«جيش الإيمان» ذراع «القاعدة» الجديد في أفريقيا
الجمعة 01/يونيو/2018 - 11:27 ص
طباعة
طه علي أحمد
في واحدة من محاولات التنظيمات الإرهابية بالقارة الأفريقية توسيع نطاق عملياتها، تحاول حركة «الشباب» الصومالية، التابعة لتنظيم «القاعدة»، في منطقة القرن الأفريقي، الانطلاق خارج حدودها التقليدية؛ فشهدت السنوات الأخيرة عمليات تكتيكية تساعدها في ذلك الهدف.
فشكلت الحركة ما سُمِّيَ بفصيل «جيش الإيمان» بهدف تنفيذ عمليات داخل كينيا؛ حيث اتجهت حركة الشباب الصومالية لتوسيع نطاق نشاطها، فأقامت قواعد لها في غابة بوني، وهي امتداد للغابات في مقاطعة «لامو» الساحلية في كينيا، التي تمتد على الحدود مع الصومال.
وظهر فصيل «جيش الإيمان» خلال السنوات الخمس الأخيرة؛ حيث كشف أحمد عبدي جودان، أحد قادة الحركة سابقًا، والزعيم الحالي، عن تشكيل جناحين تابعين للحركة أواخر 2013 وهما «جيش الإسراء» الذي اتجه إلى إثيوبيا، و«جيش الإيمان» الذي استهدف كينيا وأوغندا وتنزانيا.
وترجع تسمية هذا الفصيل إلى اسم أحد كبار قادته «أيمن أيمن»، الصومالي الجنسية، الذي ينتمي إلى مقاطعة «مانديرا» الصومالية، والمسؤول حاليًا عن تدريب مقاتلي المجموعة ويلعب دورًا في بقاء الكتيبة على قيد الحياة.
بعد أحداث دموية نفذت فيها حركة الشباب إحدى عملياتها ببلدة باراوي الساحلية بالصومال، شهدت الحركة صراعًا بين قادتها التنفيذيين، وهو الصراع الذي بلغ ذروته في يوليو 2017، إذ دخل «جودان» في صراعٍ مع أعضاء مجلس الشورى في الجماعة، حيث كان متهمًا من جانب أعضاء الجماعة بالانحراف عن مسار الحركة.
وإثر ذلك الخلاف استهدف «جودان» عددًا من قادة الجماعة بإعدام إبراهيم الأفغاني عضو مجلس شورى حركة الشباب كما استهدف أعضاءً آخرين؛ بينهم مختار روبو والشيخ ضاهر عويس، الذين فروا منشقين عن الحركة ليسلموا أنفسهم للحكومة الصومالية.
ويتخذ فصيل «جيش الإيمان» من غابة «بوني» قاعدة له، إذ لاتزال تلك المنطقة بعيدة عن القوات الأمريكية الخاصة، التي تقدم الدعم اللوجستي والتدريب للقوات الكينية العاملة بالمنطقة.
فشل جيش الإسراء
وفى حين فشل «جيش الإسراء» في اختراق إثيوبيا، أبدى «جيش الإيمان» قدرة على الحركة في كينيا؛ رغم العملية الأمنيَّة، التي خاضتها القوات الكينية؛ لتطهير المنطقة التي يوجد بها جيش الإيمان.
وشنت الحركة هجمات عديدة خلال الفترة الأخيرة في كينيا، بقيادة عبداللطيف أبوبكر، الذي لعب دورًا رئيسيًّا في تخطي وتنفيذ عددٍ من الهجمات، فقد شنت هجومًا انتحاريًّا على مول تجاري في 2013، أسفر عن مقتل 67 شخصًا، وفي يونيو 2014 استهدف 50 مسلحًا مدججين بالسلاح منطقة «مبيكتون»، ما أسفر عن مقتل 48 شخصًا، جمعهم من غير المسلمين، وقد استمر هذا الهجوم لأكثر من 10 ساعات بعد فرار الشرطة المحلية، وأعلنت حركة الشباب أن تلك الهجمات جاءت ردًا على انتهاكات الحكومة الكينية ضد المسلمين.
والملاحظ أن الرئيس الكيني أوهورو كينياتا، ألقى باللوم أثناء تلك الهجمات على معارضيه السياسيين، مستبعدًا المسؤولية عن حركة الشباب، وذراعها المتمثل في «جيش الإيمان»، وذلك على الرغم من إعلان الأخير مسؤوليته عبر حسابه الرسمي على موقع «تويتر» في نفس اليوم.
