الحديدة.. الميليشيا تفرّ من المعارك وتتحصن في المنازل/«الإخوان» يحكمون سيطرتهم على المساجد/الغنوشي يوزّع رسائل الطمأنة في حملة مبكرة لانتخابات العام المقبل
الأحد 28/أكتوبر/2018 - 10:19 ص
طباعة
إعداد: فاطمة عبدالغني
تقدم بوابة الحركات الاسلامية أبرز ما جاء في الصحف ووكالات الأنباء العربية بخصوص جماعات الاسلام السياسي وكل ما يتعلق بتلك التنظيمات بكافة أشكال التناول الصحفي (أخبار – تعليقات – متابعات – تحليلات – آراء) صباح اليوم الأحد الموافق 28-10-2018
الخلافة والإصلاح الإسلامي الزائف لـ"رشيد رضا"
يَعتبر الإخوانى لبنانى الجنسية رشيد رضا الذى مرت ذكرى ميلاده الـ 135 فى 23 سبتمبر الماضى، من أكبر تلامذة الإمام محمد عبده وقد أنشأ مجلة «المنار» ذات الأثر العميق فى الفكر الاسلامى، وتعد بمثابة حلقة الوصل التى ستجعل منهم خلفاء لمشروع تجديد الإسلام، واليوم، تنجح جماعة الإخوان فى أن تظهر نفسها، حتى فى عيون غير المسلمين، على أنها منظمة إصلاحية، بل حتى إنها أحد العوامل المؤثرة والثورية، فتظهر كما لو كانت أحد أنصار التحرر. كل شيء بدأ فى الإسماعيلية، على ضفاف قناة السويس، على بعد 130 كيلو شرق القاهرة، عندما تم تعيين مدرس شاب، عمره 21 عامًا، يُدعى حسن البنا فى سبتمبر 1927، وهو الابن الأكبر لرجل كان يعمل فى إصلاح الساعات، بقرية المحمودية فى دمنهور. ويُحكى أن «البنا» عندما بلغ الثانية عشرة ربيعًا كان بالفعل يرأس جمعية الحصافية للبر، ثم أنشأ جمعية أخرى لمحاربة الشر، وكانت هذه الجمعية تقوم بإرسال خطابات غير موقعة للحكومة، تُدين من خلالها الأفعال المنافية للإسلام.
وعندما ذهب إلى القاهرة، لم يختر «البنا» جامعة الأزهر الشهيرة، بل درس فى دار العلوم، فى ذلك الوقت، كانت القاهرة تغرق فى التسيب: فسكانها يرقصون ويستمتعون ويشربون الكحوليات، وتسبب تأثير الغرب المنحل على القاهرة فى صدمة لهذا الشاب القادم من الأرياف، فعكف «البنا» فيما بعد، فى مذكراته، على إدانة هذا الوضع المتفكك وهذا الانحلال والابتعاد عن القيم الإسلامية.
وللعلم فإن «البنا» لم يدرس الدين الإسلامى إلا لفترة وجيزة، غير أنه تأثَّر فى بداية حياته بأفكار جمال الدين الأفغانى (١٨٩٨ - ١٨٣٨) ومحمد عبده (١٩٠٥ - ١٨٤٩)، ويعتبر الاثنان من أعلام الفكر الإسلامى الحديث، ألم يُحاول الرجلان تخليص النصوص الدينية من أغلال الجمود والتشدد؟ وقد أكد العالمان: أنه فى حالة ما إذا كان هناك تعارض بين العقل والتقاليد، فالأفضل اتباع العقل. وقد تنقل الأفغانى كثيرًا، فقد سافر من إيران لإنجلترا، ومن روسيا إلى الهند، وخلال تلك الفترة أدان سلبية الحكام المسلمين وخضوعهم للقوى الخارجية. والجدير بالذكر أن الأفغانى قد عاش بمصر بين ١٨٧١ و١٨٧٩، قبل أن يتم طرده، وكان له تأثير قوى على محمد عبده، الذى تخرج فى الأزهر، وأصبح مفتيًا للبلاد عام ١٨٩٩. وقد أصدر العديد من الفتاوى، منها ما يسمح للمسلمين بإيداع أموالهم بالبنوك، كما أنه حلَّل القروض ذات الفائدة، وكان يعلم ويقول إن الإسلام قابل للإصلاح، وإن القوانين يجب أن تتكيف مع معطيات العالم الحديث حتى تتحقق المصلحة العامة.
وبذلك يُعدُّ الأفغانى وعبده من أفضل المصلحين. وكذلك يمكن اعتبار رشيد رضا (١٨٦٥ ١٩٣٥) من أهم الإصلاحيين فى فترة من فترات حياته، ولد رشيد رضا بقرية القلمون بجنوب طرابلس لبنان، وبالفعل فقد قابل محمد عبده فى طرابلس اللبنانية عام ١٨٩٤، ثم تبعه فى مصر عام ١٨٩٧. وفى العام التالي، قام رضا بإنشاء مجلة المنار، وتساءل ما هو سبب تأخر الدول الإسلامية؟ ووفقًا له، فإن تأخر الدول الإسلامية يرجع إلى ابتعادها عن حقيقة الإسلام، وقال فى هذا الصدد: «هناك علاقة أساسية بين الحقيقة الدينية والازدهار على الأرض»، فهو يريد بالأحرى أن يقول إن مستقبل الإسلام سيكون أفضل، شريطةَ أن يعود المسلمون للتعاليم الأخلاقية لدينهم.
