
الحاجة إلى داعش
لم تعد هناك حاجة كما يبدو لزعيم بعد أن سقطت دولة الخلافة. بل لم تعد هناك حاجة لتنظيم منضبط، يتلقى أوامره من جهة مركزية.
في العراق على وجه الخصوص صارت كلمة “داعش” صفة تطلق على كل جماعة معترضة أو متمردة أو غاضبة. داعش هي الإرهاب في كل تجلياته.
لقد ألهم البغدادي أجهزة القتل كلمة السر. فالذين يُقتلون في العراق عن عمد أو عن طريق الخطأ هم دواعش من وجهة نظر الحكومة التي جاءت الحرب على الإرهاب منسجمة مع ضياع بوصلتها الوطنية. فلا ترى تلك الحكومة العراقيين إلا في سياق معادلة، إما أن يكون المرء من خلالها مواطنا صالحا بعد أن يعلن عن ولائه الأعمى أو أن يكون داعشيا حين يقف على الضفة الأخرى.
لا تملك السلطات العراقية وقتا للبحث عن زعيم التنظيم الإرهابي. أول وآخر خلفاء الدولة الإسلامية في العراق والشام.
الرجل الذي يُفترض كما صار دارجا أنه كان مؤسس أعتى عصابة إجرامية مرت بتاريخ العراق المعاصر كانت جريمة تدمير الآثار الآشورية وحدها كافية لكي يشغل العالم نفسه في البحث عنه.
غير أن شيئا من ذلك القبيل لم يقع. سيكون على العالم الحر أن يحتفي بإقامة نصب لثور مجنح زائف في ساحة الطرف الأغر بلندن بدلا من الثور المجنح الحقيقي الذي هدمه مجاهدو داعش في لحظة عار تاريخي.
قبل تلك اللحظة احتفت وسائل الإعلام العالمية بخليفة مسلم، كانت على دراية نسبية بالمعامل التي انتجت مساحيق التجميل التي استعملت من أجل صياغة صورته الأخيرة.
ولأن الجماهير تنسى في ظل الأزمات المعيشية الخانقة فإن أحدا لم يعد يذكر البغدادي كما لو أنه لم يكن. الرجل الذي دخل التاريخ حين ألحق تنظيمه هزيمة مخزية بالقوات العراقية من غير أن يطلق رصاصة واحدة هناك مَن يرغب في أن لا يتذكره أحد.
الدمية التي ألقت خطابا تسبب في ما بعد في هدم المسجد الأثري بمئذنته الحدباء انتقاما، تحول إلى شبح. هل علينا أن نبحث عن مصير شبح؟ لا يريد العالم أن يضيع وقته. الشعوب المنكوبة هي الأخرى لا ترغب في أن تضيع وقتها في مسألة هامشية من ذلك النوع.
لقد قرر البغدادي حين اختفائه أن يكون أمره هامشيا. يبدو ذلك القرار غريبا وملتبسا. فالبغدادي حسب التصنيف الأميركي هو إرهابي من الدرجة الأولى الذي ينبغي أن يكون رأسه مطلوبا.
غير أن أحدا لم يكلف نفسه عناء البحث عنه، وما من جائزة رُصدت لمَن يشي به أو يدلي بمعلومات تيسر عملية القبض عليه مثلما حدث من قبل حين طاردت القوات الأميركية أعضاء القيادة في النظام الوطني الذي أسقطته؟
بالمقارنة مع مصير البغدادي الغامض فإن قرارا أميركيا كان قد اتخذ قبل سنوات قضى بقتل أسامة بن لادن، زعيم تنظيم القاعدة. كان من الممكن أن لا يُقتل الإرهابي رقم 1 في حينه. إذ أن حياته كما يُفترض استخباراتيا ومعلوماتيا أهم من موته الذي سيكون بمثابة طي صفحة لن يُسمح لأحد بقراءتها.
غير أن هناك مَن قرر التضحية بزعيم تنظيم القاعدة لكي يظل لغزه أبديا. وفي ظل نقص وتضارب المعلومات عن الرجل الذي ألقيت جثته في مياه البحار البعيدة فإن هناك من يفسر لغز مقتله الذي لم يكن ضروريا وقهريا من جهتين.
من جهة، كان ذلك القتل ضروريا من أجل أن يتحول بن لادن إلى شهيد بالنسبة للجماعات المضللة جهاديا. من جهة أخرى كانت هناك رغبة لدى الدوائر الاستخبارية في أن يتحول بن لادن إلى رمز لعدو يُحتمل ظهوره في أي لحظة. وهي رسالة ذات أبعاد شعبوية عالمية.
