القبض على أخطر كوادر "كتائب حلوان" الإرهابية/«البناء والتنمية».. رحلة البحث عن دور على أنقاض الإخوان/التحالف يقصف مواقع «داعش» تمهيداً لاقتحام «قسد» دير الزور

السبت 28/أبريل/2018 - 09:44 ص
طباعة القبض على أخطر كوادر
 
تقدم بوابة الحركات الاسلامية أبرز ما جاء في الصحف المحلية والعربية بخصوص جماعات الاسلام السياسي وكل ما يتعلق بتلك التنظيمات عربيًا وعالميًا بكافة أشكال التناول الصحفي (أخبار – تعليقات – متابعات – تحليلات – آراء) صباح اليوم السبت الموافق 28-4-2018

اليوم.. محاكمة "بديع" و738 متهمًا في "فض اعتصام رابعة"

اليوم.. محاكمة بديع
تنظر اليوم السبت، محكمة جنايات القاهرة والمنعقدة بمعهد أمناء الشرطة، بطرة، محاكمة محمد بديع مرشد الإخوان وعصام العريان ومحمد البلتاجي وصفوت حجازي وأسامة ياسين وعاصم عبد الماجد وباسم عودة و732 آخرين في اتهامهم بـ"فض اعتصام رابعة".
تعقد الجلسة، برئاسة المستشار حسن فريد، بعضوية المستشارين فتحي الرويني، وخالد حماد، وسكرتارية ممدوح عبد الرشيد.
وكانت النيابة قد أحالت المتهمين محمد بديع المرشد العام للجماعة، وعصام العريان، وعصام ماجد، وعبد الرحمن البر، وصفوت حجازي، ومحمد البلتاجي، وأسامة ياسين، وعصام سلطان، وباسم عودة، وجدى غنيم، "أسامة"، نجل الرئيس المعزول محمد مرسى ومحمد شوكان وآخرين للمحاكمة الجنائية وأسندت اليهم عدة اتهامات أهمها تدبير تجمهر مسلح والاشتراك فيه بميدان رابعة العدوية "ميدان هشام بركات حاليا"، وقطع الطرق، وتقييد حرية الناس فى التنقل، والقتل العمد مع سبق الإصرار للمواطنين وقوات الشرطة المكلفة بفض تجمهرهم، والشروع في القتل العمد، وتعمد تعطيل سير وسائل النقل.

القبض على أخطر كوادر "كتائب حلوان" الإرهابية

القبض على أخطر كوادر
ألقت الأجهزة الأمنية تحت إشراف اللواء خالد عبدالعال، مساعد أول وزير الداخلية لأمن القاهرة، القبض على أحد أخطر كوادر عناصر خلية "كتائب حلوان" الإرهابية أثناء اختبائه داخل إحدى الشقق بمنطقة حلوان البلد دائرة القسم.
وكشفت التحريات التي جرت بمعرفة الأجهزة الأمنية بالقاهرة، عن تردد المتهم الهارب "محمد أحمد عيد" وشهرته صقر 28 سنة ومقيم بدائرة القسم، على إحدى الشقق السكنية بمنطقة حلوان البلد، والذي أدرج اسمه ضمن 215 متهما في أمر الإحالة الصادر منذ عام 2015 وقيد هاربا.
وعقب تقنين الإجراءات وبإعداد الأكمنة اللازمة تم القبض على المتهم.
وكان النيابة قد قررت في وقت سابق إحالة 215 متهما لمحكمة الجنايات في القضية المعروفة إعلاميا بـ«كتائب حلوان».
وجاء في أمر إحالة النيابة العامة أن المتهمين فى غضون الفترة من 14 أغسطس 2013 وحتى 2 فبراير 2015 بدائرة محافظتى القاهرة والجيزة، تولوا قيادة جماعة أسست على خلاف أحكام القانون الغرض منها الدعوة إلى تعطيل أحكام الدستور والقوانين ومنع مؤسسات الدولة والسلطات العامة من ممارسة أعمالها والاعتداء على الحرية الشخصية للمواطنين والحريات والحقوق العامة التى كفلها الدستور والقانون والإضرار بالوحدة الوطنية والسلم الاجتماعى بأن تولوا مسئولية لجان جماعة الإخوان النوعية بشرق وجنوب القاهرة وجنوب الجيزة، والتى تضطلع بتحقيق أغراض الجماعة إلى تغيير نظام الحكم بالقوة والاعتداء على أفراد ومنشآت القوات المسلحة والشرطة والمنشآت العامة والبنية التحتية لمرافق الدولة وكان الإرهاب أحد وسائلها التى تستخدمها هذه الجماعة فى تحقيق أغراضها 
(البوابة نيوز)