وخلال الشهر نفسه قُتِلَ 29 آخرون في المنطقة الهندية، وفي 16 يونيو من العام نفسه هاجم مسلحو الجماعة منقطة «لامو» بقتل 100 شخص كما ذكرت صحيفة «ديلي نيشن»، وفي أبريل 2015 شن مسلحو الحركة هجومًا أسفر عن مقتل 148 شخصًا، معظمهم من الطلاب المسيحيين، فيما يعد أكثر الهجمات دمويَّة بعد حادث السفارة الأمريكية في نيروبي 1998 من قبل «القاعدة»؛ حيث قتل أكثر من 200 شخص.
وقام الفصيل مؤخرًا باختطاف مريم المعاوي المسؤولة الحكومية الكينية، بمنطقة مبكتيوني في 2017؛ إلا أن الجيش الكيني نجح في إنقاذ المعاوي، ونقلها للعلاج بجنوب أفريقيا، حتى وفاتها متأثرة بجراح في المستشفى بعد 3 أشهر.
وتسيطر على قوام جيش الإيمان غالبية كينية يقودها عبدالفتاح أبو بك، والمسؤول عن هجمات لامو، واتسعت المجموعة لتشمل عددًا من المنتمين إلى الإسلام حديثا، والمقاتلين الأجانب ومنهم مالك على جونز، الأمريكي الأصل والذي حكم عليه بـــ35 سنة، خلال الأيام الأخيرة بإحدى محاكم بلتيمور بولاية ميريلاند الأمريكية، وكذلك أحمد مولز الذي ينحدر من منطقة «موشيم» الألمانية، فضلًا عن ذلك ينتسب للفصيل عدد من المنتمين للقاعدة.
وعلى الرغم من الجهود التي بذلتها أجهزة الأمن الكينية، لايزال «جيش الإيمان» يهدد الأمن الكيني، وهو التهديد المرشح للاتساع مستقبلًا، ففي شريط فيديو لعلي محمود راجي المتحدث باسم «جيش الإيمان» تحدث إلى المقاتلين الأجانب الذي يتخرجون بعد حضورهم معسكر تدريب في جنوب الصومال، ودعا المقاتلين الكينيين بين صفوفهم إلى أن يصبحوا جيشًا لغزو الصومال.
أخيرًا، ومع تأخر السلطات الكينية في التعامل مع فصيل «جيش الإيمان» منذ نشأته، وجد مسلحوه الفرصة سانحة للتوسع في نشاطهم أملًا في بسط نفوذ حركة الشباب الصومالية، ومن خلفها تنظيم القاعدة في مساحات جديدة، كذريعة للتدخل مثل كينيا وتنزانيا وأوغندا، وهو ما بدا من الوهلة الأولى دافعًا لوجود فصيل «جيش الإيمان» في كينيا، وبالتوازي معه «جيش الإسراء» في إثيوبيا، وربما فصائل أخرى مرشحة للظهور مستقبلًا.
فشكلت الحركة ما سُمِّيَ بفصيل «جيش الإيمان» بهدف تنفيذ عمليات داخل كينيا؛ حيث اتجهت حركة الشباب الصومالية لتوسيع نطاق نشاطها، فأقامت قواعد لها في غابة بوني، وهي امتداد للغابات في مقاطعة «لامو» الساحلية في كينيا، التي تمتد على الحدود مع الصومال.
وظهر فصيل «جيش الإيمان» خلال السنوات الخمس الأخيرة؛ حيث كشف أحمد عبدي جودان، أحد قادة الحركة سابقًا، والزعيم الحالي، عن تشكيل جناحين تابعين للحركة أواخر 2013 وهما «جيش الإسراء» الذي اتجه إلى إثيوبيا، و«جيش الإيمان» الذي استهدف كينيا وأوغندا وتنزانيا.
وترجع تسمية هذا الفصيل إلى اسم أحد كبار قادته «أيمن أيمن»، الصومالي الجنسية، الذي ينتمي إلى مقاطعة «مانديرا» الصومالية، والمسؤول حاليًا عن تدريب مقاتلي المجموعة ويلعب دورًا في بقاء الكتيبة على قيد الحياة.
بعد أحداث دموية نفذت فيها حركة الشباب إحدى عملياتها ببلدة باراوي الساحلية بالصومال، شهدت الحركة صراعًا بين قادتها التنفيذيين، وهو الصراع الذي بلغ ذروته في يوليو 2017، إذ دخل «جودان» في صراعٍ مع أعضاء مجلس الشورى في الجماعة، حيث كان متهمًا من جانب أعضاء الجماعة بالانحراف عن مسار الحركة.
وإثر ذلك الخلاف استهدف «جودان» عددًا من قادة الجماعة بإعدام إبراهيم الأفغاني عضو مجلس شورى حركة الشباب كما استهدف أعضاءً آخرين؛ بينهم مختار روبو والشيخ ضاهر عويس، الذين فروا منشقين عن الحركة ليسلموا أنفسهم للحكومة الصومالية.
