«فتح الإسلام».. تطرف يُولد من رحم مخيمات اللاجئين
الأحد 20/مايو/2018 - 04:46 م
طباعة
يُفتَرض في مخيمات اللاجئين، أنها ملاذُ المُشرَّدين وأمان الخائفين؛ إلا أن الجماعات الإرهابيَّة شوهت هذه الصورة، وحولتها إلى أوكارٍ وبؤرٍ؛ لإيواء عناصرها المندسة؛ للتخطيط لمزيد من العمليات.
فى 2006، بمخيم «نهر البارد» سيطر شاكر العبسي زعيم جماعة «فتح الإسلام»، على المُخيَّم، مُعلنًا قيام جماعته، وحوَّل المُخيم من مكان لإقامة اللاجئين، إلى ثكنة عسكريَّة ينشر منها فكره المُتطرف ويلوث بها الفضاء اللبناني.
وأسَّسَ «العبسي» جماعة «فتح الإسلام» بعد انشقاقه عن حركة «فتح الانتفاضة»؛ ليعلن ولادة جماعة متطرفة على الأراضي اللبنانية، تتخذ من المُخيم مقرًّا للتخطيط لعملياتها الإرهابيَّة.
وفي 20 مايو عام 2007، اقتحمت قوات الجيش اللبناني المخيم، وأدت العملية العسكرية إلى مقتل 48 شخصًا، من بينهم نحو 23 من قوات الجيش، سالت دماؤهم فداءً لأمن لبنان، وكتبت هذه العملية شهادة وفاة الجماعة المتطرفة الوليدة؛ حيث شتتهم العراك العسكري، وأجبرتهم المعارك على الفرار، فيما لم يعرف مصير «العبسي» إذا ما كان قُتِل خلال المعارك أو مازال حيًّا، أو معتقلًا في إحدى الجهات غير المعلومة.
ولِدَ شاكر العبسي 1955، في بلدة أريحا في مخيم عين السلطان، الذي عاش فيه أهله بعد نكبة عام 1948، وكان طالبًا في كلية الطب في تونس؛ لكنه تركها بعد عام واحد من الدراسة، وكان وقتها مُنتميًا إلى حركة فتح؛ ليلتحق بالكليَّة العسكريَّة في ليبيا، وتخرج فيها عام 1976 برتبة ملازم طيار، ثم ضل طريقه إلى الجماعات الظلاميَّة.
وقد عرفت جماعة «فتح الإسلام» بعمليات السطو والسرقة، في إطار رغبة الجماعات المتطرفة في إيجاد سبيل لتمويلها؛ إذ نفذت عمليات سطو على بنوك عدة لبنانية، منها السطو على بنك لبنان والمهجر، وبنك الاعتماد اللبناني، وشركة ويسترن يونيون لتحويل الأموال، وبنك البحر المتوسط.