«البناء والتنمية».. رحلة البحث عن دور على أنقاض الإخوان

«البناء والتنمية»..
أطلق طارق الزمر، القيادي بالجماعة الإسلامية، والرئيس السابق لحزب البناء والتنمية، مشروعًا إسلاميًا زعم أنه سيحقق طموحات الأمة العربية والإسلامية في النهضة والتقدم، وذلك بعدما انتهت كافة مشاريع الإسلام السياسي بالمنطقة، إلى أسوأ نهاية، لم يكن يتوقعها أشد المعارضين للإسلاميين تشاؤما وكراهية.
وفي تزامن لا يخلو من دلالة، واكب مشروع الزمر، إعلان حزب البناء والتنمية، الذراع السياسية للجماعة الإسلامية، تأييده لمبادرة المصالحة مع جماعة الإخوان الإرهابية، التي أطلقها كمال الهلباوي، عضو المجلس القومي لحقوق الإنسان.
مشروع الزمر، وإعلان "البناء التنمية" من داخل مصر تأييد المصالحة، لا يمكن فهمهما إلا باعتبارهما تنقيبا في ركام المواقف السلبية للإسلاميين، للبحث عن شيء إيجابي، يعيد التيار الديني بأكمله إلى الحياة من جديد، بعدما بات منبوذا من الجميع، لذا جاءت عبارات «الزمر» تختلف كليا عن اتجاهات التيار الإسلامي الفكرية والسياسية، وهو ما يفقدها المصداقية والقابلية للتحقيق على أرض الواقع. 
حديث رئيس البناء والتنمية السابق، يؤكد أنه لا يدرك المستجدات والمتغيرات الهائلة، التي شهدها العالم والإقليم، حتى يكون قادرا على التعاطي معها؛ فالعالم العربي في أغلبه، وحتى الذين يتخذون مواقف على الحياد من إعلان الإخوان جماعة إرهابية، ونبذ التيار الديني تماما، نظرا لاعتدال أوضاع الإسلاميين، ودورانهم في فلك تلك الأنظمة، لايقبلون بعودة الإخوان وحلفائهم مرة أخرى، بما يعني أن محاولات هيكلة التيار الإسلامي، وإعادة تموضعه، بما يجعله أكثر استجابة للتحديات الجديدة، هي والعدم سواء. 
فات على الرئيس السابق، لحزب البناء والتنمية، والهارب في قطر، خلال إعلانه العزم، تقديم جيل جديد للقيادة، يتمتع بوعي إستراتيجي يكمل المسار، أن عواجيز الإخوان، بتأييد السلفيين وبعض الحركات الجهادية، بما فيها الذين ينتمون للبناء والتنمية أنفسهم، طحنوا عظام الشباب، ولايوجد لديهم حتى الآن، أي إستراتيجية لنقل السلطة بسلاسة ويسر، لقيادة جديدة تستطيع فتح حوار مع الدولة، مع أنهم يتحدثون ليل نهار عن الديمقراطية.
وهم أنفسهم بما فيهم «الزمر»، يتركون شباب الإسلاميين حتى هذه الساعة، بجانب أبناء بعض الحركات المعارضة للدولة، فريسة لأيمن نور، الذي لعب بعقولهم في البداية، لإغرائهم بالعمل معه في القناة الشرق، الممولة من الإخوان ومواليهم، ولا يجدون حاليا قوت يومهم، ومهددون بالطرد على نواصي تركيا.
مشروعات الإسلاميين، مجرد حرث في ماء، وتؤكد يوما بعد الآخر، انهيار التيار للأبد. 
(فيتو)

وزير الأوقاف: سيناء مقبرة الإرهاب

وزير الأوقاف: سيناء
فيما يواصل جنود العملية الشاملة «سيناء ٢٠١٨»، جهود القضاء على الإرهاب، ألقى الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، خطبة الجمعة، من مسجد الزهراء بطور سيناء، والذى افتتحه أمس، مشددا على أن سيناء مقبرة الإرهاب وأصبحت آمنة تماما، مشيرا إلى أن القوات المسلحة والشرطة، تحقق نجاحًا كبيرًا فى القضاء على الإرهابيين وتطارد فلولهم فى شمال سيناء. وأضاف أن الجنود يقدمون على الشهادة كما يقدمون على الحياة، وأنه رافق اللواء خالد فودة، محافظ جنوب سيناء، أمس الأول، فى لقاء مفتوح مع مواطنى دهب وسط الجبال، لتوزيع عقود ١٠ آلاف وحدة سكنية بالمحافظة، وعادوا لشرم الشيخ وسط الجبال بكل أمان. وتابع أن التنمية تسير بخطى سريعة فى المحافظة، وأنه على بعد أمتار تبنى جامعة عريقة يتم إنشاؤها لطلاب سيناء والوطن العربى، جامعة الملك سلمان بطور سيناء، مطالبا الشباب بالعمل فى أى مجال من أجل تنمية وبناء الوطن.
وعقب انتهاء الصلاة، زار «جمعة»، حمام موسى بطور سيناء، والتقى عددًا من المواطنين ومشايخ وعواقل البدو بقرية الجبيل بطور سيناء.
من جهة أخرى، قال الخبير العسكرى اللواء حمدى بخيت، عضو مجلس النواب، إن الحرب المقبلة فى المنطقة، حرب على حقول الغاز، وإن مصر بعد توقيع اتفاقية ترسيم الحدود مع السعودية، سوف تحصل على حقها فى الغاز الطبيعى، لافتا إلى أن قوة مصر العسكرية فى المنطقة سوف تردع هيمنة الأتراك ودعمهم للجماعات الإرهابية.
وأضاف خلال الندوة التثقيفية «سيناء ٢٠١٨»، التى عقدت بديوان عام محافظة جنوب سيناء، تحت شعار«حماية الوطن- دعم وتنمية»، بحضور اللواء محمد عبدالفضيل شوشة، محافظ جنوب سيناء السابق، واللواء طيار هشام الحلبى، الاستاذ بأكاديمية ناصر العسكرية، أن العملية الشاملة جاءت قبل الانتخابات الرئاسية لردع الإرهاب ومموليه، إذ كانوا يخططون لإفساد الانتخابات ودعم مرشح محدد بمليار دولار.
وتابع: «العملية شملت كل حدود مصر برا وبحرا وجوا، وحاصرت رؤوس الإرهاب، والدليل على نجاح العملية الوصول لقيادات الإرهابيين، والعملية الشاملة رسالة قوية لكل العالم، تؤكد قوة مصر وجيشها والوفاق بين الشعب والجيش، ومخابرات الدول الداعمة للإرهاب يئست من تنفيذ مخططاتها فى مصر».
 (المصري اليوم)

