لحمايتهم من داعش.. فرنسا تعتزم إعادة أطفالها من سوريا

الأربعاء 24/أكتوبر/2018 - 03:45 م
طباعة لحمايتهم من داعش.. أميرة الشريف
 
مع المساعي التي تقوم بها فرنسا لحماية أراضيها وشعبها من مخططات التنظيمات الإرهابية وعلي رأسهم تنظيم داعش الإرهابي الذي يسعي لضم المزيد من الفرنسيين إلي صفوفه، قال مسؤولون فرنسيون إن فرنسا تعمل من أجل إعادة أطفال تحتجزهم قوات كردية سورية، هم أبناء مقاتلين إسلاميين فرنسيين، لكنها ستترك أمهاتهم لتحاكمهن السلطات المحلية.
 وتخشى باريس من ترك هؤلاء الأطفال في سوريا إلي أن ينخرطوا ضمن صفوف التنظيمات الإرهابية، وربما تبدأ عودة الأطفال بنهاية العام، وفق مسؤولين.
ووفق الوكالة الفرنسية، ترفض فرنسا عودة الفرنسيين الإرهابيين إلى بلدهم، لكنها تبحث وضع إعادة الأطفال وحدهم شرط موافقة أمهاتهم على فصلهن عن الأطفال.
وقال مسؤولون فرنسيون، إن التحضيرات جارية لإعادة الأطفال على أساس كل حالة على حدة، بمن فيهم من ولدوا في سوريا.
وأفاد مصدر فرنسي أن باريس أبلغت بوجود نحو 150 طفلا من أبناء جهاديين فرنسيين في سوريا وستبدأ إجراءات لإعادة بعضهم الى فرنسا، وتم الإبلاغ عنهم من قبل العائلات في فرنسا أو في المناطق الخاضعة لسيطرة الأكراد منذ دحر تنظيم داعش عام 2017.
وتتراوح أعداد المقاتلين الإسلاميين الفرنسيين في منطقة الشام بين 500 و700 على مدار السنوات الماضية، وتقدر السلطات أن هناك نحو مئة في إدلب بشمال شرق سوريا وعشرات في آخر جيب لتنظيم داعش قرب الحدود العراقية.
والجدير بالذكر أن فرنسا تعرضت لسلسلة هجمات دامية نفذها إرهابيون على مدى السنوات الثلاث الماضية، وهي تكافح للتصدي لخطر المتطرفين المحليين فضلا عن المخاطر الناجمة عن تسلل مقاتلين عائدين عبر حدودها.
وبرغم أن سياسة الحكومة هي رفض قبول المقاتلين وزوجاتهم، قالت فرنسا إنه ينبغي حسم وضع القُصر، حيث مسؤول فرنسي تدخل السلطات الفرنسية الآن مرحلة نشطة في تقييم احتمال إعادة القصر إلى الوطن.
ووفق تقارير صحافية، أبلغت أسر في فرنسا عن وجود نحو 60 امرأة في سوريا بينهن 40 أُما معهن نحو 150 قاصرا، والغالبية العظمى من الأطفال دون السادسة من العمر.
وبعد تبادل المعلومات مع السلطات الكردية والصليب الأحمر الدولي، حددت باريس مواقع بعضهم في شمال شرق سوريا الخاضع لسيطرة الأكراد.
وأعادت فرنسا في ديسمبر الماضي، ثلاثة أطفال لفرنسية أصدرت عليها محكمة عراقية في يونيو حزيران حكما بالسجن مدى الحياة لانتمائها لتنظيم الدولة الإسلامية.
ووفق معلومات فإن الاطفال وغالبيتهم تقل أعمارهم عن ست سنوات، لن يتمكنوا من المغادرة إلا بموافقة أمهاتهم اللواتي سيبقين في سوريا.
 وتستبعد فرنسا أي عمليات لإعادة راشدين أو مقاتلين أو زوجات يعتبرن ناشطات في تنظيم داعش، رغم مطالبة محامي العائلات في فرنسا بذلك.
وذكرت مصادر في وزارة الخارجية الفرنسية أن "هؤلاء الذين ارتكبوا جنحا أو جرائم في العراق وسوريا يجب أن يحاكموا في العراق وسوريا".
 وأضاف المصدر أن "الاستثناء هو للقاصرين فقط الذين سيتم درس أوضاعهم حالة بحالة. لدينا واجب خاص بالحفاظ على المصلحة العليا للطفل"، لكن عملية إعادتهم تبدو معقدة جدا، لأن المناطق الخاضعة لسيطرة الإدارة الذاتية الكردية في سوريا لا تحظى بوضع دولة معترف بها أمام المجموعة الدولية، كما أن باريس جمدت العلاقات الدبلوماسية مع دمشق منذ بدء النزاع السوري في 2011.
وتقر مصادر في باريس بأنه "تم البدء بدرس كيف يمكن إتمام الامور، إنها قضية معقدة جدا". وبالاجمال تم الإبلاغ عن وجود نحو أربعين عائلة من أمهات وأطفال في سوريا.
 أضاف المصدر نفسه أن "عشرات"  بين ثلاثين وأربعين المقاتلين من الناطقين بالفرنسية معتقلون على ما يبدو لدى القوات الكردية السورية، لكن بدون تحديد ما إذا كان بينهم فرنسيون.  في العراق، تم إحصاء ثلاث عائلات جهاديين فرنسيين فقط. وإحدى الامهات الجهادية الفرنسية ميلينا بوغدير التي حكم عليها بالسجن المؤبد وافقت على ترحيل ثلاثة من أولادها.
 ووفق تقارير صحافية، فقد قتل أكثر من 300 من الجهاديين الفرنسيين الذين قدر عددهم بنحو 680 شخصا في العراق وسوريا، بينما هناك عدد صغير غادر الى دول أخرى أفغانستان وليبيا أو دول المغرب العربي كما تقدر باريس. وبالتالي فان قسما منهم لا يزال في المكان.
 وقالت المصادر الفرنسية نفسها إن "قسما من هؤلاء يتواجد في معقل تنظيم داعش على الحدود السورية-العراقية حيث لا تزال هناك معارك حتى الان، وهناك مئة منهم موجودون في إدلب"، المعقل الأخير للفصائل المعارضة والجهادية في سوريا. تؤكد الوحدات الكردية السورية أنها تعتقل أكثر من 900 مقاتل أجنبي من تنظيم الدولة الاسلامية من 44 دولة ما يشكل تحديا أمنيا وقضائيا فعليا.
   وهي تدعو في المقابل الدول التي يتحدرون منها الى استعادتهم، لكن المقاتلين يبدون مترددين بسبب الموقف العدائي تجاههم من قبل الرأي العام.
وتنفي فرنسا التي شاركت في عمليات القضاء علي تنظيم داعش الإرهابي أن تكون أبرمت اتفاقا مع الاكراد لكي يحتفظوا برعاياها لديهم، كما سبق أن ذكرت صحيفة "لوموند" الفرنسية.

شارك