غير أنه فى بداية العشرينيات من القرن الماضي، طرأ تغيير جذرى فى فكر رضا، وتحديدًا فى تلك الفترة، أصبح «البنا» أحد أتباعه. واستمر «رضا» على أنه أحد تلاميذ الأفغانى وعبده، بل على أنه وريثهما، غير أنه فى الوقت نفسه أصبح داعية للوهابية، التى تعتبر الشكل الرسمى للإسلام السنى فى المملكة العربية السعودية آنذاك. وعليه نرى أنه قد وضع تحت تصرف الوهابيين دار نشر ومجلة «المنار» التى يمتلكها، واستقبل بكثير من الحماس غزواتهم للمدن المقدسة بالسعودية، وأكد أن مذهبهم الذى يمثل العودة لنقاء الإسلام السني، هو عقيدة سليمة بصورة مؤكدة، فالوهابيون يدعون إلى الرجوع للممارسات التى كانت موجودة فى المجتمع الإسلامى أيام الرسول وخلفائه الأوائل فى القرن السابع الميلادي.
وفى كتابه «معاهدة نجد»، أو «كيف أصبح الإسلام الطائفى إسلامًا صحيحًا»، يقول الباحث حمادى الرديسى إن رشيد رضا قد أخرج الوهابيين من خانة الهرطقة، ليجعلهم فى خانة العقيدة السليمة. أكد الرديسي، الذى يدرس القانون والعلوم السياسية بجامعة تونس، أن أغلب مطبوعات رشيد رضا كانت ممولة من أنصار نشر الفكر الوهابى آنذاك، وبالأخص كتاب «الوهابية والحجاز»، الذى تم نشره عام ١٩٢٦. وفى هذا الكتاب يتم إظهار خصوم الوهابيين على أنهم حلفاء لإنجلترا واليهود الذين يعملون على محو الإسلام من على وجه الأرض، وقد قام رشيد رضا بنقل هذا الكره للغربيين واليهود إلى حسن البنا.
إعادة بناء الخلافة
يرى رشيد رضا أن الدولة الإسلامية هى «أفضل دولة ليس فقط بالنسبة للمسلمين ولكن للإنسانية بأكملها»، لأن الدولة الإسلامية تجمع بين العدالة والمساواة، وتخدم مصالح كل فرد، تمنع الآلام، إذ إنها تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر، ترعى الصغار والعجزة، وتعين الفقراء والمحتاجين.
يعتبر عبدالرحمن الكواكبي، سورى الأصل، والذى أقام فى مصر من ١٨٤٩ حتى ١٩٠٢، هو أول من طرح فكرة أن الخلافة يجب أن تنتقل من الأتراك إلى العرب. والكواكبى هو مؤلف كتاب «طبائع الاستبداد»، وقد قام رشيد رضا من خلال مجلة المنار بالترويج لهذه الفكرة حتى قبل انهيار الإمبراطورية العثمانية وصعود العلمانى كمال أتاتورك إلى السلطة، وسقوط الخلافة فى الثالث من مارس ١٩٢٤.
فى ١٩٢٢، قام رشيد رضا بنشر كتاب بعنوان «الخلافة أو الإمامة العظمى»، إذ أدان خيانة الأتراك للإسلام، مؤكدًا أن النموذج الإسلامى العربى هو النموذج الإسلامى الأفضل والوحيد، وعليه فقد أعلن تأييده للخلافة العربية.
وقد قام برنارد لويس، المؤرخ الأنجلو أمريكانى والمتخصص فى شئون العالم الإسلامي، والذى توفى فى ٢٠١٨، بتقديم عمل ضخم بعنوان: «الإسلام». وفى هذا الكتاب أكد المؤلف أن رشيد رضا يصر على أن سيادة العرب وعلى إسهامهم الكبير فى رفع راية الإسلام ونشره لكل الإنسانية.
وبلا شك، فإن من وجهة نظره، تعتبر مصر هى الدولة الوحيدة القادرة على قيادة العالم العربي؛ وذلك بسبب موقعها الجغرافى المتميز، وكثافتها السكانية، وريادتها الاقتصادية والثقافية.
وبالنسبة لرشيد رضا، فمنذ ١٩٢٤، فإن إقامة مؤسسة جماهيرية ترسى دعائم الخلافة وتقيم قواعد دولة إسلامية جديدة على الأرض يأتى على رأس الأولويات، وذلك «لكى نضع حدًّا لهيمنة الغرب المادية والنفعية على الإنسانية». وجهة نظر تأتى من مفكر وعالم دين وليس من سياسى أو منظم، وقد تطورت هذه الفكرة على يد الشاب الملهم حسن البنا، الذى أقام عام ١٩٢٨، أى بعد ٤ سنوات من انهيار الخلافة، تنظيم الإخوان المسلمين فى الإسماعيلية. لعله من المهم قراءة السطور الأولى من مقدمة واحد من أندر الأعمال التى كتبها «البنا»، والتى تمت ترجمتها إلى اللغة الفرنسية: «خطاب المعلمين.. المبادئ المؤسسة للإخوان المسلمين»؛ حيث ذكر فيها: «بعد ٤ سنوات من سقوط الخلافة الإسلامية، ظهر مَنْ يُطالب بكل قوته بإعادة بناء الخلافة مرة ثانية، إنه حسن البنا، ابن عبدالرحمن البنا، وابن الاثنين وعشرين عامًا، تلك السن التى يمر بها ملايين من الشباب مثله لا يشغلهم سوى الملذات والشهوات.
