"حراس الدين".. الوجه الخفي لـ داعش سوريا والعراق

السبت 05/يناير/2019 - 03:19 م
طباعة حراس الدين.. الوجه أميرة الشريف
 
بعد مرور نحو عام علي ظهور تنظيم "حراس الدين"، أكدت لجنة الأمن والدفاع النيابية في مجلس النواب العراقي، عزمها عقد اجتماع مع قادة أمنيين وعسكريين؛ لبحث قضية ظهور التنظيم الغامض.
وكشفت تقارير دولية عن ظهور تنظيم جديد في العراق تحت مسمي "حراس الدين"، أشارت إلى أن هدفه ضرب أمن المحافظات المحررة تحت عنوان الإقليم السني.

نشأته

نشأته

ظهر تنظيم حراس الدين في فبراير من عام 2018 شمال غربي سوريا، ويعتبر هو الوجهة الجديدة المحسوبة علي تنظيم القاعدة، والتي يقوم باستقطاب المحاربين القدامى من تنظيم القاعدة في العراق وأفغانستان إضافة إلى داعش، وبالرغم من قلة عدد عناصره فإنه بات يشكل خطرا على استقرار الأوضاع الأمنية في سوريا والعراق.
وأعلن عن تأسيس حراس الدين بشكل رسمي، مع إصدار بيانه الأول، في فبراير الماضي، وحمل عنوان أنقذوا فسطاط المسلمين، ودعا فيه - على حد زعمه - إلى نصرة غوطة دمشق الشرقية، وتوعد بـشن عمليات عسكرية ضد قوات النظام السوري.


انتمائه للقاعدة

انتمائه للقاعدة

تنظيم حراس الدين" جماعة مسلحة مرتبطة بتنظيم القاعدة وتقاتل في الحرب الأهلية السورية، وفي عام 2016 أعلنت جبهة النصرة التابعة لتنظيم القاعدة في سوريا تغيير اسمها إلى جبهة فتح الشام، ثم إلى هيئة تحرير الشام، معلنةً خروجها من عباءة التنظيم، وهي الخطوة التي أثارت حفيظة المتشددين في الجبهة، ومعظمهم من المقاتلين الأجانب، وخلال أشهر قليلة، أنشأ هؤلاء تنظيما خاصا بهم سموه تنظيم حراس الدين.
حافظ التنظيم على ولائه لزعيم القاعدة أيمن الظواهري وجذب إليه عدداً من مقاتلي داعش الذين قاتلوا في كل من أفغانستان والعراق تحت راية تنظيم القاعدة.
تولى زعامة التنظيم السوري، سمير حجازي، المعروف بأبي همام الشامي وإلى جانبه كل من إياد الطوباسي المعروف بأبي جليبيب طوباس، وسامي العريدي، وخالد العاروري المعروف بأبي القسّام.
ولا يزيد عدد عناصر تنظيم حراس الدين عن 2000 مقاتل، وهو يستخدم استراتيجية تكتيك حرب العصابات.
وقد وجهت إليه أصابع الاتهام بعد سلسلة من الاغتيالات الغامضة طالت كوادر في هيئة تحرير الشام والحزب الإسلامي التركستاني.
ويتخذ التنظيم من محافظة إدلب معقلاً وقاعدة لنشاطاته، كما يعتبر من أبرز الفصائل المسلحة الرافضة للاتفاق التركي الروسي بشأن إدلب.
وقد غادر أبو جليبيب طوباس وأبو خديجة الأردني، أعضاء مجلس شورى حراس الدين، جبهة فتح الشام في عام 2016 بسبب ما تردد عن فك ارتباطها عن القاعدة.
واعتقل طوباس والشامي وسامي العريدي من قبل تحرير الشام في نوفمبر 2017
وبدأ تنظيم حراس الدين في الفترة الراهنة بتحركات واسعة لاستقطاب عناصر سابقة بتنظيم القاعدة، وحظيت بدعم جهات سياسية عراقية مؤثرة؛ من أجل إعادة العنف للمناطق السُنية، مبينة أن هدفها المعلن هو إقامة إقليم سني يتحكم بموارده بعيدًا عن الإدارة المركزية.
وبدأ كذلك يستغل الصراع السياسي السني – السني القائم حاليًا لبسط نفوذه، وتنفيذ عمليات نوعية.
وتدعم بعض الجهات السياسية في محافظات صلاح الدين ونينوى وكركوك تدعم هذه الجماعة بصورة سرية، حيث تعقد اجتماعات شبه شهرية معهم؛ لتزويدهم بمعلومات تخص الجانب الأمني والاقتصادي والسياسي، وفق قناة العربية.


