آسلي أردوغان: تركيا تشبه ألمانيا تحت حكم النازيين
الثلاثاء 07/أغسطس/2018 - 09:41 ص
طباعة
باريس: خاص
** كاتبة تركية تفضح النظام الفاشي لأردوغان
فتحت الكاتبة التركية الشهيرة «أسلي أردوغان» النار على الأوضاع في تركيا والسياسات الديكتاتورية التي ينتهجها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قائلة: «أعتقد أننا حاليا في تركيا أمام نظام فاشي، لا أقول إننا في ما يشبه ألمانيا في الأربعينيات، ولكن في الثلاثينيات».
وهاجمت «أردوغان»، التي لا تمت بأي صلة قرابة لأردوغان، النظام القضائي في تركيا قائلة ان القضاة لا يملكون الخبرة الكافية ولكنهم يعملون فقط على تنفيذ أوامر وتعليمات الادارة السياسية التركية.
وأبدت الكاتبة التركية المحكوم عليها بالسجن المؤبد في بلادها، والتي تعيش في منفي بألمانيا، قلقها إزاء الوضع الراهن ببلادها مضيفة: «الوضع خطير وتركيا تحولت ، في ظل حكم الرئيس رجب طيب أردوغان، إلي دولة فاشية».
واضافت آسلي، في مقابلة مع وكالة «فرانس برس»، من ألمانيا، حيث منفاها، أن الطريقة التي تسير بها الأمور في تركيا، تشبه ألمانيا النازية.
نظام فاشستي
وتضيف أسلي أردوغان، البالغة من العمر 51 عاما:«أعتقد أننا أمام نظام فاشستي. لا بل أقول أننا لا نشبه ألمانيا في الأربعينيات، ولكن في الثلاثينيات، قبل أن يشتد حكم النازييين».
ولا تبدي الكاتبة الحاصلة علي جوائز عالمية، أي ثقة بالقضاء التركي. فهي نفسها ملاحقة بتهمة «الدعاية الإرهابية»، خصيصا بعد أن عملت في صحيفة «أوزغور غونديم»، الممولة من حزب العمال الكردستاني، الذي تعتبره أنقرة والغرب، منظمة ارهابية.
وتري «أسلي» أن "غياب النظام القضائي، يشكل عاملا حاسما في تردي تركيا، فتقول في هذا الصدد: إن سجون تركيا مكتظة والتحقيقات توكل لقضاة شباب ليس لديهم أية خبرة، لكنهم موالون للسلطة، وقد حلوا مكان أولئك الذين تم إقصائهم من مهامهم بعد الإنقلاب الفاشل في يوليو 2016 .
«أسلي أردوغان» هي اليوم واحدة من عشرات الآلاف من الأشخاص المطلوبين من السلطات، وقد سبق أن تم إحتجازها 137 يوما ابان التوقيفات التي كانت تستهدف أنصار الداعية فتح الله جولن، الذي تتهمه السلطات بالمسئولية عن الانقلاب الفاشل، كذلك استهدفت هذه التوقيفات بعض المعارضين والموالين للقضية الكردية.
انتهاك حقوق الانسان
وفي المقابل، ترفض أنقرة الاتهامات الموجهة لها والخاصة بانتهاك حقوق الإنسان و تقول أنها تتحرك بما يتلاءم مع الإجراءات المناسبة لمواجهة تهديد وجود الدولة.
وتنتقد الكاتبة «أسلي أردوغان» استحواذ الرئيس التركي علي مقاليد الأمور في البلاد، قائلة : «هو من يحدد أسعار الدواء ومستقبل الرقص الكلاسيكي، وهو من يولي أفراد من عائلته، الشئون الاقتصادية... أما الأوبرا التي يكرهها، فهي أيضا من الأمور المرتبطة به مباشرة». وتضيف :«إنه أمر مضحك ومبك في آن واحد».
ومع تعزيز صلاحيات الرئيس التركي بعد الانتخابات الأخيرة والاتجاه لإصدار قانون مثير للجدل بإسم مكافحة الإرهاب، ليحل محل حالة الطوارئ، فإن الكاتبة التركية تري أن الأمور تتجه من سيء إلي أسوأ، ولذا فهي لا تتشبث بأي أمل بأن يأتي اليوم ويتم تبرئتها من قبل القضاء، في جلسات المحاكمة التي ستبدأ في أكتوبر القادم.
أقسى أنواع العذاب
وتذكر الكاتبة، الصحفيين الذين تم الحكم عليهم بالسجن، وصولا حتي للسجن المؤبد في الأشهر الماضية، وتقول «أسلي»، إن وجودها في المنفي في ألمانيا يعطيها بعض الأمان، لكنها تنتظر بفارغ الصبر الحكم الذي سيصدر بحقها، فتقول :«من أقسي أنواع العذاب، أن يبقي مصير المرء مجهولا».
تم إطلاق سراح «آسلي أردوغان» من السجون التركية في ديسمبر 2016 وفي سبتمبر 2017، استعادت جواز سفرها وانتقلت علي الفور إلي الخارج، على غرار عدد كبير من المثقفين والفنانين. وهي تعيش الآن ومنذ ذلك الحين في فرانكفورت، وتستفيد من برنامج دعم الكتاب الهاربين من الملاحقات. ولكن مازالت عاجزة عن الكتابة وتعيش تحت الصدمة والإحباط وتعاني قلة النوم وانعكاساته الصحية، إلا أنها تشارك كثيرا في الندوات الثقافية والمؤتمرات وتسعى للدفاع عن المسجونين في تركيا لأسباب سياسية، فتقول : «لقد تم دفعي إلي دور سياسي وعلي أن أؤديه بشكل جيد».