ونجد دومًا أن الإخوان المسلمين والوهابيين على طرفى نقيض، وإذا كانت المملكة العربية السعودية تُمثل العدو اللدود للإخوان الآن، إلا أنها لم تكن كذلك فى أغلب الأحيان. قبيل إنشاء هذا التنظيم، تم ترشيح حسن البنا ليقوم بالتدريس فى عام ١٩٢٧، فى الحجاز بالمملكة العربية السعودية. ومن الجدير بالذكر أن ٧ من سكان الإسماعيلية، والذين سيصبحون فيما بعد زملاءه الأوائل، قد قدموا إليه لطلب المشورة، وذلك مساء يوم فى شهر مارس أو أبريل عام ١٩٢٨؛ حيث أعلنوا على حد قولهم: «لا نعلم أى طريق يمكن أن نسلكه من أجل رفع راية الإسلام والمسلمين، فنحن نزدرى هذه الحياة، إنها حياة خذلان وعبودية، إن العرب والمسلمين، فى هذه البلاد ليس لهم مكان أو كرامة، ولا يفعلون أى شيء لمواجهة حالة العبودية التى فرضها الغرب عليهم»، إنهم إما نجارون وإما مصلحو دراجات، أو مصففو شعر أو سائقون. قد قطعوا عهدًا أمام الله، وقد تساءل تلاميذه الأوائل: «بماذا نسمى أنفسنا»؟ وأكدوا أنهم إخوان فى خدمة الإسلام، إذن «فأنتم الإخوان المسلمون»، وهكذا أجاب حسن البنا أو المرشد العام باعتبار ما سيكون.
ولادة التنظيم
وهكذا وُلِد على شاطئ بحيرة التمساح، تنظيم الإخوان المسلمين، أكبر مؤسسة إسلامية مهيبة فى العالم، وكان شعارهم: «هدفنا هو الله، وزعيمنا هو النبي، ودستورنا هو القرآن، والمعركة هى سبيلنا، والشهادة هى مبتغانا»، ولكن من أين جاءت كلمة «الإخوان»؟
جاءت مباشرةً من تنظيم الإخوان المقاتل، الذين ساعدوا ملك الحجاز ونجد، عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود، الملقب بابن سعود، فى غزوه مكة، لكى يصبح عاهل المملكة العربية السعودية الحديثة. هذه الجماعة «كانت الملهمة للبنا لكى ينسب إليها صفة المسلمين؛ حيث إن مصر فى ذلك الوقت لم تكن إسلامية بشكل حصري»، هكذا أكد المؤرخ حبيب طاوا، الحاصل على الدكتوراه فى التاريخ بعنوان: «التداخل بين السلطة والحركات السياسية والمسلحة فى مصر.. بداية من حرب فلسطين إلى سقوط النظام الملكى فى مصر.. أى فى الفترة من ١٩٤٨ حتى ١٩٥٢.
وقد اتخذت الجماعة من السيفين المتقاطعين اللذين يحملان القرآن، شعارًا لها، وقد اعتنقت الآية القرآنية «وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة». وهذا الشعار يُشبه شعار المملكة العربية السعودية الذى اتخذته عام ١٩٢٦؛ حيث جاءت أسفل السيفين عبارة «وأعدوا». إنها بداية الآية رقم ٦٠ فى السورة رقم ٨ (الأنفال) التى تأمر بـ: «وأعِدُّوا لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِن دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ وَمَا تُنفِقُوا مِن شَيْءٍ فِى سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنتُمْ لَا تُظْلَمُونَ».
تلاعب الإخوان
ألا يجب أن نندهش إذا وجدنا طارق رمضان، حفيد حسن البنا، يغفل فى رسالته الجامعية التى تحمل عنوان: «إلى أصول التجديد الإسلامى من الأفغانى إلى البنا.. قرن من الإصلاح الإسلامي» والتى قدمها فى جنيف عام ١٩٩٨، وبشكل كامل، يغفل إذن عن تناول تأثير الوهابيين على رشيد رضا وبشكل مباشر على حسن البنا؟ نجده على العكس يؤكد أن رشيد رضا جدير بتحليل الفكر الإصلاحى وتأسيسه على المستوى الدينى وبالتأكيد وفى ضوء التداعيات التى يتابعها، فعليه أيضا أن يقوم نظريا بتقرير التحديات وآفاق العمل التى يجب اتخاذها من أجل تحقيق إصلاح دينى واجتماعى ملموس. ويضيف طارق رمضان، بضعة أسطر بعد ذلك، أن «مجلة المنارة» ستستمر فى الظهور حتى وفاة رشيد رضا وأن حسن البنا سيقوم بنشرها لمدة خمسة أعوام أخرى.