التحالف يقصف مواقع «داعش» تمهيداً لاقتحام «قسد» دير الزور

التحالف يقصف مواقع
مهد التحالف الدولي، لمواجهة مرتقبة بين قوات «سورية الديموقراطية» (قسد)، وتنظيم «داعش» في محافظة دير الزور (شرق سورية)، بقصف جوي استهدف مواقع التنظيم الإرهابي، أسفر عن مقتل 5 من عناصره.
وقال ناشطون أن خمسة من عناصر «داعش» قتلوا في قصف لمقاتلات يرجح أنها تابعة للتحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة، قرب قرية البحرة التابعة لدير الزور.
وغداة تأكيد وزير الدفاع الأميركي جيم ماتيس، أن منطقة الفرات في محافظة دير الزور، ستشهد «جهداً جديداً» في الأيام المقبلة، لوحظ استنفار وسط قوات «قسد» المدعومة أميركياً. وأفادت مصادر قريبة من «قسد» بـأن «تحركات عسكرية تجري في ظل حشد للقوات في اتجاه دير الزور التي يسيطر عليها داعش، بهدف البدء بعمل عسكري موسع لطرد التنظيم منها». وكشفت أن رتلاً عسكرياً يضم 350 عنصراً وآليات عسكرية وأسلحة ثقيلة لـ «قسد» انطلق من ساحة كندال غرب مدينة الرقة في اتجاه مناطق سيطرة «داعش» في دير الزور استعداداً لمواجهة مرتقبة.
وتشهد مناطق في دير الزور مواجهات متقطعة بين قوات النظام و «داعش»، على رغم تراجع التنظيم وخسارته غالبية مناطق سيطرته خلال المعارك مع قوات النظام المدعومة من روسيا وإيران، ومع «قسد» المدعومة من التحالف الدولي.

