إعلان الجيش السوري دخول "منبج".. خيبة أمل جديدة تلحق بـ"أردوغان"
الجمعة 28/ديسمبر/2018 - 04:31 م
طباعة
أميرة الشريف
أعلنت قوات النظام السوري اليوم الجمعة 28 ديسمبر 2018، دخول وحداتها إلى منطقة منبج الواقعة تحت سيطرة "قوات سوريا الديمقراطية" في شمال البلاد، بعد وقت قصير من توجيه الوحدات الكردية دعوة إلى النظام للانتشار في المنطقة.
وفي أغسطس من عام 2016، أعلنت "قوات سوريا الديمقراطية"، "قسد"، سيطرتها رسميًا على مدينة "منبج" وريفها في ريف حلب الشرقي، بعد معاركٍ عنيفة، مع تنظيم داعش والذي انسحب آخر مقاتليه إلى مدينة "جرابلس"، شمالي "منبج"، وهي من المناطق التي يسيطر عليها التنظيم.
وكانت وحدات حماية الشعب الكردية السورية، قد أصدرت بياناً صباح اليوم طلبت فيه من حكومة النظام السيطرة على بلدة منبج لحمايتها من تهديد الهجمات التركية.
وقالت الوحدات، التي تعتبرها تركيا إرهابية وتعهدت بسحقها، إن مقاتليها كانوا قد انسحبوا من منبج لقتال متشددي تنظيم داعش في شرق سوريا.
وقال مقاتلون سوريون مدعومون من تركيا إنهم بدأوا مع قوات تركية الزحف صوب جبهة منبج لإظهار "الاستعداد الكامل لبدء عمليات عسكرية.
وتمركزت قوات النظام السوري والجنود الروس من جهة، والفصائل السورية المسلحة المدعومة والموالية لتركيا من جهة أخرى، في محيط منبج.
وكان قائد مجلس منبج العسكري، أكد في تصريحات صحافية، الخميس، أن قوات النظام السوري عززت تواجدها في ناحية "العريمة" التابعة لمنبج بعد التهديدات التركية بدخول المدينة، كما عاد إليها الجنود الروس.
وأوضح قائلاً: "بعد التهديدات بشنِّ هجوم من قبل (قوات درع الفرات) والجيش التركي على مدينة منبج، أصبح هناك حرس للحدود في بلدة (العريمة)، وعلى هذا الأساس تتواجد قوات النظام هناك".
من جانبه، رحّب الكرملين بدخول قوات النظام إلى منبج، واعتبره أمرا "إيجابيا"، مؤكدا أن ذلك يساهم في إرساء الاستقرار.
من جانبه، شكك الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في رواية الجيش السوري الخاصة بدخوله إلى مدينة منبج في شمال البلاد، قائلا إن "قوات الأسد تدير حربا نفسية"، متوعدا بتلقين المسلحين الأكراد "درسا".
وقال الرئيس التركي إن "قوات الأسد تدير حربا نفسية في منبج ولا يوجد شيء مؤكد بعد، وفقا لما قاله مسؤولون روس، مضيفا أن تركيا تأخذ الأمر على محمل الجد، والمسألة لا تتعلق بمنبج وحدها، في إشارة إلى مناطق شرق الفرات التي تعتزم أنقرة تنفيذ عملية عسكرية واسعة فيها ضد الجماعات الكردية التي تصفها بالإرهابية.
وأكد أردوغان أن بلاده "تسعى لأن تلقن المسلحين الأكراد درسا في سوريا"، قائلا إنه"عندما تغادر المنظمات الإرهابية المنطقة لن يبقى شيء لنفعله هناك".
وذكر الرئيس التركي أنه سيرسل وفدا إلى موسكو السبت للتباحث بشأن هذه التطورات.
وقالت وزارة الدفاع التركية إنّ وحدات حماية الشعب الكردية التي تسيطر على المنطقة بقوّة السلاح ليس لها الحق أو السلطة بأن تتكلّم باسم السكّان المحليّين أو أن توجّه دعوة لأيّ طرف كان، محذّرة كلّ الأطراف من مغبّة القيام بأي عمل استفزازي.
وكانت المعارك التي تخوضها "قسد" في ريف حلب الشرقي، والذي تقوده "وحدات حماية الشعب"، ذراع حزب "الاتحاد الديمقراطي" الكردي، هو مسعى لها، لربط ما يسيطر عليه المقاتلون مع مناطق "عين العرب" أو (كوباني)، ومنها إلى أقسى الشمال مدينة "الحسكة"، حيث تعتزم إنشاء إقليم كردي فيها.
ويطمح حزب "الاتحاد الديمقراطي"، الجناح السوري لحزب "العمال الكردستاني" التركي، لإنشاء إقليم كردي، على شبه قرينه العراقي، وهي مطامح لم تخفِها يومًا، والتي أطلقت عليها مسمى "الإدارة الذاتية لروج آفا"، والتعريب "غرب كردستان"، وللحزب مطامح بأن تصل تلك الإدارة الذاتية إلى عدد من مدن وقرى ريف إدلب، إضافة لحلب وريفها.
ويعتبر دخول قوات النظام لمدينة منبج السورية، خيبة أمل جديدة تلحق بأردوغان بعدما طمح في السيطرة علي المزيد من المدن السورية التي تقع تحت حماية الجيش السوري.