ويتخذ فصيل «جيش الإيمان» من غابة «بوني» قاعدة له، إذ لاتزال تلك المنطقة بعيدة عن القوات الأمريكية الخاصة، التي تقدم الدعم اللوجستي والتدريب للقوات الكينية العاملة بالمنطقة.
فشل جيش الإسراء
وفى حين فشل «جيش الإسراء» في اختراق إثيوبيا، أبدى «جيش الإيمان» قدرة على الحركة في كينيا؛ رغم العملية الأمنيَّة، التي خاضتها القوات الكينية؛ لتطهير المنطقة التي يوجد بها جيش الإيمان.
وشنت الحركة هجمات عديدة خلال الفترة الأخيرة في كينيا، بقيادة عبداللطيف أبوبكر، الذي لعب دورًا رئيسيًّا في تخطي وتنفيذ عددٍ من الهجمات، فقد شنت هجومًا انتحاريًّا على مول تجاري في 2013، أسفر عن مقتل 67 شخصًا، وفي يونيو 2014 استهدف 50 مسلحًا مدججين بالسلاح منطقة «مبيكتون»، ما أسفر عن مقتل 48 شخصًا، جمعهم من غير المسلمين، وقد استمر هذا الهجوم لأكثر من 10 ساعات بعد فرار الشرطة المحلية، وأعلنت حركة الشباب أن تلك الهجمات جاءت ردًا على انتهاكات الحكومة الكينية ضد المسلمين.
والملاحظ أن الرئيس الكيني أوهورو كينياتا، ألقى باللوم أثناء تلك الهجمات على معارضيه السياسيين، مستبعدًا المسؤولية عن حركة الشباب، وذراعها المتمثل في «جيش الإيمان»، وذلك على الرغم من إعلان الأخير مسؤوليته عبر حسابه الرسمي على موقع «تويتر» في نفس اليوم.
وخلال الشهر نفسه قُتِلَ 29 آخرون في المنطقة الهندية، وفي 16 يونيو من العام نفسه هاجم مسلحو الجماعة منقطة «لامو» بقتل 100 شخص كما ذكرت صحيفة «ديلي نيشن»، وفي أبريل 2015 شن مسلحو الحركة هجومًا أسفر عن مقتل 148 شخصًا، معظمهم من الطلاب المسيحيين، فيما يعد أكثر الهجمات دمويَّة بعد حادث السفارة الأمريكية في نيروبي 1998 من قبل «القاعدة»؛ حيث قتل أكثر من 200 شخص.
وقام الفصيل مؤخرًا باختطاف مريم المعاوي المسؤولة الحكومية الكينية، بمنطقة مبكتيوني في 2017؛ إلا أن الجيش الكيني نجح في إنقاذ المعاوي، ونقلها للعلاج بجنوب أفريقيا، حتى وفاتها متأثرة بجراح في المستشفى بعد 3 أشهر.
وتسيطر على قوام جيش الإيمان غالبية كينية يقودها عبدالفتاح أبو بك، والمسؤول عن هجمات لامو، واتسعت المجموعة لتشمل عددًا من المنتمين إلى الإسلام حديثا، والمقاتلين الأجانب ومنهم مالك على جونز، الأمريكي الأصل والذي حكم عليه بـــ35 سنة، خلال الأيام الأخيرة بإحدى محاكم بلتيمور بولاية ميريلاند الأمريكية، وكذلك أحمد مولز الذي ينحدر من منطقة «موشيم» الألمانية، فضلًا عن ذلك ينتسب للفصيل عدد من المنتمين للقاعدة.
وعلى الرغم من الجهود التي بذلتها أجهزة الأمن الكينية، لايزال «جيش الإيمان» يهدد الأمن الكيني، وهو التهديد المرشح للاتساع مستقبلًا، ففي شريط فيديو لعلي محمود راجي المتحدث باسم «جيش الإيمان» تحدث إلى المقاتلين الأجانب الذي يتخرجون بعد حضورهم معسكر تدريب في جنوب الصومال، ودعا المقاتلين الكينيين بين صفوفهم إلى أن يصبحوا جيشًا لغزو الصومال.
أخيرًا، ومع تأخر السلطات الكينية في التعامل مع فصيل «جيش الإيمان» منذ نشأته، وجد مسلحوه الفرصة سانحة للتوسع في نشاطهم أملًا في بسط نفوذ حركة الشباب الصومالية، ومن خلفها تنظيم القاعدة في مساحات جديدة، كذريعة للتدخل مثل كينيا وتنزانيا وأوغندا، وهو ما بدا من الوهلة الأولى دافعًا لوجود فصيل «جيش الإيمان» في كينيا، وبالتوازي معه «جيش الإسراء» في إثيوبيا، وربما فصائل أخرى مرشحة للظهور مستقبلًا.