بسبب غياب الأزهر.. «داعش» يُحكم قبضته على المراكز الإسلامية العالمية
الجمعة 10/أغسطس/2018 - 10:03 ص
طباعة
هناء قنديل
يعد الأزهر الشريف المؤسسة الدينية الإسلامية الكبرى في العالم، ويتمتع بمكانة شديدة الأهمية، لدى جميع الدول والمؤسسات الإسلامية، سواء باعتباره الديانة الرسمية لها، أو لوجود أعداد كبيرة من الجاليات المسلمة على أراضيها، أو تمتع عدد من أبناء شعبها بالانتماء للدين الحنيف.
وخلال فترة التراجع التي عاني منها الأزهر، في السنوات الأخيرة، بسبب الحرب التي شنها عليه معتنقو الفكر المتطرف، وعناصر جماعة الإخوان الإرهابية، تراخت القبضة الأزهرية عن المراكز الإسلامية المنتشرة في معظم دول العالم، التي وإن كانت لا تخضع للأزهر إداريًّا أو تنفيذيًّا؛ فإنها تخضع له أدبيًّا، لأن هذه المؤسسات من المفترض أن تستمد فهمها وتطبيقها للفقه الإسلامي، من المنهج الأزهري.
نماذج خطيرة
تعتبر المراكز الإسلامية في البرازيل، نموذجًا مهمًا يوضح كيف يمكن أن يكون الحال في غياب الأزهر، ولا يقف الأمر عند مركز الدعوة الإسلامية، التابع للإخواني أحمد الصيفي، الذي سبق لـ«المرجع» كشف خبايا وكواليس علاقته بتنظيم داعش الإرهابي.
وأزاحت تحقيقات أجرتها الشرطة الفيدرالية الاتحادية البرازيلية، منذ عام 2015، عن أدلة تشير إلى أن مدينة «شابيكو»، الواقعة في ولاية «سانتا كاتارينا»، البرازيلية، تخضع لاختراق كبير من تنظيم داعش الإرهابي، بسبب ما توفره المراكز الإسلامية المتطرفة غير الخاضعة لأي جهة تراجع أعمالها، من غطاء للعناصر الإرهابية هناك.
السلطات الفيدرالية اقتحمت مسجد المدينة، التابع لمركز الدعوة الإسلامية بأمريكا اللاتينية، وتمكنت من ضبط الإرهابي الخطير إبراهيم شيبون درويش، وذلك كله تحت مظلة أحمد الصيفي، الذي نشر على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي تعليقًا غاضبًا على هذا الحدث.
ورد وزير العدل البرازيلي «أليشندري مورايس»، على تعليق الصيفي بالتأكيد على أن الأمور خطيرة، وأنه كان من الضروري اتخاذ إجراءات استباقية لمنع وقوع هجمات إرهابية.
تحذير أزهري
وخلال الفترة القليلة الماضية، حذّر تقرير صادر عن مرصد الأزهر لمكافحة التطرف، من خطورة توغل عناصر من تنظيم داعش، بدول أمريكا اللاتينية، مشيرًا إلى أن التنظيم الإرهابي، استطاع استقطاب بعض شباب هناك، وإقناعهم بأفكاره ومعتقداته.
تقرير مرصد الأزهر أوضح أيضًا، أن «العديد من المتطرفين يسعون لاستخدام دول أمريكا اللاتينية المختلفة كممرات للعبور إلى دول أخرى مثل الولايات المتحدة الأمريكية، فإن اعتماد التنظيم على الدعاية ووسائل التواصل الاجتماعي عن بُعد أكبرُ دليلٍ على عدم انتشار عناصرَ للتنظيم على أرض الواقع بشكل كبير في هذه المنطقة، الأمر الذي يُقلّل من احتمالية وقوع هجمات إرهابية بها».
وأوصى المرصد، بالعمل على زيادة الوعي الديني لدى المسلمين الموجودين هناك من خلال البعثات والجمعيات الدينية الوسطية وعقد دروس وحلقات توعية لهم في المساجد والمراكز الثقافية الإسلامية المختلفة؛ وذلك لأنه حال عدم وجود أرضية دينية قوية تنبذ العنف وتوضح المفاهيم المغلوطة سيكون الاستقطاب لصالح التنظيم وتنفيذ أجندته أسهل وسيعمل على سرعة انتشار أفكاره المغلوطة.
وشدد المرصد، على ما وصفه بـ«أهمية الاعتماد على السلاح نفسه الذي يبثّ به التنظيم أفكاره المسمومة، من خلال بثّ رسائل وحملات توعوية عبر وسائل التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام المختلفة لنبذ هذه الأفكار الضالة وتصحيح المفاهيم المغلوطة التي يروجون لها هو أمر له مردود إيجابي ولا يمكن بأي حال التقليل من شأنه؛ وهو أمر يعمل عليه مرصد الأزهر لمكافحة التطرف في الداخل والخارج، حيث أصدر بعض الحملات التوعوية في هذا الصدد، ورغم ذلك لا يزال هناك الكثير مما يجب عمله».
تقارير أمنية
التقارير الأمنية، أكدت أيضًا أن القارة اللاتينية، تشهد وجود بعض التنظيمات المتطرفة، تقوم ببعض العمليات الإرهابية في البرازيل، والمثلث الحدودي في الأرجنتين، والباراجواي، ومنها جماعة الجهاد الإسلامية، والجماعة الإسلامية المقاتلة المغربية، فضلًا عن القاعدة والكتيبة الإعلامية للجهاد.
وتؤكد جميع المعلومات أن غياب الأزهر عن المراكز الإسلامية المنتشرة في العالم، يعزز من فرص تنظيم داعش الإرهابي، لمد نفوذه إلى أماكن جديدة، وهو ما يستدعي من الأزهر انتفاضة عالمية لحل هذه المشكلة، من جذورها.