مرصد الإفتاء: كلمات «البغدادي» تؤكد انهيار «داعش»

الإثنين 27/أغسطس/2018 - 03:57 م
طباعة أحمد عادل
 
بعد تحريضات «أبوبكر البغدادي» زعيم تنظيم «داعش» الإرهابي، التي أطلقها في تسجيل صوتي تحت عنوان «وبشر الصابرين»، نشرته الذراع الإعلامية للتنظيم عبر التليجرام «مؤسسة الفرقان»، قال مرصد الفتاوى التكفيرية والآراء المتشددة التابع لدار الإفتاء المصرية: إن الفترة الحالية تشهد حالة من الاحتدام الإعلامي بين التنظيمات الإرهابية، مثل تنظيمي القاعدة وداعش.
وأوضح المرصد، أن التقرير رصد عددًا من الدلالات والرسائل الزمنية والموضوعية التي سعى البغدادي إلى إيصالها، مشيرًا إلى أن الإصدار يأتي في ظل تراجع تنظيم داعش في مقابل صعود تنظيم القاعدة، خاصةً في منطقة الشرق الأوسط، كما أن الإصدار يسعى إلى تأكيد بقاء البغدادي على قيد الحياة، بعد توارد الكثير من الأنباء خلال الفترة السابقة عن مقتل البغدادي.
للمزيد.. «البغدادي» يدعو أنصاره لفتح جبهات لاسترداد مناطقهم في سوريا

أكد المرصد أن كلمة «البغدادي» الصوتية سعت -بجانب التأكيد على بقاء البغدادي حيًّا- إلى التأكيد على أنه مدرك ومتابع للأحداث المعاصرة كافة على غرار ذكره للخلاف بين تركيا والولايات المتحدة؛ بسبب احتجاز القس الأمريكي أندرو برنسون، كما أنه مراقب لتغير خريطة التحالفات والتشابكات الدولية (روسيا، إيران، كوريا الشمالية)، وسحب البساط من تحت أقدام الولايات المتحدة في قيادة السياسة الدولية.

كما أكد المرصد أن البغدادي سعى أيضًا إلى إرسال بعض الرسائل لأتباعه؛ للتأكيد على بعض الثوابت في الاستمرار في تنفيذ عملياته الإرهابية في جبهات مفتوحة، ويشير المرصد إلى أن كلمة البغدادي حملت خطابًا أقرب إلى خطاب القاعدة، فقد حاول البغدادي التركيز بشدة على الموازنة في ضرورة قتال العدو البعيد والقريب، كما أنه انطلق في كلمته من أرضية اجتماعية في تبرير دعوته بالعنف نصرةً للمسلمين ورفع الظلم عنهم.

وأوضح المرصد أن كلمة «البغدادي» حملت عددًا من المفاهيم المغلوطة التي تمثل الأركان الأساسية لأفكار التنظيم تتمثل في دعوته للتمسك بـ (جاهلية المجتمع، الجهاد، إقامة الخلافة الإسلامية في الشام، الالتزام بالطاعة والبراء كمنهج لتحقيق النصر، تكفير الأنظمة الحاكمة والأحزاب السياسية، دولة الخلافة باقية في الشام).
للمزيد.. «البغدادي»: أمريكا في طريقها للزوال
أشار المرصد أيضًا إلى أن كلمة البغدادي تركزت في مهاجمة عدد من الدول وعلى رأسها الولايات المتحدة، مؤكدًا أنها تعيش في طور الانهيار والضعف والهزيمة بعد استنزاف «الجهاديين لها»، كما هاجم عددًا من الدول التي اعتبرها حليفةً للولايات المتحدة وعلى رأسها الإمارات والمملكة العربية السعودية، فيما صب هجومه على سياسات الإصلاح التي تتخذها المملكة وعلى علماء السعودية المساندين لها، وهاجم المملكة لدورها في هزيمة التنظيم في العراق وسوريا، داعيًا أهل السنة في الجزيرة العربية للعمل على الإطاحة بالنظام الحاكم في السعودية.

كذلك حاول «البغدادي» في كلمته وضع استراتيجية عمل لأتباعه في نهاية كلمته تنطلق من ضرورة التمسك بالسلاح وطلب الشهادة وفتح جبهات متعددة في الأقطار كافة، ودعا أنصاره لمساندة ولايات التنظيم كافة من غرب أفريقيا والشام وسيناء إلى خراسان، كما حثهم على ضرورة التوسع في أعمال الذئاب المنفردة بالوسائل المتاحة كافة في أوروبا وكندا، معتبرًا أن تلك العمليات أكثر تأثيرًا من جهود التنظيم في مناطق الصراعات، كما أشار البغدادي إلى ضرورة الدعم الإعلامي والإداري لأتباعه، واعتبار تلك المهام من صور «الجهاد».
للمزيد.. مرصد الإفتاء يفنِّد أسباب لجوء التنظيمات الإرهابية لـ«التجنيد العائلي»

وانتهى المرصد إلى أن كلمة «البغدادي» لم تحمل شيئًا جديدًا غير التأكيد على ثوابت التنظيم الإرهابية، كما أنها تعبر عن هشاشة وتخبط وإفلاس التنظيم، ومحاولته البقاء ضمن دوائر التأثير الإعلامي، واعتراف البغدادي بالهزائم التي تعرض لها تنظيمه تعد من الأدلة الأبرز على ترنح التنظيم؛ ومن ثم فإن تهديدات البغدادي المتكررة لعدد من الدول واهية ومفلسة، وإن حدثت عمليات فهي ليست دليلًا على قوة التنظيم أو ارتباطها بخطاب البغدادي، ولكن لارتباطها بالسياق الفوضوي في عدد من الدول.

شارك