لمواجهة فكر داعش.. هل تقيم العراق مراكز شبابية للاقليات؟

الإثنين 29/أكتوبر/2018 - 11:19 ص
طباعة لمواجهة فكر داعش.. روبير الفارس
 
تركت الجماعات الارهابية بصمات قوية تجذرت للاسف في المجتمع العراقي .واجمع المحللون والمراقبون ان المواجهة العسكرية والامنية فقط لهذه التنظيمات وعلي راسها تنظيم داعش لاتكفي لمحو اثار هذه البصمات فلابد من مواجهة  الافكارالمتطرفة دينيا و ثقافيا ومن خلال تضافر قوي المجتمع الناعمة من هنا تاتي اهمية اقتراح البطريرك الكلداني الكاردينال لويس روفائيل ساكو  بانشاء مركز للشباب في العاصمة بغداد يكون مكرسًا للفعاليات الرياضة والثقافة والاجتماعية ولتبادل الخبرات وتعزيز العيش المشترك. الغريب فعلا  ان تكون بغداد خالية من مثل هذا المركز حتى الان فاذا كانت العاصمة لاتضم بين جنباتها مركزا يجمع العراقيين علي اختلاف مشاربهم  فماذا اذن عن المحافظات والمدن  الاخري وخاصة التى كانت تحت سيطرة داعش  .؟ لذلك نثمن فكرة البطريرك ونتمني ان يتم  تعميمها فتشمل عدد من المدن والقري والمحافظات وان تستعين الدولة بالقوي الناعمة للكنائس والاقليات التى تكون مختلف الاعراق بالعراق لمواجهة الافكار المتطرفة التى من الممكن في حالة وجود حضانات  من الفرقة والتباعد ان ينمو فيه تنظميات ارهابية اخري اكثر بشاعة ووحشية من داعش  وكان البطريرك ساكو في مقابلة أجرأتها  معه م آسيا نيوز قد شدد علي  تثمين دور الشبيبة وبالأخص دور المرأة في حياة الكنسية. قائلاً بأن دور المرأة البنّاء في المجتمع المسيحي ومساهمتها الفعالة فيه يمكن أن يكون نموذجياً حتى للعالم الإسلامي. كما أكد على ضرورة إنهاء النزعة الدينية  المتطرفة، والاساءات الناتجة عنها.

وقد طرح غبطته في سياقها فكرة إنشاء "مركز للشباب " في بغداد يكون مكونًا من ملعب رياضي ومكتبة وجانب مخصص للقاءات والنشاطات الثقافية. كما أكدّ في الوقت ذاته على ضرورة اشراك العلمانيين بشكل أكبر في الشؤون الكنيسة ولا سيما الشبيبة، وبنوع خاص النساء، و"الاستفادة القصوى من المواهب". هذه هي الأهداف التي يريد الكردينال أن يثمرها، بعد مشاركته في سينودس الشباب بالفاتيكان  بكل ما تخلله من الاجتماعات والحوارات والنقاشات في "هذه الأيام من العمل المكثف"، وذلك لتعزيز رسالة الكنيسة في العالم العربي والإسلامي أيضًا. ويقول بأن ذلك يمكن تحقيقه بالاعتماد على "التزام الشابات والشباب وحماسهم".

وفي معرض تعليقه على أعمال السينودس، عبر رئيس الكنيسة الكلدانية عن أهمية الفرصة التي اتاحتها هذه المناسبة للمناقشة مع الأساقفة والكهنة عن أمور ومواضع أخرى، بجانب الاجتماعات والنقاشات التي خصصت لدراسة "أوضاع الشبيبة على المستوى الإيماني والإنساني والاجتماعي". وقال غبطته بأن هذا السينودس "يتميز بأجواء مختلفة عن السينودسات السابقة، حيث لا يوجد توترات، وإنما روح المرح والسرور، والأسلوب الشبابي". لكنه من جانب آخر، ابدى ملاحظته بمشاركة عدد قليل من الشابات والشباب موضحًا بأن "عددهم قليل جدًا. للأسف يوجد فقط ٣٨ مشارك من الشبيبة مقابل ٢٦٨ مشارك من آباء االكنيسة  في السينودس. كان ينبغي أشارك عدد أكبر من الشبيبة".