المعتزلة والنظرة إلى فكرهم

المعتزلة والنظرة
لا تزال قضية الاعتزال، أو الفكر المعتزلي، موضع الكثير من الاختلاف، والتباين بين المهتمين بفكرهم، فالبعض يرى المعتزلة فرسان العقل، أو أحرار الفكر فيما قدموه من أراء فلسفية وفكرية تجاه بعض قضايا علم الكلام أو الفقه أو السياسة، والبعض الآخر يراهم عكس ذلك، من خلال وقوفهم مع السلطة الرسمية، المتمثلة في الخليفة المأمون، عندما حاول فرض فكرهم على الناس بالقوة والقمع، بل وحتى القتل، وأنهم في هذه الحالة ليسوا أحرار الفكر، عندما يشجعون السلطة الرسمية على فرض فكرهم، ومذهبهم الفكري على الناس، واستخدام كل الوسائل القمعية. والمعارضة لهذا الفكر جاءت من بعض العلماء، ومنهم الإمام أحمد ابن حنبل، وما عرف بـ (قضية المحنة) التي تعرض لها في عصر المأمون، لكنه رفض قبول ما فرض عليه، والبعض الآخر، يرى أن المعتزلة، كان لهم دور رائد في الدفاع عن الإسلام، ضد الكثير من الفلسفات المغالية، خصوصاً التي أرادت التشكيك في الإسلام بعد انتشاره في العراق وفارس والشام، وقد دافع المعتزلة عن الإسلام، دفاعاً عظيماً، ونجحوا في ذلك نجاحاً كبيراً، لكن البعض يرى أنهم غالوا في العقل على حساب النقل، في قضايا فكرية عدة... ومن الباحثين العرب، الذي اهتموا بقضية المعتزلة، وقدموا بحثاً جديراً بالاهتمام، الدكتور فهمي جدعان في مؤلفه «المحنة... بحث في جدلية الديني والسياسي في الإسلام».
يقول جدعان في مقدمة هذا الكتاب الذي صدر في أول طبعته في عام 1989: «تربطني بمسألة خلق القرآن صلة وشيجة تعود إلى أواسط الستينات، إذ كنت اخترتها موضوعاً لرسالتي المتممة لدكتوراه الدولة في الآداب في جامعة السوربون في باريس. بيد أن «محنة خلق القرآن» لم تشغل في ذلك العمل أي حيز، إذ كان محوره الوجه «الكلامي» الخالص للمسألة عند القاضي المعتزلي عبد الجبار بن أحمد الأسد آبادي. أما الوجوه الأخرى للمسألة فلم تخص إلا بعبارات قليلة جاءت في البحث عرضاً. ثم إلفي الثابت المتصل بالفكر العربي الإسلامي، الكلاسيكي منه والحديث، وتبدد ثقتي بتفسير الأفكار والوقائع تفسيراً مجرداً «منزهاً» منبت الصلة عن المعطى المشخّص، وتقلقُل «البداهات» عندي، قد فتحت عيني على حقائق كانت غائبة عني، وقادتني إلى طرائق جديدة في فهم مادة التاريخ والتراث ودرسها، ووجهتني إلى رجع النظر في بعض القضايا المركزية ذات الامتداد العميق في حياتنا التاريخية والفكرية» (ص9).
ويضيف جدعان، أن هذه القضية لاقت اهتماماً من المؤرخين والباحثين من العرب والأجانب، باعتبارها تتصل بالعقيدة الإسلامية «ولاح لي أن قضية «محنة خلق القرآن» هي واحدة من هذه القضايا التاريخية الكبرى القابعة في كهف الغرابة والليل الطويل، أسلمها إليه التاريخ السردي الدرامي، أو التاريخ الذي لا يبعث إلا على السأم والضجر، وأن النظر السديد يقضي بإزاحة الستار عن وجهها وبتجريد دلالتها البعيدة، لا في إطارها العقيدي والتاريخي المعاصر لها فحسب، وإنما أيضاً في حدود بنية الفكر الديني والسياسي الذي يمد جذوره في عصور الإسلام الأولى وينشر فروعه في عصورنا العربية والإسلامية الحديثة والمعاصرة» (ص10).
ويسرد جدعان أهمية قضية خلق القرآن الشهيرة في عصر الخليفة المأمون، وحصول الانقسام بعدما تبنى المأمون فكر الاعتزال، ومحاولة فرض فكرة خلق القرآن بالقوة على بعض المذاهب الإسلامية، فيقول: «ليس يخفى على أحد أن مسألة محنة خلق القرآن احتلت مكاناً فسيحاً في مصادرنا العربية وفي حياتنا الثقافية الاتباعية. والحقيقة أن الذي يتابع الوقائع الدقيقة لهذه المحنة يأخذه الذهول والانبهار. أما الذي يدقق في هذه الوقائع وينظر فيها من أجل الفهم فإن عليه أن يعد نفسه لحالة من الإعياء الشديد. وكان (باتون) عرض لجانب من المسألة منذ عام 1897 عرضاً بات كلاسيكياً. ثم عني بها بعده كثيرون، بالذات أو بالعرض، حتى استقرت الأمور عند تفسير أصبح «فكرة ثابتة». وعلى رغم أنني عالجت من قبل هذه القضية من زاوية كلامية خالصة عند معتزلي متأخر هو القاضي عبد الجبار بن أحمد الأسد آبادي- كما أشار جدعان في المقدمة الأولى للكتاب- إلا أنني، في الملاحظات التاريخية القليلة التي أبديتها في ذلك العمل، كنت تابعاً أميناً للمشهور الذي كان قد استقر من التفسير والفهم».