كان بن لادن وحده ظاهرة مزدوجة من جهة دلالاتها.
هناك في العالمين العربي والإسلامي مَن يعتبره شهيدا وهي الصفة التي يمر من خلالها فكره الظلامي وهناك في العالم مَن يروج لشخصية بن لادن باعتباره رمزا شريرا لكل ما هو عربي وإسلامي.
البغدادي ثانويا
بحجم غزوة نيويورك سيكون حجم بن لادن الذي أخفي أثره من العالم الواقعي ليكون جزءا من عالم افتراضي يمكن أن تمرر من خلاله المزيد من الحكايات والمرويات الشعبية التي تمزج الماضي بالحاضر في زمن غير مستعاد.
رمزية بن لادن لم يحز عليها البغدادي وإن كان ما اقترفه الأخير يفوق بكثير ما اقترفه سلفه القتيل. كان البغدادي مبشرا بولادة جيل من الجهاديين أسرتهم فكرة جهاد النكاح فيما أبقى بن لادن جيل مجاهديه في حدود العقيدة.
لذلك كان ضروريا أن يُقتل بن لادن لتكتمل دائرة أسطورته التي تدور حول العقيدة التي تؤمن بالعنف. أما البغدادي فبالرغم من أنه أقام دولة الخلافة الإسلامية المزعومة ووضع العراق على مفترق طرق لن يغادره إلى الأبد ومن أجله شنت حرب عالمية على الإرهاب، قتلت الآلاف وشردت الملايين ودمرت مدنا كانت عامرة فإنه ظل خارج دائرة القتل ولم يطالب أحد بدمه.
لقد أشاعت الحكومة العراقية غير مرة أن السامرائي، وارث الغيبة، كان قد قُتل أو جُرح. غير أن تلك الأخبار سرعان ما يتم التراجع عنها بسبب عدم استنادها إلى دليل مادي. الأهم من ذلك أن الولايات المتحدة وهي المعنية بشؤون الحرب المفتوحة على الإرهاب لم تظهر حماسة تُذكر لمسألة البحث عنه وتصفيته كما فعلت مع بن لادن. وهو أمر يثير الكثير من علامات الاستفهام.
ألأنّ الرجل كان مجرد ممثل ثانوي تم غض الطرف عنه في حين كان بن لادن ممثلا رئيسيا، لذلك توجهت الأنظار إليه؟
ولكن ذلك التصنيف يحتمل تأويلا، غالبا ما تم القفز عليه بسبب استناده إلى التكهنات والأقوال السائبة والتوقعات. غير أن الخيوط كلها تقود إلى حقيقة أن تنظيم القاعدة الذي قاده بن لادن كان جزءا من الحرب التي شنها الغرب على الاتحاد السوفيتي عن طريق جماعات مسلحة اختير لها مبدأ الجهاد واجهة أما جوهرها فيكمن في آليات الصراع بين قطبي العالم.
أما بالنسبة لداعش فإن ذلك التنظيم كان وليد فكرة ساذجة عن إسلام عدو، جرى تسويقها من أجل أن يحل ذلك العدو محل الإسلام. كان اختراع ذلك التنظيم ضروريا فقط لملء الفراغ التصويري.
قبل ظهور تنظيم داعش كان قد جرى احتلال العراق. يومها مارست القوات الأميركية والشركات الأمنية الملحقة بها شتى صنوف القتل والتعذيب والإذلال في حق الشعب العراقي، أو على الأقل الجزء المناهض منه للاحتلال والحكومة الطائفية التي انبثقت منه.
غير أن ذلك كما يبدو لم يكن كافيا لإشباع غريزة الانتقام لذلك تم اختراع داعش في وقت متأخر لتكون الأداة الجهادية “الجهنمية” التي يتم من خلالها وبذريعتها الاقتصاص من العراقيين.
رجل الخاتمة الجهنمية
لم يكن مفاجئا أن يعلن البغدادي عن ولادة دولته من الموصل. أم الربيعين هي ثاني كبرى مدن العراق، المنبع الذي رفد الجيش العراقي بأكثر ضباطه كفاءة وأشدهم نزاهة ووطنية، وهي واحدة من المدن ذات الغالبية السنية النادرة التي لم يسمح سكانها للجماعات المسلحة بالتغلغل في نسيجها الاجتماعي.
