القلمون السورية يتحول إلى "معقل" جديد لداعش فى ريف الدمشق

الخميس 26/أبريل/2018 - 01:04 م
طباعة القلمون السورية
 
 يبدو أن منطقة القلمون الشرقي فى ريف دمشق السورية ستتحول إلي "معقل" جديد لتنظيم داعش فى سوريا وذلك بعد انسحاب  فصائل المعارضة المسلحة السورية منها حيث سيطر التنظيم على عدة مواقع لقوات النظام السورى  والميليشيات الايرانية الرديفة له في المنطقة.
وبسطت عناصر التنظيم سيطرتها مجدداً على منطقة بئر الأفاعي والمنقورة وسهلة وجبل زبيدة، بعد هجوم كبير شنه "داعش" صباح الأحد 22-4-2018م  وكثّفت قوات النظام السورى من قصفها على مواقع التنظيم الجديدة، وذلك بعد يوم واحد من انسحاب فصائل المعارضة المسلحة  من تلك المواقع بموجب اتفاق مع روسيا يقضي بنقل المقاتلين للشمال السوري، حيث كانت تعتبر فصائل المعارضة في المنطقة حائط الدفاع الأول ضد "داعش" في المنطقة.
ونقلت حافلات مقاتلين ومدنيين سوريين، من منطقة القلمون الشرقي إلى أحد الجيوب التي تسيطر عليها فصائل معارضة سورية مدعومة من أنقرة شمال غربي سوريا، وفق شهود عيان ونقلت حافلات بعض من تم إجلاؤهم إلى عفرين وأعلن المرصد أن "القافلة وصلت إلى منطقة عفرين  تم نقل آلاف المقاتلين والمدنيين إلى هذه المنطقة، البعض يسكن في بيوت النازحين".
 ولموقع القلمون الشرقي أهمية استراتيجية، فهو بمثابة البوابة للبادية الشامية التي تمتد إلى الحدود الأردنية – العراقية، وإلى بادية البوكمال، وبوابة ريف حمص الشرقي، فضلا عن أنها البوابة الأهم في هذه الآونة للغوطة الشرقية، ويقع القلمون على خطوط إمداد النظام البرية مثل طريق دمشق ـ حمص، ودمشق ـ بغداد.
و يحاول النظام السورى ، كما يقول سعيد سيف، عضو المكتب الإعلامي لفصيل « أحمد العبدو» لـ «القدس العربي»: «السيطرة على مساحات شاسعة من البادية الشامية، لتحقيق نصر جغرافي وسياسي واقتصادي، وربط الحدود السورية – العراقية لتسهيل مرور المقاتلين من إيران إلى دمشق براً، وهو في ذلك يبرر حملته بما يشاع عن تحشدات بريطانيا وأمريكية وأردنية من أجل الدخول بشكل مباشر في المنطقة» وسبق للنظام السوري أن أعلن على لسان وزير خارجيته وليد المعلم أنه لن يسمح بدخول قوات أردنية وهذا ما اعتبره النظام مبرراً، على حد قول سيف.
الهدف التكتيكي الآخر لتحركات النظام في القلمون الشرقي هو عزل القلمون عن منطقة البادية بهدف إضعافه ووصله بالقلمون الغربي، الذي بات بمعظمه تحت سيطرة النظام السورى  وميليشيات حزب الله اللبناني . 
أما استراتيجياً  فإن السيطرة على القلمون الشرقى ستكون بداية لاستكمال مخطط التهجير السنّي، الذي بدأ بأحياء دمشق الجنوبية ومن ثم داريا والمعضمية وبرزة والقابون والقلمون الغربي والزبداني ومضايا وقرى وادي بردى، ليأتي الدور على بلدات ومدن الضمير، الرحيبة، جيرود، الناصرية وهي كبرى حواضر القلمون الشرقي، وبإنهائها يكون الحصار أطبق بشكل كامل على الغوطة الشرقية المرتبطة بالقلمون الشرقي، والذي يعد المنفذ الوحيد لها وتحديداً منطقة الضمير.
يذكر ان  عملية الإجلاء من منطقة القلمون الشرقي الواقعة على بعد 60 كيلومتراً شمال شرقي دمشق، تأتى استناداً إلى اتفاق يؤمن ممراً آمناً لانسحاب آلاف المقاتلين وعائلاتهم إلى منطقة سيطرة الفصائل المعارضة المسلحة في الشمال السورى .
 مما سبق نستطيع التأكيد على انه يبدوان منطقة القلمون الشرقي فى ريف دمشق السورية ستتحول الى  "معقل" جديد لتنظيم داعش فى سوريا وذلك بعد انسحاب  فصائل المعارضة المسلحة السورية منها  وسيطر التنظيم على عدة مواقع لقوات النظام السورى  والميليشيات الايرانية الرديفة له في المنطقة وهو ما سيشكل تهديد مباشر للدولة السورية وعاصمتها دمشق خلال الفترة القادمة التى تعد أكثر فترات الأزمة السورية حساسية وخطورة . 

شارك