ولا شك أن الإشارة التي طرحها جدعان عن المستشرق ولترملفيل باتون الذي نال الدكتوراه عن فكر المعتزلة، وانتقد طريقة المعتزلة في فرض فكرهم بمساعدة الخليفة المأمون، واعتبر أن المحنة التي لقيها الإمام أحمد في التمسك برأيه، أعطت السنة مناعة في صمود مذهبهم، بينما ذهبت العقلانية التي كان المعتزلة روادها، أكثر تراجعاً بعد هذه المحنة، وأصبحت بعد ذلك مجرد تاريخ يهتم به الباحثون. لكن جدعان، اعتبر أن رؤية باتون عن هذه المسألة، مجرد رؤية كلاسيكية، وهذا يعني أن جدعان حاول أن يضع تبريرات للمعتزلة في هذه المحنة، وهذا ما أشار إليه بقوله: «أريد أن أرفع الغطاء عن المعقولية السياسية لما يسمى بـ «محنة خلق القرآن».
ويرى جدعان، أن محنة خلق القرآن أخذت أبعاداً عدة عند المؤرخين، لا سيما المؤرخين القدامى الذين طرحوا مسألة الخلاف السياسي، وراء هذا الاختلاف والتنازع، الذي ذهب إلى مسائل عقدية وفكرية، وأن «مؤرخي الإسلام القدامى يذهبون وهم في ذلك على حق ـ إلى أن الخلاف السياسي الذي نشب بين الصحابة أنفسهم بسبب مسألة الخلافة والإمامة، يثوى وراء نجوم الفرق والأحزاب الإسلامية الأولى. ويتابع المؤرخون المحدثون هؤلاء المؤرخين القدامى في تأكيد القول إن البؤرة السياسية هي التي تحمل أولاهما اسم (الخوارج) أو الشراة وتحمل ثانيتهما اسم (الشيعة). ومن هذا الصراع ثارت مسائل ذات طابع عقيديّ كمسألة الصفات الإلهية ومسألة خلق الأفعال ومسألة الأسماء والصفات». ويرى جدعان، أن الأمر لم يبق ثابتاً في النظرة العامة للفكر المعتزلي، بل حصلت الكثير من الكتابات المنصفة لهم من خلال الاستقصاء «رد البحث المعاصر إلى المعتزلة- كما يرى جدعان- قدراً من «الاعتبار». لا بل إن بعض الكتّاب تصور أن النكبة التي لحقت بهم منتصف القرن الثالث الهجري، وبعد ذلك، إنما كانت نكبة للإسلام آذنت بأفول العصر الذهبي له. وهم في تصورهم هذا لم يبعدوا كثيراً عن موقف «السلفية» المعاصرة التي تجعل مشروعهم على رأس الأسباب التي آذنت بالانحطاط والتدهور في العالم الإسلامي. لكن القضية أعمق من ذلك بكثير. ولا يتسع المقام ههنا للخوض فيها. لكن ما ينبغي تصديقه هو أن النظر «التاريخي» إلى المعتزلة- وإلى غيرهم أيضاً- يجب أن يغلّب على كل أصناف النظر الأخرى.
لكن محمد عابد الجابري، له رؤية مختلفة في قضية المحنة عن رؤية جدعان، وهذه ناقشها في كتابه «المثقفون في الحضارة العربية الإسلامية... محنة ابن حنبل ونكبة ابن رشد». يقول الجابري في المحنة إن «تفسير هذه المحنة، تفسيراً علمياً موضوعياً، ضروري ليس من الناحية التاريخية وحسب، ناحية اكتساب فهم لحوادث التاريخ يكون أقرب ما يمكن من الحقيقة الموضوعية، بل إن التفسير العلمي الموضوعي لهذه المحنة ضروري أيضاً لنا نحن، لحاضرنا ومستقبلنا، نظراً إلى أن آثار هذه المحنة التاريخية وردود الفعل التي أثارتها ما زالت تفعل فعلها في واقعنا الراهن من جهة، ولأن الظروف والملابسات التي جرت فيها لم يتم بعد تجاوزها بصورة نهائية، بل هناك في واقعنا العربي والإسلامي الراهن ما يمكن اعتباره امتداداً لها أو إعادة إنتاج لها بأسماء ومعطيات جديدة. وإذا فتفسير هذه المحنة تفسيراً موضوعياً علمياً ضروري ليس فقط لتصحيح فهمنا لتاريخنا العربي الإسلامي، بل ضروري كذلك لاكتساب وعي صحيح مطابق من جوانب مهمة وأساسية في حاضرنا». ولذلك يرى الجابري أنه يجب أن يتحقق «التفسير العلمي الموضوعي لحوادث التاريخ الذي له شروط سنحاول جهد الإمكان احترامها والتقيّد بها. وأول هذه الشروط عدم التحزب، بمعنى تجنب الانحياز لجانب من دون آخر، وأكثر من ذلك الاجتهاد في تفهم كل طرف باستحضار منطلقاته وحججه». أما ثاني الشروط- كما يرى الجابري- لتفسير مثل هذه الحوادث فهو وضعها في إطارها الحقيقي الذي تنتمي إليه: «أما الشرط الثالث لفهم هذه المحنة فهماً علمياً موضوعياً، فيتطلب كشف الغطاء عن الجانب الذي ظل غامضاً ومحيراً إلى اليوم في هذه القضية، وهي حقيقة العلاقة بين «الامتحان» كما فرضه المأمون والمعتصم والواثق [استنطاق، إرهاب، تعذيب، قتل وصلب] وبين الشعار الذي نفذت باسمه هذه المحنة شعار خلق القرآن» (ص86،85).
والحقيقة أن قضية المعتزلة وفكرهم ورؤيتهم، لا تزال قضية ملتبسة، بين أراء كثيرة متباينة، لكن الذي أراه كرؤية شخصية أن المعتزلة، قدموا للأمة الكثير من الآراء ودافعوا عن الإسلام دفاعاً مجيداً، عندما ظهرت الفلسفات التي حاولت النيل منه، فكانوا خط الدفاع الأول الحجة بالحجة، والرأي بالرأي، واستطاعوا أن يدحضوا الكثير من الأفكار والفلسفات بالحجج المقنعة، لكن بعضهم- كما يقول بعض المهتمين بفكرهم- شطح كثيراً في مسألة العقل ودوره، كما أنه مما يؤخذ عليهم- كما أشرت آنفاً- أنهم ناصروا الخليفة المأمون في فرض مذهبهم الفكري على الآخرين، وربما هذا السبب الذي جعل مذهبهم الفكري يتراجع كثيراً بعد هذه الوقائع، ولم يتحقق لهم ذلك الانتشار بما قدموه من أفكار تستحق التقدير.
 (الحياة اللندنية)

