باحث لـ«المرجع»: زيارة «الصدر» لبيروت مغازلة صريحة لإيران
الأحد 26/أغسطس/2018 - 08:38 ص
طباعة
إسلام محمد
تأتي زيارة المَرْجِعِ الشيعي العراقي، مقتدى الصدر، اليوم السبت، للعاصمة اللبنانية بيروت، في خِضمِّ الجدل الذي تشهده الساحة السياسية العراقية، بسبب الخلافات على تشكيل الحكومة، إذ لم يحصل أيُّ حزبٍ على الأغلبية المُطلقة التي تكفل له تشكيل الحكومة منفردًا.
وقد حصلت كتلةُ «سائرون» التي يدعمها مقتدى، زعيم التيار الصدري في العراق، على المرتبة الأولى بنتائج الانتخابات البرلمانية، التي جرت في مايو الماضي، فيما شهدت العاصمة اللبنانية منذ أسبوعين وصول مسؤول الملف العراقي في حزب الله، محمد كوثراني، بالتزامن مع وصول الجنرال قاسم سليماني، قائد فيلق القدس الإيراني، في لقاء الغرض منه مناقشة تعقيدات تشكيل الحكومة العراقية.
ويواجه رئيس الوزراء العراقي الحالي حيدر العبادي، غضبًا إيرانيًّا متصاعدًا بعدم معارضته للعقوبات الأمريكيَّة على طهران، وتنسق الأذرع الإيرانية معًا لإسقاطه من تشكيلة الحكومة التي يجرى التفاوض بشأنها بين القوى السياسيَّة المختلفة.
وتُعدَُ قائمة «الفتح» التي يتزعمها هادي العامري، وائتلاف دولة القانون بزعامة «نوري المالكي» رئيس الوزراء السابق، الأقرب إلى صُنَّاعِ القرار في طهران، وفيم يعد «الصدر» مقربًا من ائتلافِ الفتح، فإن علاقته بـ«المالكي» تشُوبها كثيرٍ من التوترات لم تشفعْ وساطة العامري في تجاوزها.
واعتبر محمد عبادي، الباحث المتخصص في الشؤون الإيرانية، أن زيارة «الصدر» لبيروت للتنسيق مع «حزب الله» في شأن عراقي، هو دليل على أنه بدأ في مغازلة إيران مباشرة عبر ذراعها في لبنان، لتجاوز أزمته مع المالكي، الأمر الذي يعكس مدى النفوذ الإيراني في الشأن الداخلي العراقي، وكأنها ولاية تابعة لطهران.
وأضاف في تصريحات خاصة لـ«المرجع» أن تشكيل الحكومة العراقيَّة لا بد أن تتم الموافقة عليه في طهران أولًا، إذ أن نظام الملالي يُمسك خيوط اللعبة في يده، عبر رجاله المختصين بهذا الملف في حزب الله اللبناني وغيره.