وقد حاول طارق رمضان هكذا أن يؤكد أن رشيد رضا يسير على خطى أستاذه القديم محمد عبده وبالتالى فإن حسن البنا، التلميذ الوفى لرشيد رضا من شأنه أن يكون رجلًا إصلاحيًا. وفى المقابل، فإن الإسلامى على مراد، الذى توفى عام ٢٠١٧، قد أكد أنه إذا كان محمد عبده عمل على أن ينفتح الفكر الإسلامى على التيار العقلاني، فإن تلميذه رشيد رضا قد عمل على أن يجمد فكره ويجعله يسير فى اتجاه بعيد عن العقلانية. فقد نصب رشيد رضا نفسه وريثا لتحجيم الانفتاح الذى يقترحه محمد عبده.
وعلى سبيل المقارنة، إذا غامر أحد المعارضين بتقديم الديكتاتور بينيتو موسولينى كواحد من آباء الاشتراكية الأوروبية بحجة أن «الديكتاتور» فى شبابه كان بالفعل عضوا فى الحزب الاشتراكى الإيطالي، فإن الاستنكار سيكون بالإجماع بين المؤرخين غير الجادين. من جهة أخرى، تم إقرار صفة «المصلح» للتنظيم المهيب للإخوان المسلمين، من قبل بعض المفكرين اليساريين فى فرنسا.
وقد كتب ألان جريش، رئيس تحرير صحيفة لوموند الفرنسية، وواضع مقدمة الرسالة الجامعية الخاصة بطارق رمضان، أن كل من سيقرأ هذه الدراسة التى وضعها طارق رمضان، سوف يجد فائدة كبيرة، فهذا البحث الجاد والمدعم بالوثائق سوف يفتح أبوابًا على عالم مجهول، عالم الفكر الإسلامى الإصلاحي. كما أضاف أن التيار الذى قدمه البنا أو محمد عبده، هو تيار أصولى وحداثى فى نفس الوقت. ونستطيع فك رموز هذا التناقض الظاهرى بأن المذهب البروتستانتى فى أوروبا يعتمد على نصوص الإنجيل.
ومن الجدير بالذكر أن ألان جريش قد ولد فى مصر عام ١٩٤٨ وهو ابن المناضل الشيوعى والمعادى للاستيطان، هنرى كوريل والذى تم اغتياله فى ١٩٧٨.
وقد اشتهر ألان جريش بأنه واحد من أفضل الخبراء فى المغرب العربى والشرق الأوسط ولكن هذا لم يمنعه من أن يكتب أن «حسن البنا لم يأمر بالاغتيال السياسي»
ليس طارق رمضان هو الوحيد الذى صدق هذا الادعاء المتلون، فهى استراتيجية ملموسة من جانب الإخوان فى أوروبا. وقد كشفت مجلة «إسلام فرنسا» التى توقفت عن الصدور حاليا، عن أن التقرير الصادر عن اتحاد المنظمات الإسلامية فى فرنسا، قد نشر نص مؤتمر محسن ناجازو الذى عقد عام ١٩٩٨، وقد قامت بمدح مؤسس الإخوان، إذ كتبت: «إن ما يميز البنا هو أنه يقف فى مصاف مفكرى ومصلحى عصر نهضة الفكر الإسلامى، وأنه وريث أو امتداد لجمال الدين الأفغانى ومحمد عبده ومحمد رشيد رضا وغيرهم.. فقد استطاع أن يؤسس بعدا إسلاميا يضاف إلى الجانب الروحى والفكري.
كيف يمكن أن نفسر أنه عبر العديد من العقود آمن العديد من أساتذة الجامعة والسياسيين والصحفيين الغربيين ومذيعى التليفزيون والمفكرين بهذا التلاعب السيئ؟
فقد قدموا الإخوان على أنهم النسخة المسلمة للفكر الدينى للتحرر، ذلك التيار الفكرى المسيحى الذى نشأ فى أمريكا اللاتينية والذى يهدف إلى فتح أبواب الأمل والكرامة لكل المعذبين فى الأرض.
وبهذه الحيلة الماكرة، فقد أصبح فجأة هذا التنظيم الرجعى والشمولى والذى تعتبره كثير من الدول تنظيما إرهابيا، تنظيما سلميا وتقدميا تماما مثلما أصبح البنا بشكل أو بآخر «غاندي» المسلمين.
وقد أكد طارق رمضان، الذى تم دعوته لحضور المنتدى الاجتماعى الأوروبى فى باريس عام ١٩٨٣، أن تعاليم الإسلام «تتعارض مع أسس منطق النظام الرأسمالى الليبرالى الجديد». باختصار «إن الإسلام هو دين الفقراء الذى يسمح بإعادة إحياء مبدأ التضامن»، تلك الفكرة التى تسعى العولمة الليبرالية إلى إطفاء توهجها… وكان هذا كافيا لكى تقوم هذه الشخصيات، - المصنفة على أنها من أقصى اليسار، مثل الفيلسوف ميغيل بيناساياغ، والباحث عن البيئة خوسيه بوفى، أو دانيال بن سعيد، عضو فى الاتحاد الشيوعى الفرنسى (LCR)، - بتوجيه الشكر لحفيد البنا. واليوم أيضا، هذا الفكر شبه الدينى للتحرر يجمع بين مفكرين مسلمين فى الهند وإيران وقطر وماليزيا، يلتقون فى فكرهم الذى يتعارض مع الهيمنة المعرفية والسياسية فى الغرب.