«حرب التصفيات» تحصد 18 قيادياً من الفصائل في إدلب

«حرب التصفيات» تحصد
استعرت «حرب التصفيات» بين الفصائل المسلحة المتناحرة في إدلب التي اندلعت منذ 20 فبراير الماضي، مستهدفة قادة تلك الفصائل، حيث أكد المرصد السوري ارتفاع أعداد «الاغتيالات المجهولة» إلى 18 في غضون 48 ساعة. في حين أكدت مصادر معارضة نجاة القيادي في «هيئة تحرير الشام» التي تهيمن عليها «النصرة» المدعو عبد الله المحيسني، من محاولة اغتيال استهدفت سيارته قرب مدينة سراقب بريف إدلب الشمالي الشرقي أمس. وأفاد المرصد الحقوقي أن مجهولين أغتالوا مساء أمس الأول، عنصرين اثنين من «أنصار التوحيد» بإطلاق النار عليهما في مدينة خان شيخون جنوب إدلب. كما قُتل مسلح وأصيب اثنان آخران من حركة «أحرار الشام» بإطلاق النار عليهما على طريق مشمشان في إدلب. ويأتي تصاعد عمليات الاغتيال بعد 48 ساعة من توقف الاقتتال بين «حركة نور الدين الزنكي» و«حركة أحرار الشام» من جهة، و«هيئة تحرير الشام» من الجهة الأخرى.
وأمس، أكد مصدر في المعارضة السورية أن عبوة ناسفة تم زرعها في سيارة للقيادي في «هيئة تحرير الشام» عبد الله المحيسني وهو من أصل سعودي، انفجرت قرب سراقب ما أدى إلى أصابته بجروح متوسطة، إضافة إلى إصابة أحد مرافقيه بإصابة بليغة. وهذه المرة الثالثة التي ينجو فيها المحيسني من محاولة اغتيال حيث تعرض لمحاولة سابقة بداية يوليو الماضي، عندما أقدم شخص على تفجير نفسه قرب المحيسني لدى خروجه من مسجد أبي ذر الغفاري في إدلب، وأصيب قبلها بأيام بطلق ناري خلال محاولته حل خلاف بين الهيئة و«فيلق الشام» بمحافظة إدلب.
وشهدت محافظة إدلب يومي الخميس والجمعة أكبر عدد من محاولات الاغتيال حيث تجاوزت العمليات 25 عملية قتل خلالها 18 شخصاً بينهم قياديان وعناصر وكوادر طبية من «هيئة تحرير الشام» وعدد من الفصائل الأخرى، أبرزهم القيادي في الهيئة أبو الورد كفر الذي قتل قرب مدينة معرة النعمان بإطلاق النار على سيارته. ونقل موقع «الوطن أون لاين» السوري عن مصادر محلية في إدلب أن الأيام الثلاثة الماضية وبالتزامن مع بدء مساعي تركية لإرغام «النصرة» على القبول بهدنة دائمة مع «جبهة تحرير سوريا»، شهدت مقتل أكثر من 10 قياديين للفصائل المسلحة المتناحرة على يد مجهولين من كل فريق في إدلب ومحيطها وريف حلب الغربي. كما أكد ناشطون مقتل 3 قياديين و10 مسلحين آخرين على الأقل، من الفصائل المتناحرة جراء تصاعد عمليات الاغتيال في محافظة إدلب وريف حلب الغربي، منذ صباح أمس الأول.

26 ضربة مدمرة لـ«التحالف» ضد «داعش» بالعراق وسوريا

26 ضربة مدمرة لـ«التحالف»
أعلنت القيادة المشتركة لعمليات التحالف الدولي المناهض لـ «داعش» أمس، أن مقاتلاتها شنت 26 غارة جوية مدمرة خلال 4 أيام من 20 إلى 26 أبريل الحالي، مستهدفة مواقع وأوكار التنظيم الإرهابي في كل من العراق وسوريا، أسفرت عن خسائر بشرية ومادية كبيرة.
من جانب آخر، أعلن وزراء خارجية كل من هولندا وبلجيكا وليتوانيا عن استمرار بلدانهم في تقديم التدريبات العسكرية لقوات البيشمركة الكردية في إقليم كردستان العراق بما يؤهلها للتصدي لأي خطر محتمل من عمليات إرهابية لمقاتلي التنظيم الإرهابي. فيما كشف حلف شمال الأطلسي «الناتو»، عن عزمه زيادة الدعم والتدريب للقوات العراقية والبيشمركة، ما يتطلب عملياً زيادة عدد المستشارين العسكريين في العراق، أبدى وزير الخارجية الألماني هايكو ماس رد فعل متحفظا تجاه مشاركة جيش بلاده في مهمة الحلف الغربي لتدريب القوات العراقية. وقال ماس خلال اجتماع وزراء خارجية «الناتو» ببروكسل أمس: «يتعين علينا التحدث عن ذلك الأمر».
وهناك 135 جندياً ألمانياً في أربيل، لتدريب قوات البيشمركة على قتال تنظيم «داعش» الإرهابي. ووافق البرلمان الألماني في مارس الماضي على تفويض جديد للجيش يقضي بنقل ثقل مهمته إلى وسط العراق، ما كان يعني قيام القوات الألمانية للمرة الأولى بتدريب القوات الحكومية في بغداد. وبحسب بيانات الأمين العام للناتو، ينس ستولتنبرج، فإن الخطط الحالية للحلف تنص على إرسال مئات الجنود إلى العراق، للبدء في المهمة الجديدة خلال انعقاد قمة الناتو في يوليو المقبل.
سياسياً، دعا طارق جوهر مستشار برلمان إقليم كردستان، القوى السياسية الكردية إلى إعادة تشكيل «التحالف الكردستاني» وعدم الذهاب إلى بغداد مشتتة، حاثاً إياها على عدم التفريط بمنصب رئيس جمهورية العراق. قال جوهر، الذي ينتمي للاتحاد الوطني الكردستاني، لـ «الاتحاد»، إن الكرد ينبغي أن «يعيدوا تشكيل التحالف الكردستاني بعد الانتخابات التشريعية في 12 مايو المقبل، لضمان وحدة مواقفهم وعدم تشتتهم وتأثيرهم القوي في صنع القرار العراقي بنحو يؤمن حصولهم على المناصب السيادية»، مؤكداً على ضرورة «احتفاظ الأكراد بمنصب رئيس الجمهورية وعدم التفكير باستبداله برئاسة مجلس النواب كونه توافقياً ولا يتضمن أي امتيازات. ورأى أن نتائج الانتخابات هي التي تحدد استمرار احتفاظ مرشح الاتحاد الوطني بمنصب رئيس البلاد، دون أن يستبعد فقدان الحزب هذا المنصب، نتيجة الانشقاقات العديدة التي عانى منها مؤخراً. وكان رئيس حكومة كردستان نيجيرفان بارزاني، قال مؤخراً إن منصب رئاسة البرلمان العراقي أهم للكرد من رئاسة الجمهورية.

