"غنائم حرب "....المسيحيين في إدلب تحت قبضة "جبهة النصرة”
الإثنين 26/نوفمبر/2018 - 03:04 م
طباعة
روبير الفارس
المسيحيين في سوريا والذين لم ينزحوا او يهربون من الحرب الدائرة يعيشون معاناة متعددة الجوانب تحت ظل وسيف التنظيمات الارهابية المتعددة وفي ادلب قام “هيئة تحرير الشام” (جبهة النصرة) الاستيلاء على أملاك المسيحيين في محافظة إدلب، حيث قامت بتوجيه إنذارات إلى شاغلي العقارات التي ملكها مسيحيون لتسليمها خلال مدة ثلاثة أيام.
وكانت “حكومة الانقاذ” التي أنشأتها “جبهة النصرة” في إدلب قد أنشأت مكتباً خاصاً لمصادرة هذه الأملاك تحت مسمى “مكتب غنائم الحرب”، وأعلنت في وقت سابق عن بدء عملية الاستيلاء على أملاك المسيحيين.
وغادر معظم مسيحيي إدلب المحافظة بعد سقوطها بيد التنظيمات المتشددة، بعد تعرض عدد من رجال الدين المسيحيين لاعتداءات وعمليات تعذيب والاغتيال.
ولاتوجد إحصاءات دقيقة عن عدد المسيحيين في محافظة إدلب، إلا أن بعض المصادر المسيحية تقدّر عدد المسيحيين بأكثر من 12 ألف نسمة موزعين بين مدينة إدلب ومدينة جر الشغور وقرى محيطة بجسر الشغور.
وبعد نزوح مسيحيي محافظة إدلب، استولى مسلحون على بعض الأملاك، في حين قام بعض المسيحيين بتوكيل جيران لهم بأملاكهم خوفاً من مصادرتها.
ولم تعترف “جبهة النصرة” بالتوكيلات حيث قامت بتوجيه انذارات لشاغلي العقارات ( أراضي،منازل، محلات، مستودعات، سيارات، آلات)، للبدء بعملية الاستيلاء عليها بشكل كامل.
وقام مكتب “غنائم الحرب” بعملية احصاء لأملاك المسيحيين في إدلب، كما قام بوضع عبارات “غنيمة حرب” ، و”أمر إخلاء” على تلك الأملاك في وقت سابق.
وتمنع “جبهة النصرة” المسيحيين الذين فضّلوا البقاء في إدلب من قرع الأجراس او الاعلان عن الصلوات حيث تتم تأدية الصلوات بشكل سري، أو دون إعلان.
جبهة النصرة أو جبهة فتح الشام والتي أصبحت فيما بعد هيئة تحرير الشام، كانت منظمة تنتمي للفكر الجهادي تصنف من قبل الولايات المتحدة کمنظمة إرهابيةوتم تشكيلها أواخر سنة 2011 خلال الحرب الأهلية السورية وسرعان ما نمت قدراتها لتصبح في غضون أشهر من أبرز قوى الارهاب المسلحة للدولة السورية لخبرة رجالها وتمرسهم على القتال. تبنت المنظمة عدة هجمات انتحارية في حلب ودمشق. وقد كانت ذراع لتنظيم القاعدة في سوريا، وقد ربطتها تقارير استخبارية أمريكية بتنظيم القاعدة في العراق. دعت الجبهة في بيانها الأول الذي أصدرته في 24 يناير 2012 السوريين للجهاد وحمل السلاح في وجه النظام السوري.وتلقي الجبهة دعم وتمويل من تركيا حيث يعدها اردوغان من التنظيمات المعارضة للنظام السوري متجاهلا اعمالها الارهابية الموثقة والتى لم تنكرها الجبهة نفسها
ويذكر ان الجبهة دمرت كنيسة رقاد السيدة العذراء في ادلب وهي كنيسة أرثوذكسية شرقية تتبع أبرشية حلب والإسكندرونة وتوابعها في مايوعام 2015 وبعد هجرة معظم أبناء المدينة المسيحيين ، تعرضت الكنيسة لإنتهاكات عديدة طالت أيقوناتها وأثاثها ...