(البوابة نيوز)
التحالف يستهدف
معسكراً للحوثيين في صنعاء والجيش يحبط محاولة تسلل لميليشياتهم في تعز
قتل عشرات من عناصر ميليشيات جماعة الحوثيين بغارات جوية لمقاتلات التحالف العربي استهدفت معسكراً في صنعاء أمس، فيما أحبط الجيش اليمني محاولة الميليشيات التسلل إلى مواقعه جنوب شرقي محافظة تعز.
في غضون ذلك، دعا الاتحاد الأوروبي الأطراف اليمنيين إلى الانخراط مع الموفد الدولي مارتن غريفيث، في البحث عن حل سياسي للأزمة اليمنية، مجدداً دعمه جهود وقف الحرب التي فرضتها ميليشيات الحوثيين.
وقال الناطق باسم الاتحاد في بيان نشرته بعثة الاتحاد الأوروبي في اليمن على حسابها في موقع «فايسبوك»، إن الاتحاد الأوروبي «ملتزم بذل كل ما يستطيع لدعم وصول المساعدات إلى المدنيين المحتاجين».
وأكد غريفيث لـ «قناة العربية» أن إصلاح الاقتصاد اليمني «يمثل أولوية في مواجهة خطر المجاعة التي يواجهها اليمنيون»، مشيداً بـ «الجهود التي تبذلها السعودية والإمارات في سبيل دعم الاقتصاد اليمني». وأشار إلى أن انخفاض قيمة العملة اليمنية يعد أحد أسباب المجاعة في البلاد. وأعرب الموفد الدولي عن تفاؤله بتحقيق خرق في جدار الأزمة اليمنية، مشيراً إلى أنه سيطلع مجلس الأمن في 16 تشرين الثاني (نوفمبر) على مواعيد المشاورات اليمنية المرتقبة.
وأفاد الموفد الدولي بأنه سيلتقي رئيس الوزراء اليمني معين عبد الملك في عدن قريباً، وسيتوجه إلى محافظة تعز لتفقد الوضع فيها.
إلى ذلك، أعلن ناطق باسم الأمم المتحدة أن خبراء تابعين للمنظمة الدولية يعملون لتحديد مصدر شحنة سلاح ضبطتها سفينة عسكرية أميركية قبالة الشواطئ اليمنية. وقال: «قام خبراء في الأمم المتحدة بتحقيقات لكشف مصدر الأسلحة التي ضبطت، وسيرفعون ما يتوصلون اليه إلى لجان العقوبات المتخصصة» في المنظمة الدولية.
ووفقاً لصحيفة «واشنطن بوست»، فإن شحنة السلاح كانت تضم نحو 2500 رشاش من نوع كلاشنيكوف، ضُبطت نهاية آب (أغسطس) الماضي في خليج عدن على متن سفينة شحن، لم تكشف الصحيفة أي معلومات عنها.
ميدانياً، نفذ طيران التحالف العربي غارات طاولت معسكر تدريب للحوثيين في منطقة «الشعاب» بمديرية ضلاع همدان شمال العاصمة صنعاء. وأكدت مصادر أن الغارات أدت إلى مقتل عدد من عناصر الميليشيات وجرح آخرين.
وقتل 15 مسلحاً حوثياً بمعارك مع الجيش في مديرية حيدان في محافظة صعدة. وقال مصدر عسكري لموقع «سبتمبر نت»، إن الميليشيات «حاولت الهجوم من ثلاث جهات في عقبة مران، لكن قوات الجيش شنت هجوماً مضاداً على مواقع المسلّحين في المنطقة ذاتها».
وأشارت معلومات إلى أن الميليشيات أطلقت وزير الدفاع اليمني السابق اللواء محمود الصبيحي، لافتةً إلى أنه سيتوجه على متن طائرة من صنعاء إلى مصر ثم إلى سلطنة عُمان، على أن تكون وجهته الأخيرة روسيا التي من المقرر أن يستقر للإقامة فيها.
على صعيد آخر، أعلن رئيس الوزراء اليمني تخصيص الحكومة مبلغ بليوني ريال بصورة عاجلة للسلطة المحلية في محافظة المهرة، لمواجهة تداعيات العاصفة المدارية «لبان» التي ضربت المحافظة أخيراً، وتسببت بأضرار كبيرة في البنية التحتية. وقال في مؤتمر صحافي عقده أمس في المهرة، إن المبلغ «سيخصص في شكل أساسي لإعادة الخدمات العامة المتضررة من الإعصار وإصلاح شبكات الطرق والكهرباء والمياه والاتصالات والمستشفيات وغيرها». وأكد أن «الحكومة تعمل الآن لإعادة الخدمات الأساسية».
وأفاد عبد الملك بأن الحكومة «ستعمل بطريقة غير اعتيادية، ومن الميدان، سعياً إلى التعافي من آثار الكارثة وتبعاتها»، مشيراً إلى أنها «ستسخّر كل إمكاناتها لمتابعة الأعمال والمعالجات وإقرار ميزانية طارئة وخطط منهجية واضحة تلبي الاحتياجات وإعمار ما دمره الإعصار».