تدمير منصات وأبواق تنظيم «داعش» الإرهابي الإلكترونية

تدمير منصات وأبواق
كشفت الشرطة الأوروبية «يوروبول» أمس، أن شرطة دول الاتحاد والولايات المتحدة وكندا، عطلت وكالات دعائية تابعة «لداعش» في أكبر هجوم منسق «غير مسبوق»، بمشاركة دول عديدة، ما أتاح شل الوكالات الدعائية الرئيسة للتنظيم الإرهابي على الإنترنت التي تستخدم لدفع الشباب الغربي باتجاه التطرف، وبتركيز على وكالة «أعماق» الذراع الإعلامية المتخصصة في إعلان الاعتداءات والإعدامات، والدعوة إلى تنفيذ هجمات. ونفذت وكالة يوروبول العمليات يومي الأربعاء والخميس، في كل من بلجيكا وبلغاريا وفرنسا ورومانيا وهولندا وبريطانيا وكندا والولايات المتحدة، مسفرة عن ضبط خوادم وأدلة رقمية.
وقال المدير التنفيذي ليوروبول، روب واينرايت: «في ظل هذه العملية الرائدة، وجهنا ضربة كبيرة لقدرات (داعش) على نشر محتوى إلكتروني والترويج للفكر المتطرف بين الشباب في أوروبا». وجرى تنفيذ العمليات بالتنسيق مع الشرطة الأميركية والكندية، في إطار عمل لملف قضية بلجيكي. وذكر مكتب الادعاء الاتحادي البلجيكي في بيان: «الهدف هو زعزعة استقرار آلية الدعاية بضبط وتفكيك الخوادم المستخدمة في نشر الدعاية الداعشية والتعرف على المديرين واعتقالهم». وكانت عمليات دولية قد استهدفت في الماضي وكالة أنباء «أعماق» قد جرى استهداف تطبيقها الخلوي والبنية التحتية للشبكة في أغسطس 2016. كما ضبطت السلطات الإسبانية في يونيو 2017 عدة خوادم سمحت بتحديد هويات أشخاص صاروا متطرفين في أكثر من 100 دولة.
وتم تنسيق عملية «التعطيل المتزامنة والمتعددة الجنسيات» عبر مقر يوروبول في لاهاي وبدعم من «يوروجاست»، وهي الوكالة التابعة للاتحاد الأوروبي للتعاون القضائي في الملفات الجنائية. وذكر واينرايت أن عملية التعطيل هذه التي استهدفت منصات إعلامية «داعشية» كبرى على غرار أعماق وإذاعة البيان وأخبار ناشر (على تطبيق تلغرام...)، تم اختراق قدرة التنظيم على بث ونشر المواد الإرهابية، ما يشكل ضربة كبيرة «لداعش» بعد الهزائم العسكرية التي مني بها في جبهات قتالية عديدة.
وتم إطلاق وكالة أنباء «أعماق» في 2014، وأعطت للمستخدمين انطباعاً أنها ستقدم معلومات مستقلة عن «داعش» الذي استخدمها لإعلان مسؤوليته عن الهجمات الإرهابية في مختلف أنحاء العالم، بما في ذلك باريس وبروكسل وبرشلونة وبرلين. كان التنظيم ينشر على الإنترنت مجلات ملونة ورسوماً كثيرة وقصص معارك وتنبؤات عن نهاية العالم وكتيبات تعليمات لصنع متفجرات واستخدام السلاح ومقالات تهدف إلى إقناع الشباب والشيب والنساء بالالتحاق بصفوفه. كما نشر التنظيم تطبيقات للهواتف الذكية وأقام موقعاً إلكترونياً يبث الأناشيد الحربية والدينية.
كما كان ما يسمى «مركز الحياة للإعلام» و«مؤسسة الفرقان للإنتاج الإعلامي» التابعان للتنظيم الإرهابي ينتجان أفلاماً وثائقية تتغنى بالانتصارات العسكرية التي يحققها مقاتلوه وتبث الرسائل الصوتية والمصورة لقادته. وبدأت «يوروبول» بالتحذير من تنامي «أعماق» في 2015 مشيرة إلى «القدرة التقنية على صمود البنية التحتية للإرهابيين عبر الإنترنت». منذ ذلك الحين، عطلت وكالة إنفاذ القانون الأوروبية عبر جهد مشترك ومستمر، الأصول التابعة للمنصة الإعلامية عبر الإنترنت.
 (الاتحاد الإماراتية)
القبض على أخطر كوادر
«الإخوان والنمسا» من حليف دائم إلى عدو محتمل.. الممارسات العدوانية للتنظيم تضع الجماعة تحت الميكروسكوب.. يوسف ندا و3 كيانات وراء نشر الفكر الإخواني في الدولة الأوروبية «العلمانية»
تشتعل نار كراهية الإخوان في كل بقعة بالعالم، أصبحت الجماعة أيقونة التطرف الحقيقي في المعمورة؛ أغلب حلفاء الأمس، أصبحوا أعداء اليوم، أو على الأقل مترصدين ومتوجسين منها، ولا يرحبون بها على أراضيهم، وفي القلب من هؤلاء «النمسا».
كيف وصل الإخوان إلى النمسا؟ 
