مظاهرات حاشدة في باكستان ...لتنفيذ قانون التجديف علي الاقليات

الثلاثاء 16/أكتوبر/2018 - 01:09 م
طباعة مظاهرات حاشدة في روبير الفارس
 
قام آلاف المتظاهرين بالتجمهر  في شوارع باكستان  وذلك للمطالبة  بإعدام امرأة مسيحية متهمة بإهانة الإسلام. والمراة تدعي "آسيا بيبي " والتى اذا نفذ فيها الحكم  سوف تكون أول شخص يُعدم بسبب التجديف إذا فشل استئنافها.
وكانت مدينة لاهور الباكستانية مركز الاحتجاجات والتي نظمها حزب مكافحة التجديف. كما جرت مظاهرات في عدد من المدن الأخرى في جميع أنحاء البلاد ، بما في ذلك كراتشي وروالبندي.
واندلعت المظاهرات  بعد أن استمعت المحكمة العليا الباكستانية إلى النداء الأخير لبيبي ، وهي عاملة مسيحية  متهمة  بالتجديف في قضية ترجع الي عام 2009 والتى اتهمت  من قبل نساء مسلمات كانت تعمل معهن في مجال حصد الثمار  وعندما ذهبت لتشرب  من البئر  اتهمتها النساء بالنجسة  وطالبتها باعتناق الاسلام وعندما رفضت اتهمت بالتجديف واقتديت بشهادة العاملات  وحكمت عليها المحكمة بالاعدام طبقا لقانون التجديف وبعد تدخلات من عدة دول استمتعت المحكمة للاستنئاف المقدم من بيبي الامر الذى اهاج تيارات الاسلام السياسي في باكستان .منددين بالدعوات الدولية لإطلاق سراح "بيبي " مع انضمام البابا بينيدكت السادس عشر إلى الدعوات في عام 2010.كما  التقى البابا فرانسيس بابنة بيبي في عام 2015.وطالب المجتمع الدولي بالتدخل لانقاذها 
وتعود قصة قانون التجديف في باكستان الي  عام 1927؛ فقد أدرج البريطانيون حينها فقرة في المادة 295 من القانون الجزائي الهندي، على خلفية تصاعد التوتر والعنف بين المسلمين والهندوس، نصت من أجل حماية دور العبادة والمتدينين على اختلاف أطيافهم؛ على معاقبة «الأعمال المتعمدة والماكرة التي ترمي إلى جرح المشاعر الدينية الخاصة بأي جماعة من خلال الإساءة لديانتها أو لمعتقداتها الدينية».وعلى الرغم من أن القانون الباكستاني يأخذ تهمة التجديف على محمل الجد ، وحُكم على الناس بالإعدام ، إلا أنه لم يتم إعدام أي شخص في الواقع.
وتشير التقارير إلى أنه منذ ذلك الوقت، يواجه أكثر من 100 شخص اتهامات بالتجديف كل عام في باكستان، كثيرون منهم مسيحيون ومن أقليات أخرى، في حين تقدر لجنة العدالة والسلام التابعة لمجلس أساقفة باكستان، عدد الذين وضعوا تحت طائلة هذا القانون ب 993 شخصًا، بين عامي 1986 و2010.ويقول  الباحث في الدراسات الشرقية «مارتينو دييتس» النظر هنا إلى مفارقة شديدة الأهمية، حول تاريخ قانون التجديف بباكستان، فيقول: «وقعت بين عامي 1927 و1986 في باكستان 7 حالات فقط من التجديف، في حين فاقت الحوادث بين عام 1986 وحتّى اليوم الألف، وكلّف القانون حول التجديف حياة أكثر من 20 شخصًا. ومع أنّه لم تنفّذ حتّى اليوم أحكام إعدام رسميّة (على الأرجح لتفادي ردود الفعل الدوليّة التي قد تثيرها)، إلا أنّه تمّ استهداف الكثير من المتّهمين في هذا النوع من القضايا، بواسطة الحشود الغضبة».الذين يمثلون جماعات منتمية للاسلام السياسي  ولا تجدهم يتظاهرون من اجل الفقر او الاوضاع الاقتصادية السيئة في البلاد  ولكنهم حاضرون دائما ضد الاقليات  الدينية ورفض الاخر .
ويشكل المسيحيين 1.6% من سكان باكستان، أي حوالي 2.8 مليون شخص، وذلك وفقًا لإحصائية عام 2005 وهم ثاني أكبر أقلية دينية بعد الهندوسية في المجتمع الباكستاني. نصف مسيحيي باكستان يتبعون الكنيسة الرومانية الكاثوليكية والنصف الآخر الكنائس البروتستانتية.وغالبيّة المجتمعات المسيحية الباكستانية تنحدر من المتحولين الهندوس أبناء الطبقات السفلى من منطقة البنجاب، في عهد الإستعمار البريطاني.
وينتشر المسيحيون جغرافيًا في جميع أنحاء إقليم البنجاب، في حين يقتصر وجودها في بقية المحافظات في الغالب في المراكز الحضرية. هناك طائفة من الرومان الكاثوليك في كراتشي مكوّنة من المهاجرين التاميل والغوان وقد وصلوا كراتشي عند تطوير البنية التحتية في المدينة من قبل البريطانيين خلال الفترة الاستعمارية بين الحرب العالمية الأولى والحرب العالمية الثانية.
وفي الوقت نفسه هناك عدد قليل من الجماعات البروتستانتية ولهم مدارس في كراتشي، رغم أن معظم أعضائها هناك هاجر خارج البلاد بسبب القيود ضدهم. 

شارك