وقال غبطته بأن كل منطقة لها مشاكلها الخاصة، والخبرات تختلف باختلاف القارات والأمم. وأكد بأن العمل الذي يقوم به المشاركون في السينودس "بنّاء". وأضاف في هذا السياق، قائلاً: "إني سأعود للعراق محملاً بالعديد من الأفكار والتطلعات لشبابنا. لنا رجاءٌ بأن تُبعَث في شبيبتنا روح جديدة. إن العديد منهم مروا بخبرات صعبة جدًا، حيث تمّ اضطهادهم وتهجيرهم، وعاشوا كنازحين. سأفتح لهم كل الأبواب. إن مواهبهم لهي ثمينة ولها دور حاسم".

وبيّن غبطة البطريرك بأن دور الأجيال الجديدة هو "رياديٌ وبطوليٌ في حياة الكنيسة". وذكر بأنه خلال السينودس انتقد قداسة البابا فرنسيس وآباء السينودس الآخرون النزعة الدينية  المتطرفة، والاساءات الناتجة عنها وفي مقدمتها النزعة السلطوية في الكنيسة. وقد شدد الكردينال ساكو على أهمية تعزز دور الشبيبة واستثمار "مواهبها وإمكانياتها، حيث تمتلك الكثير من الأفكار لخير الكنيسة. إن الشابات والشباب هم أعضاء في جسد المسيح أيضاً، وهم لا يرضون بالاكتفاء بالنزعة التقوية، وإنما يطمحون بالمشاركة الفعلية".

ويأتي "تعزيز دور المرأة" ضمن الأولويات التي وضعها البطريرك الكلداني، حيث أكد على ضرورة الاستفادة من "مواهبها" في الكنيسة وتثمين دورها الأساسي ليصبح "نموذجًا ورسالةً للمسلمين أيضًا"، بحيث يكون للعالم الوردي مكانته حتى بين المؤمنين المسلمين. وقد أعطى غبطة البطريرك بهذا الخصوص مثالاً، قائلاً: "إني قد بدأت بالفعل في هذا الاتجاه حيث قمت بتعيين سيدة لإدارة الشؤون المالية للبطريركية، وفتاة بما يخص شؤون التعليم المسيحي. فمن المهم للغاية اعطائهنّ مسؤوليات أكثر فأكثر بما يخص الشؤون الكنيسة".

وفي نهاية المقابلة عبر غبطة البطريرك ساكو عن نيته وأمنيته الكبيرة، قائلاً "نود إنشاء مركز للشبيبة في بغداد، بحيث يكون أيضًا مركزًا للرياضة والثقافة ويتضمن مكتبة مفتوحة وخدمة الإنترنت. ويكون بمثابة بيت للشبيبة ومكان للاستماع والتعليم والمرافقة. وأن يقوم بإدارته كاهن أو مجموعة من الشبيبة المهيئة مسبقًا لمثل هذه المهمة". واختتم الكردينال المقابلة بهذه الكلمات: "أعتقد أنه من الضروري جدًا إشراك المؤمنين العلمانيين بشكل أكبر في شؤون الأبرشيات، ولاسيما في الشأن الإداري. وهذا الأمر بطبيعة الحال سيوفر للمطران المزيد من الوقت للاهتمام بالتنشئة والمرافقة والطقوس. فالحياة الكنيسة تتطلب مشاركة الجميع".
والان هل يتحقق اقتراح البطريرك اما تسير الاختلافات في العراق الي مزيد من الهجرة؟

شارك