(الحياة اللندنية)
«الإخوان» يحكمون سيطرتهم على المساجد
كشفت مصادر داخل جماعة «الإخوان»الإرهابية عن توسط شيخ الفتنة يوسف القرضاوي،لدى أمير قطر تميم بن حمد، من أجل تعيين عدد من أعضاء اتحاده كأئمة في المساجد القطرية.
وقالت المصادر، في تصريحات لموقع«أمان»، إن القرضاوي، يلعب دوراً بارزاً لدى الأسرة الحاكمة في قطر الآن، وذلك لأنه وضع عدة أسماء من قادة الجماعة لتعيينهم أئمة، وبالفعل تم تعيينهم واستلموا المساجد، أبرزهم جمال عبدالستار عضو مجلس شورى الجماعة، وعضو ما يسمى باتحاد علماء المسلمين ، وأكرم الكساب القيادي الإخواني وعضو الاتحاد أيضاً، بالإضافة إلى أعضاء من ليبيا وتونس في الاتحاد.
وأضافت المصادر، إن هذه القرارات أغضبت عدداً من الدعاة القطريين، حيث يسيطر قيادات الإخوان على مساجد الدوحة، خاصة أن هذه القيادات معروف عنها فتاواها المحرضة على العنف والإرهاب.
وأشارت إلى أن تميم بدأ منذ مقاطعة الدول الأربع الداعية لمكافحة الإرهاب، فتح الأبواب على مصراعيها للإخوان وقادتها في المناصب الحكومية داخل الدولة.
«الأعلى للإعلام» يتعهد بملاحقة مواقع «الإخوان» على الإنترنت
تعهد الكاتب الصحفي مكرم محمد أحمد، رئيس المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر، بملاحقة المواقع الإلكترونية التابعة لجماعة «الإخوان»الإرهابية أو التيارات الإسلامية المتشددة، مشيراً إلى أن المجلس لن يمنح أياً من هذه المواقع التراخيص اللازمة للعمل،وأن الترخيص لن يكون إلا للمواقع المهنية فقط، وليس تلك النوعية من المواقع التي تحرض على التطرف والإرهاب.
ولفت مكرم، في تصريحات صحفية أمس السبت، إلى ما تروّجه جماعة الإخوان وحلفاؤها من قوى التطرف والإرهاب، من انتقادات عنيفة لقانون تنظيم الصحافة والإعلام، والزعم بأنه يصدر لتقييد حرية الإعلام في مصر، مشيراً إلى أن الجماعة دأبت طوال الوقت على تعطيل أي عملية تنظيمية تتعلق بالصحافة والإعلام، من أجل مواصلة بث سمومها في الشارع المصري، وقال: إن الفترة الحالية تستوجب الحذر الشديد من الفتن التي تسعى لها الجماعة الإرهابية، لتعطيل كل العمليات التنظيمية في البلاد.
وطالبت لجنة الشؤون الدينية بمجلس النواب المصري في وقت سابق، المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، باتخاذ قرارات فورية تتعلق بغلق جميع المواقع التابعة للتيارات المتطرفة في البلاد، على خلفية ما تمثله تلك المواقع من خطر على الأمن القومي المصري، وقال الدكتور عمر حمروش، أمين سر اللجنة: إن هذه المواقع تعمل على استقطاب الشباب تجاه أفكارهم، ومن ثم فلا بديل عن حجبها على الفور، مشيراً إلى أن اللجنة تعكف حالياً على إعداد قائمة كاملة بهذه المواقع، التي تعمل لحساب تيارات متشددة ومتطرفة، وتبث من داخل مصر، تمهيداً لصدور قرارات بغلقها، وملاحقتها على شبكة الإنترنت الدولية.
وبدأ المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر، الأسبوع الماضي في تلقي طلبات ترخيص الوسائل الإعلامية المختلفة، من صحف وقنوات ومواقع إلكترونية، تنفيذًا لقانون تنظيم الصحافة والإعلام الجديد، الذي يمنح المجلس حق منح التراخيص للوسائل الإعلامية والمواقع الإلكترونية، وتقنين أوضاعها، لأول مرة في مصر، ويشترط القانون الجديد حزمة من الإجراءات للترخيص للصحف والمواقع الإلكترونية، من بينها إيداع مبلغ ستة ملايين جنيه، في أحد البنوك المرخص لها في مصر إذا كانت الصحيفة يومية، ومليوني جنيه إذا كانت أسبوعية، ومليون جنيه إذا كانت شهرية أو إقليمية يومية، على أن توجد نسخة من الخوادم الإلكترونية التي تستضيف النسخة الإلكترونية داخل مصر.
(الخليج الإماراتية)
أستاذ اجتماع سياسي: «الإسلاميون رأسماليون بطبعهم»
قال الدكتور أحمد زايد، أستاذ علم الاجتماع السياسي، إن هناك علاقة وثيقة تجمع الإسلاميين بالرأسمالية وقوانين السوق والعرض والطلب، مضيفا: "الإسلاميون رأسماليون بطبعهم"..
وأوضح في تصريح لـ"فيتو" أن الخطاب الديني مرتبط بالرأسمالية، لافتا إلى أن السعي النهم لدى أبناء التيار الإسلامي بالترويج للأسطوانات والأشرطة، وحالة التنافس بين المشايخ في ذلك، لايجعل هناك فارقا بين المطربين والدعاة في السعي لتسويق منتجاتهم الدينية والتربح منها بأكبر قدر ممكن.
