أوهام الإخوان في ماليزيا.. تضيع مع مهاتير
الأربعاء 10/أكتوبر/2018 - 11:56 ص
طباعة
روبير الفارس
تحمل جماعة الإخوان الخراب بين ذراعيها وفي طيات فكرها أينما ولت وجهها حيث تظن الجماعة انها قادرة علي قلب الحقائق باستخدام الدعاية الكاذبة التى تبثها لتسرق العقول ومن ذلك الدعاية الخادعة التى تصنع من مهاتير محمد بطلا عظيما وتتجاهل في نفس الوقت ان عودته كما يري اغلب المحللين السياسيين هي عودة للنفوذ الامريكي الكبير في ماليزيا وهدفها وقف تقدم ونفوذ الصين هناك .هذه هي الحقيقية التى يهرب منها الكثيرين الامر الذى يكشف العمل الحربائي الذى تجيده الجماعة والمدقق يلاحظ ان نشاط مهاتير محمد، المُعارض للجبهة الوطنية التى كان ينتمى إليها كمحاولة لاستعادة أمجاد الماضى فى عام 2014، حيث لجأ إلى العديد من التحركات الداخلية والخارجية، وذلك بعد قيام التحالف الحاكم بقيادة رئيس الوزراء السابق نجيب عبدالرزاق، بمنعه من مقابلة أعضائه.
لذلك تحالف مع المعارضين السابقين وأهمهم حزب الإسلام الماليزى الممثل للإخوان، للدعوة إلى احتجاجات داخل ماليزيا ضد رئيس الوزراء نجيب عبدالرزاق لإسقاط الحكومة وذلك على غرار ما حدث فى ثورات الربيع العربى.
وأجرى فى ذلك الوقت مشاورات ولقاءات مع أعضاء التنظيم الدولى للاخوان وتودد لأردوغان الذى يلعب دور اب الاخوان في تركيا لدعمه دوليًّا.
كانت من أهم تلك التحركات، رعايته أعمال «منتدى كوالالمبور للفكر والحضارة»، والذى حشد فيه أعضاء التنظيم الدولى للإخوان خصوصًا فى مصر، فضلاً عن الترويج للتجربة التركية.. ووطد علاقاته القوية بالعناصر الإخوانية واستضافهم فى ماليزيا، لتكون معقلا جديدا لهم ومركزا لنشر أفكارهم، وذلك بعدما دعا قيادات الإخوان وبرلمانها الموازى إلى المنتدى فى عام 2015 كممثلين عن مصر، وبالفعل حضر وفد إخوانى كامل إلى ماليزيا لحضور هذا المنتدى الذى استمر لمدة 3 أيام، وكان على رأس الوفد الإخوانى عمرو دراج رئيس المكتب السياسى للإخوان، وجمال حشمت رئيس البرلمان الإخوانى الموازى في هذا الاطار من العمل ينكشف دور المخطط الامريكي عند عودة مهاتير محمد والإطاحة بـعبدالرزاق الامر الذى يعد بمثابة صفعة للصين لأن امريكا تستهدف تحجيم التنين الصينى بعدما قرر مع عدد من الدول الآسيوية استخدام العملة الصينية فى التجارة والاستثمارات البينية بديلاً عن الدولار، وهذا ما اشارت إليه صحيفة (وول ستريت جورنال)، والتى اعتبرت أن الإطاحة بـعبدالرزاق يعبر عن صراع واشنطن مع بكين ويفضح تدخل أمريكا في عودة مهاتير ى لان عبد الرازق رحب بصورة كبيرة وعملية للنفوذ الصينى فى ماليزيا.
وبدأت الشركات الصينية فى التدفق على ماليزيا بشكل مكثف خلال عامى 2014، و2015، لإنشاء مشروعات بنية تحتية، تتضمن إنفاق الكثير من الأموال النقدية فى السوق المحلية، أهمها مشروع السكة الحديد السريعة فى الساحل الشرقى لماليزيا، بتكلفة 13 مليار دولار، والذى كان جزءًا من مبادرة الحزام والطريق (الصينية)، والذى اعتبرته حكومته أهم مشروع تنمية فى ماليزيا خلال القرن 21، لكنه بالتأكيد كان ضد رغبة واشنطن التى طالما تمتعت بالنفوذ الأكبر فى ماليزيا.وتظهر خيبة دعاية الاخوان بعود مهاتير التى اعتبروها هم وابواقهم الاعلامية انتصار لهم عند ملاحظة بسيطة وهي ان الرجل يبلغ من العمر ارزله 91 عاما .ولم يقدم منذ انتخابه شيئا يذكر فالاوهام لا تفيد تماما كالجريمة.
تقع ماليزيا في جنوب شرق آسيا، وتنقسم إلى إقليمين يفصل بحر الصين الجنوبي بينهما، الإقليم الأول هو شبه جزيرة ماليزيا ويقع غربي ماليزيا، والإقليم الثاني هو سرواك وصباح حيث يقع شرقي ماليزيا وهي المنطقة التي تحتل الأجزاء الشمالية من جزيرة بورنيو حوالي ثلث مساحتها. وتشترك في حدودها الجنوبية مع إندونيسيا وسنغافورة وبحر جاوا، وشمالاً مع تايلاند وبحر الصين الجنوبي وبروناي وغرباً مع مضيق مالاقا الذي يفصلها عن جزيرة سومطرة. وتبلغ مساحة ماليزيا 330 ألف و803 كيلومتر مربع وهي مكونة من 13 ولاية وثلاثة أقاليم اتحادية، عاصمتها كوالالمبور، وبوتراجايا هي مقر الحكومة.
يبلغ عدد السكان حسب تقدير عام 2014 حوالي 30 مليون و73 ألف و353 نسمة.
ماليزيا دولة متعددة الأعراق، يتكوّن سكانها من ثلاثة أعراق رئيسية هم الملايو ويمثّلون أغلب السكان بنسبة (57%) ويليهم الصينيون (27%)، والهنود (7%)، إضافة إلى بعض الجنسيات الأخرى.
وقد تم انشاء (الحزب الإسلامي) في ماليزيا سنة 1951م واتبع نفس خطط الاخوان بنشر الدعوة في جميع أنحاء البلاد، وفتحوا المدارس، ودخلوا المساجد والمراكز والاجتماعات والجامعات والبرلمان، وكتبوا الكتب والرسائل يُنذرون المسلمين من خطر العلمانية وجميع إيديولوجياتها ونشروا حالة من التعصب ضد الاديان الاخري ورفض الاخر الذى اعتبرو وجوده يعيق تقدم الدولة غير مدركين ان زمانهم ولي وانهم اداءة في يد قوي خارجية تبحث فقط عن مصالحها .
ومن المهم تذكر ان الجماعة الارهابية في مصر دعت مهاتير محمد والتقي به رئيس وزراء حكومة الاخوان هشام قنديل بادعاء الاستفادة من تجربته ولم يستفيدوا شيئا الامر الذى يؤكد ان الوهم انتهي قبول عودة لحكم ماليزيا