ليس بالصعوبة تتبع تاريخ توافد الإخوان في هذا البلد الأوروبي الهام، والذي بدأ منذ ستينات القرن الماضي، مع هروب أغلب كوادر الإخوان من انتقام الدولة الناصرية، التي تآمرت عليها، والتنقيب عن بلد لا يمتلك علاقات قوية مع ناصر، للاستقرار فيه، ومن ثم نسج خيوط التنظيم، والعمل بكل أريحية، ومن هناك جاء اختيار «النمسا».
استفادت الجماعة من الزخم المسلط على بريطانيا، والقيادات التي لجأت إليها، لتقوم بتأسيس نظام موازي في النمسا، وخصصت لها مجموعة من قيادات الجماعة، على رأسهم سعيد رمضان، ويوسف ندا، وهناك تم تشكيل ثلاثة كيانات إخوانية، اختاروا لهم أسماء «الإخوان النقيين» و«سلالات الإخوان»، و«المنظمات المتأثرة بالجماعة الأم».
السرية التامة
عمل قادة الإخوان في سرية تامة، على تنشيط عمل المنظمات الثلاثة، وأسُندت إليهم أدوارا لا تختلف كثيرا عن خطتها لزرع شبكات إخوان في مختلف بلدان العالم؛ كان على رأس المهام الموكلة إلى «خلايا الجماعة» تقوية شبكة من العلاقات القوية مع النخب، وتدشين المدار الأكاديميات التعليمية ــــ على النهج الإخواني ــــ بجانب اختراق الشركات والمؤسسات الكبرى، لنشر فكر الإخوان وإعطاء صورة انطباعية عنهم، إضافة إلى تأسيس الجمعيات الخيرية، ومؤسسات المجتمع المدني، التي لم يكن هدفها نقد السلطة، بقدر المساهمة في المجتمع، لعمل علاقات متوازنة من مؤسسات الحكم النافذة. 
خلال نحو خمسة عقود، استطاع خلايا الإخوان، إقامة علاقات عمل، وانصهرت بقوة داخل قوى النخب السياسية والاجتماعية، ورغم هذا النمو الكبير في الجاليات الإخوانية في النمسا، إلا أن خبراتها التنظيمية، صعبت من فهم المجتمع لمخططاتها للداخل والخارج؛ فالجدل الدائر حول الجماعة في العالم، بعد عزل مرسي، وإعلان الجماعة إرهابية، في العديد من الدول العربية والإسلامية، جعل النمسا تضع الإخوان تحت الميكرسكوب، والكيانات المرتبطة بها، وباتت هناك حالة من الترصد والقلق، أصر على تصاعد المطالبات في دوائر السلطة التنفيذية بضرورة ترحيل العناصر الإخوانية خارج البلاد. 
حصاد الجماعة 
رغم تدقيق السلطات النمساوية، على منهجية عمل الإخوان، والانتباه لما يمكن أن تشكله من خطورة، إلا أن ما زرعته الجماعة على مدار العقود الماضية، نجح ولو جزئيا، بالضغط على النخب الثقافية والسياسية والاجتماعية، ومؤسسات المجتمع المدنى، لتسويق فكرة المظلومية، التي نجحت في إقناع السلطات بإبقاء الحوار مؤقتا بين الجماعة وحكومة النمسا قائما، بحجة تجنب تعزيز التطرف.
الحالة الإخوانية في النمسا، كانت ملحوظة بالتأكيد لأغلب أجهزة المخابرات ومراكز الأبحاث المعنية بالأمر في العالم، وهي المعضلة التي رصدها الباحث الأمريكي، «جون زاراتي»، الذي طالب مؤخرا النمسا بإجراء مراجعة داخلية للجماعة، على أقل تقدير، لو كان أمر الطرد يحاط به صعوبات كثيرة.
واستند الباحث الأمريكي في خطابه لمؤسسات الحكم في النمسا، إلى «بريطانيا» الحليف التاريخي للإخوان، التي أجرت مراجعات عام 2014، لمراجعة فكر وأهداف التنظيم، في ظل تغير وضعها في العالم، وانتهاج أعضائها والخارجين من عبائتها من التنظيمات الدينية، للتطرف والعنف المنظم. 
سر الحوار مع الجماعة 
يقول سامح عيد الباحث في شئون الجماعات الإسلامية، إن الإخوان لها نفوذ قوي حتى الآن في الدول الغربية، وبعض هذه البلدان وإن كان يتابع حركة الإخوان في العالم عن قرب، إلا أنه يرى أن الحوار معها قد يشكل سلامة للبلدان من تفشي العنف. 
وعن استمرار الجماعة في النمسا حتى الآن، يرى «عيد» إن الإدارة الأمريكية نفسها حتى هذه اللحظة، غير قادرة على إصدار قرار بتصنيف جماعة الإخوان تنظيمًا إرهابيًا، بسبب العديد من التشابكات المعروفة في المجتمعات الديمقراطية، بجانب إقامة الجماعة علاقات نافذة منذ زمن، مع دوائر الحكم والسلطة والمؤسسات، وإن تراجعت العلاقة نسبيا ولكنها حتى الآن لا زالت قادرة على التأثير في مراكز صنع القرار، رغم التوجس الملحوظ والحذر منها. 
(فيتو)

شارك