وأكد أستاذ علم الاجتماع السياسي، أن التيارات الدينية أكثر المستفيدين من نمو ثقافة الاستهلاك في الدول العربية والإسلامية، موضحا أنها تستخدمها أفضل استخدام، مشيرا إلى أن الخطاب الديني، استطاع الاندماج بشكل كبير في البنية الرأسمالية العالمية، ويسعى دائما لتحسين موقعه فيها.
(فيتو)
الغنوشي يوزّع رسائل الطمأنة في حملة مبكرة لانتخابات العام المقبل
رئيس حركة النهضة يدعو البرلمان إلى سن عفو عام على منتسبي نظام بن علي ويعرض إصلاحات لمواجهة الخلافات الداخلية.
تونس - وصف متابعون للشأن التونسي الخطاب الذي ألقاه رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي، السبت، أمام قيادات من حزبه بأنه بمثابة افتتاح لحملة انتخابية رئاسية سابقة لأوانها، خاصة أنه عمل على توجيه رسائل طمأنة لأكثر من جهة فاعلة في البلاد، وخاصة إلى شخصيات سياسية ورجال أعمال وازنين بدأت هيئة الحقيقة والكرامة برفع قضايا ضدهم بالرغم من تبرئتهم في أحكام قضائية.
وحث الغنوشي البرلمان التونسي على مناقشة قانون “عفو عام” يستهدف المتهمين بارتكاب انتهاكات في فترة الرئيس الأسبق زين العابدين بن علي، مشترطا أن يقدموا اعترافهم واعتذارهم، دون أي لجوء إلى القضاء.
وقال المتابعون إن الخطوة مناورة من الغنوشي الذي يريد أن يفصل بين حركته وبين أعمال هيئة الحقيقة والكرامة التي تثير حالة من الغضب في أوساط مختلفة بالبلاد، بسبب الظهور الإعلامي الأخير لأحمد فريعة، أحد وزراء الداخلية السابقين، والذي بكى فيه على المباشر، حاثا التونسيين على عدم إهانة رموزهم ومناضليهم.
وتقول أوساط تونسية متابعة إن الهدف من هذا الظهور، هو تفتيت التركيز الإعلامي والسياسي ضد هيئة الحقيقة والكرامة، وجذب التعاطف لشخص الغنوشي لكونه قادرا على تهدئة الأجواء وتقديم التنازلات الكافية لتهدئة الوضع.
وجدّد رئيس حركة النهضة التونسية راشد الغنوشي، السبت، موقف حركته الدّاعي إلى إجراء تعديل وزاري جزئي، مبررا ذلك بالحاجة إلى “تعزيز العمل الحكومي من خلال حكومة ائتلاف وطني مفتوحة على الجميع″.
وسبق لحركة النهضة أن أكدت في بيان صادر عنها حرصها على مواصلة الحوار والتشاور مع كل الأطراف السياسية والاجتماعية ودعوتها إلى المشاركة في حكومة الائتلاف الوطني برئاسة يوسف الشاهد.
وقال الغنوشي خلال النّدوة السنوية الثانية التي تعقدها النهضة، السبت والأحد، بمدينة الحمامات شرقي البلاد “موقفنا ناجم عما تحتاجه البلاد من استقرار حكومي واحترام للاستحقاقات الوطنية، ومنها المصادقة على قانون المالية لسنة 2019، واستكمال تركيز الهيئات الدستورية (المحكمة الدستورية واستكمال انتخاب رئيس هيئة الانتخابات) وإجراء الانتخابات التشريعية والرئاسية أواخر السنة القادمة”.
وأكد على “حاجة البلاد إلى الاستقرار الحُكومي وتحسين الأداء في المجالين الاقتصادي والاجتماعي ومكافحة الفساد (..) على أن تلتزم الحكومة بالتفرغ الكامل لتنزيل بنود وثيقة قرطاج المحددة للأوليات الاقتصادية والاجتماعية للحكومة”.
ويعتقد مراقبون أن النهضة التي تحاول كسر العزلة السياسية منذ إعلان الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي ومؤسس حزب نداء تونس الحاكم نهاية التوافق معها، تريد أن تحافظ على صورتها أمام الرأي العام المحلي ومؤيديها بأنها طرف سياسي يرفض جر البلاد إلى معارك سياسية.
وتحاول الحركة تسجيل مكاسب سياسية مع اقتراب السباق الرئاسي والتشريعي، وتجد في اصطفافها مع الشاهد حماية لنفوذها.
وتدرك النهضة، التي تعيش ارتباكا كشفت عنه تصريحات قياديها المتواترة والمتناقضة، أنها لا تستطيع الصمود في الشأن السياسي دون سقف التوافق.
وأمام إعلان السبسي فك ارتباطه عنها، ترى النهضة في التمسك بدعم الشاهد، الذي يتمتع بشعبية داخل البلد كما يحظى بدعم المانحين الدوليين، البديل عن تحالف تاريخي، وتستطيع من خلاله تمرير أجنداتها بالسلطة.
