ظاهرة قتل الكهنة في المكسيك ...تقلق الكنيسة الكاثوليكية

الإثنين 30/أبريل/2018 - 12:17 م
طباعة ظاهرة قتل الكهنة
 
تتجه كل انظار وكالات الاخبار ووسائل الاعلام الي جرائم تنظيم داعش وخاصة اذا كانت هذه الجرائم ضد الاقليات الدينية المختلفة وفي الوقت نفسه لا نجد مثل هذه الاهتمام الاعلامي بما يحدث من جرائم قتل في المكسيك وقد يكون هذا عائد للبعد المكاني وغياب الاهتمام بما يحدث هناك من جرائم الامر الذى كسرته المواقع الكاثوليكية مؤخرا نتيجة لارتفاع عدد القتلي من رجال الدين المسيحي  بالمكسيك  حيث قال موقع ابونا الكاثوليكي تم العثور على كاهن مكسيكي كان قد اختطف في وقت سابق من هذا الشهر، ميتًا، على الرغم من دفع فدية تبلغ مليوني بيزو (106 ألف دولار)، ليكون بذلك الكاهن الخامس الذي يقتل في المكسيك هذا العام. وقد قتل منذ عام 2012 أربعة وعشرون كاهنًا في المكسيك.
ويقيم الأب خوسيه رييس (33 عامًا) في بازيليك غوادالوبيه في العاصمة مكسيكو سيتي منذ عام 2001. واختطف في الثالث من الشهر الحالي خلال رحلته إلى مدينة كويرنافاكا المجاورة. وتم العثور على جثته في كويرنافاكا. وبحسب الشرطة فإن فحوصات الطب الشرعي أظهرت أن الأب خوسيه الذي يعاني من مرض في القلب، كان قد توفي قبل دفع الفدية.
 والسوال الان  لماذا يُقتل رجال الدين في المكسيك؟
تعاني المكسيك من وباء جرائم القتل. لا مفرّ من هذه الخلاصة إذا ما ألقينا نظرة على إحصائيات جرائم القتل هناك. في العام 2017، سجّلت وزارة الداخلية أكثر من خمسة وعشرين ألف حالة قتل، وهو رقم يصفه مراقبون بالمرعب. فيما يصف آخرون أن الرقم الحقيقي يمكن أن يكون أعلى.
وتعاني المكسيك من تفشٍ واسع للفساد والجريمة وتجارة المخدرات وانتشار المجموعات الإجرامية، ويتهم كثيرون السلطات بالتلكؤ في مكافحة هذه المشاكل الخطيرة. غير أنّ نوعًا محددًا من الجرائم بدأ بالانتشار منذ العام 2012. فمنذ تلك السنة وحتى اليوم، سقط 24 كاهنًا في البلاد حيث تبلغ نسبة المسيحيين الكاثوليك فيه 81 بالمئة.
ويقول رئيس المركز الكاثوليكي للإعلام الأب سيرجيو أغويار، أن الكنيسة في المكسيك تتعرض لموجة جديدة من الاضطهادات. ويضيف "على الرغم من أنه لا حرب دائرة على الأراضي المكسيكية، إلا أن المكسيك هي الدولة الأولى من ناحية تعرض الكهنة لجرائم القتل"، وكلها ناجمة عن "الفساد وعدم كفاءة الإدارة لدى بعض سلطات البلاد، والتي أتاحت تقدمًا لا يمكن وقفه أمام العنف والجريمة في المكسيك".
وبحسب الأب أغويار فإن مقتل الكهنة ما هو إلا نتيجة دعواتهم إلى وضع حد للعنف المرتبط بتجارة المخدرات، وإلى وضع حدّ للجريمة المنظمة. ويضيف: أظهرت تحقيقات الكنيسة أن ثمانين بالمئة من جرائم القتل التي تعرض لها الكهنة تم خلالها اللجوء إلى أساليب يشتهر بها تجار المخدرات، مثل الخطف والابتزاز والإعدام بالرصاص والطعن بالسلاح الأبيض.
يعود تاريخ الكنيسة الرومانية الكاثوليكية في المكسيك إلى الحقبة الإستعماريَّة الإسبانيَّة واستمرت كأهم مؤسسة في المكسيك في القرن الحادي والعشرين. وتعد الكاثوليكية هي واحدة من الموروثات الرئيسيَّة للحقبة الإستعماريَّة الإسبانية، إلى جانب الإسبانية كلغة الأمة. حيث أصبحت المنطقة جزءًا من أراضي الإمبراطورية الإسبانية تحت اسم إسبانيا الجديدة. وأعاد كورتيس بناء مكسيكو سيتي في أعقاب سقوط تينوتشتيتلان في 1521. أنشئت العديد من التقاليد والهوية والعمارة المكسيكية خلال الفترة الإستعمارية.
شهدت المكسيك في الآونة الأخيرة نمو ملحوظ في أعداد ونسب المذهب الخمسيني البروتستانتي؛ وقد وجدت دراسة قامت بها مركز بيو للأبحاث عام 2014 حول الديانة في أمريكا اللاتينية أن حوالي 9% سكان المكسيك من البروتستانت؛ ويُشَّكل الخمسينيين حوالي 42% من مجمل المذاهب البروتستانتيةيمثل البروتستانت نسبة أكثر من 10% من مجمل السكان في الولايات الأربع التي تقع على الحدود الغواتيماليَّة وهي: ولاية كامبيتشي، وولاية تشياباس، وولاية كينتانا رو، وولاية تاباسكو.في عام 2012 ضمت المكسيك حوالي مئة ألف شخص من المينونايتوتعود أصولهم إلى مجموعة عرقية أصول ألمانية هولندية استقرَّت في الإمبراطورية منذ 1789، حيث حافظت لفترة طويلة تقريبًا على ثقافتها الخاصة واللغة المينوناتية الألمانية السفلى واللغة الهولندية البنسلفانية. وفي عقد 1920 هاجر المينونايت من الاتحاد السوفيتي وأمريكا الشمالية

شارك