غير أن القمع الذي مارسته ميليشيات وقوات الحكومة بعد الاحتلال الأميركي ضد السكان المدنيين دفع أولئك السكان إلى حافات موحشة من اليأس من إمكانية أن تستعيد الحكومة وعيها الوطني وتنظر إليهم باعتبارهم مواطنين.
كانت الموصل لا تزال عامرة حين دخل البغدادي إليها في عرض مسرحي ساهمت أطراف عديدة من ضمنها الحكومة العراقية في الإعداد له.
لا أعتقد أن خطابا حظي باهتمام العالم مثل ذلك الخطاب الذي ألقاه ذلك الممثل في تلك المسرحية الوضيعة.
كان أبوبكر البغدادي مجرد ممثل وضيع في مسرحية لم تكن في حاجة إلى بطلها في فصولها اللاحقة. كانت مهمة ذلك الرجل “النكرة” محصورة بإلقاء خطاب، كان بمثابة إعلان حرب انتظرته جهات عالمية كثيرة لتبدأ من بعده حربها على من وضعتهم في قائمة الأعداء. وفي ذلك تلتقي إيران والولايات المتحدة.
أبوبكر البغدادي ليس لغزا إلا إذا قررنا أن نغمض عيوننا عما أحاط به من حقائق. تقف مسألة تدمير الموصل وإبادة سكانها في مقدمة تلك الحقائق.
إخوان ليبيا يدخلون المفاوضات بشرط تأجيل الانتخابات
خالد المشري يستبق زيارته للمغرب، بلقاء سفير بريطانيا لدى ليبيا فرانك بيكر، الذي تعارض بلاده إجراء الانتخابات قبل توحيد السلطات.
دخول مشروط
الرباط - دخل تيار الإسلام السياسي وفي مقدمته حزب العدالة والبناء الذراع السياسية لتنظيم الإخوان في ليبيا، المفاوضات التي يحتضنها المغرب، بشرط إصدار الدستور بعد الاستفتاء ما يعني فعليا تأجيل الانتخابات المزمع إجراؤها هذا العام.
واستبق القيادي في حزب العدالة والبناء ورئيس المجلس الأعلى للدولة خالد المشري زيارته للمغرب، بلقاء سفير بريطانيا لدى ليبيا فرانك بيكر، الذي تعارض بلاده إجراء الانتخابات قبل توحيد السلطات.
وكشف خالد المشري عن أربعة ملفات سيناقشها خلال لقائه رئيس مجلس النواب عقيلة صالح في مدينة الرباط المغربية، والتي تتضمن آلية اختيار أعضاء المجلس الرئاسي الجديد، والمناصب السيادية، وقانون الاستفتاء على مشروع الدستور، وقانون الانتخابات البرلمانية المقبلة.
وكان مشري قال إن المجلس الأعلى للدولة مستعد لتقديم التنازلات وسيدخل المفاوضات دون أية شروط، لكن مراقبين اعتبروا أن إدراج قانون الاستفتاء على الدستور ضمن المفاوضات يؤكد أن الإخوان سيشترطون تقديم الاستفتاء على الدستور ومن ثم إجراء الانتخابات.
ويعني هذا الشرط بحسب هؤلاء المراقبين تأجيل الانتخابات التشريعية والرئاسية نظرا إلى ما ستستغرقه عملية الاستفتاء على الدستور من وقت، خاصة مع الرفض الذي تلقاه مسودة مشروع الدستور خصوصا في إقليم برقة ولدى البعض من المكونات الثقافية كالتبو والأمازيغ.
ورحب رئيس مجلس النواب الليبي عقيلة صالح، الإثنين، بلقاء رئيس المجلس الأعلى للدولة خالد المشري، بالمغرب.
جاء ذلك خلال مؤتمر صحافي عقده بالعاصمة المغربية الرباط، عقب لقائه الحبيب المالكي، رئيس مجلس النواب المغربي (الغرفة الأولى بالبرلمان).
والإثنين وصل المشري وصالح إلى الرباط، كل على حدة، في زيارة لم تعلن مدتها.
وقال عقيلة صالح “التقينا رئيس مجلس النواب (المغربي)، وناقشنا ما يجري في ليبيا، واتفقنا على أن يكون هناك دعم لحل الأزمة الليبية”.
وأضاف أن مطالب المجلس الذي يرأسه هي “دعم الاتفاق السياسي بالتعديل المقترح من (المبعوث الأممي بليبيا) غسان سلامة، والذي اعتمده مجلس النواب، ونتوقع ونرجو من مجلس الدولة أن يوافق على هذا التعديل”.
(العرب اللندنية)