«تشاناكله».. سر إغلاق 7 مساجد تمولها تركيا في النمسا

الجمعة 08/يونيو/2018 - 03:53 م
طباعة «تشاناكله».. سر إغلاق دعاء إمام
 
أثار قرار وزير الداخلية النمساوي هيربرت كيكل، اليوم الجمعة، باحتمالية إغلاق 7 مساجد يسيطر عليها نحو 60 إمامًا من أصول تركية، حالة من الجدل حول مصير هؤلاء الأئمة وذويهم المقيمين بالنمسا، لاسيما بعد ما بادر إبراهيم كالين، المتحدث باسم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، بتصوير الأمر بأنه «حرب على الإسلام».

وبحسب «كيكل» فإن مجمل عدد الأشخاص الذين ستشملهم الإجراءات 150، مشيرًا إلى أن السبب هو نتيجة تحقيق لهيئة الشؤون الدينية حول صور نشرت في أبريل الماضي، لأطفال يعيدون تمثيل معارك عسكرية داخل مساجد تحظى بتمويل تركي.

بداية الأزمة
ويرجع القرار إلى أبريل الماضي، حين انتبهت السلطات النمساوية، إلى الاستغلال التركي للمساجد؛ إذ شهد أحد مساجد العاصمة فيينا، فصول مسرحية تركية، كان أبطالها الأطفال الذين ظهروا في مقطع مصور وهم ينفذون عمليات قتل وتحرير أسرى، ويتدربون على كيفية شن هجمات، مرتدين زيًّا عسكريًّا.

بعد تحقيقات أجرتها الحكومة النمساوية، على خلفية تداول صور أطفال ومقاطع فيديو، وُصفت بأنها لا تقل حدة عن مقاطع تنظيم «داعش» التي يروج بها نفسه؛ تبيّن أن الجهة التي تقف وراءها هي منظمة «أتيب» التابعة للهيئة الدينية الرسمية، ما يعني أن السلطات في أنقرة تعد شريكًا في هذه المسرحية، التي تعد انتهاكًا صريحًا لحقوق الطفل.

وقيل: إن الأطفال يعيدون إحياء معركة «تشاناكله» التي انتصر فيها الجيش العثماني على القوات البريطانية والفرنسية (1915-1916)، خلال الحرب العالمية الأولى.

بدورها، تنصلت منظمة «أتيب» من الأمر، وقدمت المسؤول عن إقامة المسرحية كبش فداء، مؤكدة أنه تمت إقالته.

الإجراء التركي لم يرضِ الأطراف النمساوية؛ فأكدت الحكومة عزمها اتخاذ إجراءات ضد أكبر مساجد البلاد قد تصل للإغلاق؛ ما يشير إلى أن فيينا لم تقتنع بهذه المزاعم، وأعلن «سيباستيان» أن حكومته ستسعى لحظر أي حملات محتملة على الأراضي النمساوية لأحزاب مشاركة في الانتخابات العامة المبكرة المرتقبة في تركيا.

الإخوان واختطاف المساجد
لا يخلو الأمر من دور خفي لعبته جماعة الإخوان بدعم تركي في المجتمع النمساوي، وهو ما كشفه الدكتور حسن إسماعيل موسى، رئيس المكتب التنفيذي للمصريين بالخارج، رئيس المجلس الإسلامي النمساوي، صاحب تجربة تأسيس معهد أزهرى وأكاديمية المعلمين الإسلامية بفيينا خلال الفترة من 1997 وحتى عام 2002.

وقال «موسى»، في حوار له بجريدة «الأهرام» القومية، في فبراير 2016: إن القوانين النمساوية تمنح الحق في تأسيس مدارس إسلامية وتربوية على غرار المدارس الكاثوليكية والإنجيلية، مشيرًا إلى أنه بادر بتأسيس أكاديمية المعلمين الإسلامية بالتعاون مع جامعة الأزهر، التي كان رئيسها آنذاك الدكتور أحمد عمر هاشم، وبموافقة الدكتور محمد سيد طنطاوى شيخ الأزهر السابق، وبدأت الدراسة فيها في سبتمبر عام 1998، وكان يدرس فيها 200 طالب للتخرج؛ ليصبحوا مدرسين لمادة الدين الإسلامي في المدارس النمساوية.

وأردف: «للأسف الشديد في عام 2002 تم اختطاف الأكاديمية بعد سيطرة عناصر جماعة الإخوان في النمسا عليها؛ حيث تنشط في النمسا جماعة الإخوان والتنظيم الدولي وحزب التحرير الإسلامي، بعد استقطاب عدد كبير من الدارسين والأئمة، وإغداق الأموال عليهم، وتمكنت منظمة الشباب المسلم بالنمسا، وهي إحدى أذرع الإخوان هناك من السيطرة على الأكاديمية؛ وكان ذلك سببًا في فشل الأكاديمية، وتحولها إلى قسم، بدلًا من جامعة».

شارك