في وثيقة مسربة.. باريس توصي دبلوماسييها بالحذر من السفر لإيران

السبت 01/سبتمبر/2018 - 03:11 م
طباعة في وثيقة مسربة.. لويس أمبرت
 
أثار صدور مذكرة داخلية للخارجية الفرنسية تنصح فيها بعدم السفر إلى إيران في رحلات غير رسمية، حالة من التوتر والحيرة.

وجاء تسريب الوثيقة في الوقت الذي يجدد فيه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، التأكيد على سعيه لإنقاذ طهران في أزمة الملف النووي، رغم انسحاب واشنطن، وهو ما اضطر باريس، أمام العقوبات التي ستشتد شهر نوفمبر القادم، إلى تقديم الإمكانيات للمستثمرين الفرنسيين للبقاء في إيران.

لكن الوثيقة التي وقع عليها الأمين العام لوزارة الخارجية، موريس جوردو مونتاني، ونقلتها وكالة «رويترز»، توصي الدبلوماسيين والموظفين الفرنسيين بتأجيل رحلاتهم إلى إيران.

ونددت طهران الأربعاء الماضي بهذه التوصيات، التي بررتها باريس في الوثيقة الصادرة يوم ٢٠ أغسطس، بذكر أسباب أمنية قائلة: إن هذه الوثيقة لا تخص الدبلوماسيين المستقرين في إيران، بل الرحلات خارج المهام الرسمية.

وفي ردٍّ لوزير الخارجية الإيراني قال: إن القيود المفروضة على الدبلوماسيين الفرنسيين بشأن الرحلات ليست سليمة، فيما أعربت السفارة الإيرانية بباريس عن حيرتها، بينما رفضت الخارجية الفرنسية الإدلاء بأي تصريح حول هذا الأمر.

وتنشر مثل هذه المذكرات الداخلية على حوالي ٣٠٠ شخص يمثلون: مديرين، وسفراء، ومسؤولين إلخ، ولا تحل محل التحليلات السياسية ولا تنبئ بأي تغييرات أو تعبر عن انفصام في السياسة الفرنسية مع إيران؛ حيث يقول أحد الدبلوماسيين مازحًا: «هي لا تعدو بالنسبة للموظفين مجرد نصائح للمسافرين على مواقع الإنترنت».

ولم يرقَ لطهران أحد المبررات الثانوية التي اعتمدتها الخارجية الفرنسية في توصيات التحذير؛ حيث ذكرت أحد الخلافات التي حدثت بين البلدين، والمتمثلة في منظمة مجاهدي المعارضة للشعب الإيراني، والمنفية في باريس وألبانيا؛ حيث تعرضت إحدى مظاهرات هذه المنظمة في يوليو الماضي في فيلبينت لمحاولة «اعتداء إرهابي»، حسب المذكرة، وذلك في الوقت الذي كان الرئيس الإيراني حسن روحاني في بداية جولته الأوروبية، حينما حاول زوجان من أصول إيرانية، نقل مادة متفجرة يدوية الصنع قبل أن تلقي السلطات البلجيكية القبض عليهما في بروكسل.

وألقي القبض على دبلوماسي إيراني في ألمانيا، كان يشغل منصبًا في النمسا؛ حيث يشتبه فيه من قِبَل القضاء الفيدرالي، بتورطه في عملية دعم الزوجين الإيرانيين، كما تم اعتقال مشتبه فيه رابع بفرنسا، وتم تسليمه للعدالة البلجيكية، واستنكرت طهران آنذاك وجود مؤامرة، وطالبت بإطلاق سراح الدبلوماسي.

وقال براهام قاسمي، المتحدث الرسمي باسم الخارجية الإيرانية بعد صدور المذكرة،: إن العلاقات بين إيران وأوروبا، وبالخصوص بين إيران وفرنسا، تواجه أعداء، وعلينا توخي الحذر أمام تحركاتهم.

وتتخوف إيران من عودة قوية لمجاهدي خلق، الذين يحظون بدعم من مقربين من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وذلك في الوقت الذي يتحدث ترامب عن احتمال سقوط قريب للجمهورية الإسلامية بسبب العقوبات.

وشاركت المنظمة المسلحة، ذات التوجه الماركسي في الأصل، في الثورة الإيرانية ١٩٧٩، قبل أن تُكثف من الاعتداءات ضد النظام الجديد، وحاربت خلال الحرب العراقية الإيرانية (١٩٨٠-١٩٨٨) إلى جانب قوات صدام حسين، وعرفت هذه المنظمة، كيف تصلح صورتها منذ ذلك الوقت. وتم سحبها من قائمة المنظمات الإرهابية الأوروبية في ٢٠٠٩ والأمريكية في ٢٠١٢.

وفي هذا السياق، دعا وزير الخارجية الفرنسية جان إيف لودريان، مجددًا يوم الخميس، لإعادة بعث المفاوضات الدولية مع طهران، غير أن الدعوة رفضت بشدة، واعتبر المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، براهام قاسمي، أن هذه الدعوة غير مجدية؛ نظرًا لـ«المطالب القاسية والمبالغ فيها» للولايات المتحدة الأمريكية.

شارك