وقبل نحو شهر من الآن، قال السبسي إنّ “حركة النهضة أنهت توافقا معه دام 5 سنوات”.
وأكد الغنوشي أن حركة النهضة “ستواصل خدمة تونس ومصالحها الكبرى والتعاون مع غيرها من أجل ذلك (..) وستكون علاقاتها مفتوحة أمام الجميع من خلال التحالفات والتوافقات طالما كانت تصب في مصلحة البلاد بعيدا عن منطق الأغلبية والأقلية”.
وحرص الغنوشي السبت على إظهار أن حركته لا تعيش مشكلات داخلية في الرد على ما يروج عن غضب بين قيادات بارزة، بسبب ما تعتبره تفردا بالرأي من قبل الغنوشي وتجاهلا لرأي الأغلبية.
وقال إن النهضة ستدخل إصلاحات عاجلة على الجهاز التنفيذي للحركة، مشيرا إلى تسخير فريق من الخبراء لتقييم فريقها الحكومي.
وكان عبداللطيف المكي أكد في تصريحات صحافية سابقة وجود تيار كامل داخل الحركة ينادي بالتخلّي عن النظام الرئاسي في إدارة شؤونها.
ويضم هذا التيار أسماء بينها عبدالحميد الجلاصي ومحمد بن سالم وسمير ديلو وزبير الشهودي ورضا السعيدي، وأبرزهم النائب الحالي لراشد الغنوشي علي العريض.
وقال المكي إن النظام الأساسي للحركة تجاوزه الزمن، خصوصا في ما وصفه بالقيادة الأحادية التي تقوم على انتخاب رئيس للحركة في مؤتمر، فيما يعين الرئيس المنتخب بنفسه أعضاء المكتب التنفيذي للحزب.
الحديدة.. الميليشيا تفرّ من المعارك وتتحصن في المنازل
بعد تكبّدها خسائر كبيرة في المواجهات مع قوات الشرعية في الحديدة، فرّت ميليشيا جماعة الحوثي الإرهابية من المعارك في الحديدة، وتحصنت في منازل المدنيين، واستخدمتهم دروعاً بشرية، فيما دمّرت قوات التحالف معسكراً سرياً لميليشيا الحوثي في ضواحي صنعاء، وقتلت العشرات من المسلحين، بالتزامن مع الدفع بقوات جديدة إلى محافظة صعدة المعقل الرئيس للميليشيا.
قالت مصادر ميدانية إن ميليشيات الحوثي اقتحمت منازل في ريف الحديدة، واختطفت عدداً من السكان للضغط على المدنيين، من أجل التعاون معهم والقتال في صفوفهم.
وأشارت المصادر إلى أن ميليشيا الحوثي حوّلت عدداً من المنازل في الحديدة إلى ثكنات عسكرية، واستخدمت المدنيين دروعاً بشرية.
وقبل أيام، اختطف الحوثيون ثلاثة من الفنانين والعاملين في مجال الإعلام، ضمن حملة خطف واسعة في الحديدة، طالت عدداً من العاملين في المجال الإعلامي من صحافيين ومصورين وفنانين. وتأتي هذه التطورات في وقت اندلعت فيه مواجهات بين قوات المقاومة المشتركة وميليشيات الحوثي الإيرانية، في الأطراف الجنوبية، والجنوبية الشرقية للحديدة. وتركزت المعارك في منقطة دوار المطار وجامعة الحديدة، وتخللها قصف مدفعي متبادل بين الطرفين.
قصفت طائرات التحالف العربي مواقع للميليشيا على طول الطريق الساحلي، امتداداً من دوار المطار وصولاً إلى أهداف أخرى داخل المدينة.
6 غارات
وفي صنعاء، قالت مصادر محلية في صنعاء إن مقاتلات التحالف استهدفت بست غارات جوية معسكراً تدريبياً سرياً استحدثته ميليشيات الحوثي في منطقة «الشعاب» بمديرية ضلاع همدان بضواحي العاصمة.
وذكرت المصادر أن الغارات دمرت المعسكر، كما قُتل العشرات من المجنّدين الذين كانوا يتلقوا تدريبات سرية هناك تمهيداً لإرسالهم إلى جبهة الساحل الغربي.
تعزيزات
وفي محافظة صعدة، دفعت الشرعية بقوات جديدة لمساندة الوحدات التي تقاتل عناصر الميليشيات في معقلهم الرئيس.
وزار في محور صعدة العميد عبيد الأثلة القوات التي استكملت تدريبها في معسكر الاستقبال بمحور صعدة، واطلع على الجاهزية القتالية والتدريبات التي يتلقاها المجندون.
وفي كلمة له، أشاد بجهود قيادة معسكر الاستقبال في سبيل تدريب وتأهيل أبطال الجيش، ورفد جبهات محافظة صعدة بالمقاتلين، وأكد قائد محور صعدة اهتمام القيادة بتأهيل وتطوير قدرات الجيش الوطني، بدعم وإسناد من الأشقاء في التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية.
بدوره، قدّم قائد لواء الأحرار العميد علي غنام إيجازاً عن إمكانيات معسكر الاستقبال، وما يقدمه من دورات وخبرات ومهارات قتالية للمتدربين، فيما أكد المجندون جاهزيتهم الكاملة واستعدادهم للتضحية.
(وكالات)