أبرز الحركات الموالية للتنظيم

أبرز الحركات الموالية
ضمّ حراس الدين عددًا من العناصر المشنقة عن الفصائل المقاتلة في سوريا، ابرزها أنصار تنظيم القاعدة في سوريا، تألف من فصائل انشق معظمها عن "هيئة تحرير الشام" بعد الخلاف بينها وبين تنظيم "القاعدة" عقب فك الارتباط، بالإضافة إلى تشكيلات عسكرية عدة أبرزها ""جند الملاحم، وجيش الساحل، وجيش البادية، وسرايا الساحل، وسرية كابل، وجند الشريعة، وكتيبة البتراء، وسريا غرباء والغوطة ودوما، وكتيبة أبوعبيدة بن الجراح، وكتيبة أبوبكر الصديق، وسرية عبدالرحمن بن عوف".
وفق تقارير دولية، يخشي خبراء ومختصون في الجماعات الأصولية أن يكون هذا التنظيم الجديد وريثاً لتنظيم القاعدة، بعد أن جذب إلى صفوفه في العراق العناصر الأجنبية من بقايا جبهة النصرة وتحرير الشام من سوريا، المحسوبتين على القاعدة.
وقد زعم التنظيم الجديد، عبر حسابه على تليغرام، أنه تنظيم إسلامي من رحم الثورة السورية، يسعى للعدل بين المسلمين، ورغم عدم الإشارة إلى ارتباطه بتنظيم القاعدة الإرهابي، فإن حراس الدين مكون قاعدي دون شك، بحسب مراقبين، خصوصاً عقب قيام مؤسسة السحاب، التابعة لـالقاعدة، بإصدار بيان أعلنت فيه ظهور كيان جديد لـالقاعدة في سوريا، يدعى حراس الدين.
وعقب الإعلان عن تأسيس حراس الدين، سارعت تشكيلات ومجموعات وخلايا قاعدية في سوريا عموماً، وفي محافظتي إدلب واللاذقية خصوصاً، لإصدار بيانات تعلن فيها انضمامها وبيعتها للمكون الجديد، وهي مكونات انشق معظمها عن هيئة تحرير الشام.
وأعد عدد من الباحثين في دار الافتاء المصرية، دراسة، أكدوا فيها أن فرعاً جديداً لـلقاعدة في سوريا، يُطلق عليه حُراس الدين، يجمع المنشقين من جبهة فتح الشام، والمقاتلين الأجانب، وفلول تنظيم داعش الإرهابي، مؤكدة أن حراس الدين يجمع بين استراتيجية القاعدة التقليدية في قتال العدو البعيد، وقتال العدو القريب في آن واحد. 
ولفتت الدراسة إلى أن التنظيم يستخدم استراتيجية تكتيك حرب العصابات التي تتناسب مع الأعداد القليلة لعناصره، والتي لا تتجاوز الألف عنصر.
وقال الباحثون في الافتاء إن قوام التنظيم الجديد يضم مقاتلين من تنظيم داعش، وعدداً من العناصر الإرهابية القديمة التي شاركت في القتال في العراق وأفغانستان... وتتمتع هذه العناصر بمهارات كبيرة في الحرب، وعلى الأرجح في جمع المعلومات الاستخبارية، وقد ساهمت تجارب التنظيم في أفغانستان في تعزيز روابطه مع قيادة (القاعدة) المركزية، فضلاً عن شبكة من الولاءات والعلاقات الشخصية ضمن أقسام أخرى من التنظيم.

موقف داعش من حراس الدين

 موقف داعش من حراس
هاجم تنظيم داعش الإرهابي، حركة حراس الدين في سوريا الذي تشكل من عناصر منشقة عن هيئة تحرير الشام، وعناصر القاعدة في سوريا، محذرًا من موالاتهم أو الدخول في صفوفهم، وأن يتبرؤوا منهم، واصفًا إياه بـ"حراس الشرك" لدعواهم قتال تنظيم داعش.
وقال التنظيم الإرهابي، عبر مجلة النبأ الإسبوعية في عددها 129، بعنوان "حتى تؤمنوا بالله وحده"، أن هناك مجموعة انشقت عن جبهة الجولاني وفصيله هيئة تحرير الشام، بعد أن شاركوه في العديد من الأمور التي كانت تفعلها "الهيئة" خلال السنوات الماضية، فشكلوا فصيلًا جديدًا وأطلقوا عليه حراس الدين، موضحًا أنهم تركوا الجولاني وهيئة تحرير الشام، وأظهروا انتمائهم لحركة طالبان.
وأوضح التنظيم الإرهابي، أن هناك أسماء كثيرة من التنظيمات والفصائل ظهرت على الساحة السورية خلال تلك السنوات، بالإضافة إلى ظهور الانشقاقات والاندماجات والتحالفات والجبهات التي تشكلت، مؤكدًا ان التغيير جرى على الصور والمسيميات ولم تخضع له الحقائق والمقتضيات.
وتابع التنظيم الإرهابي هجومه قائلًا: "إن قادة هذا التنظيم الجديد وجنوده قاتلوا الموحدين إلى جانب من يحكمون هم بكفرهم، وفتنوا المسلمين في سجونهم، وقتلوا تعذيبًا وصبرًا أو غيلة ومكرًا، كما فعلوا في مناطق حوران وحماة والقلمون وريف حلب الشمالي، فيما هم الآن يمتنعون عن دفع صيال الجيش الحر على الجولاني وجنوده حرصًا منهم على دماء من يسمونهم مسلمين" حسب قوله.
ونوه التنظيم الإرهابي أنه في حالتهم لا بد أن يقترن بخروجهم من طائفة "هيئة تحرير الشام" المرتدة إعلانهم بالبراءة منها، وامن افرادها المرتدين، ومن كل كفر تلبست به، ويمتنعوا عن الدخول في أي من طوائف الردة الأخرى كأمثال "حركة طالبان الوطنية"، ثم إعلان عن تجديد إسلامهم من بعد كفر كانوا عليه، وهذا غير متحقق فيهم، فهم باقون على ما هم عليه وحكمهم حكم المرتدين.

غموض في التنظيم

غموض في التنظيم
يري مراقبون أن حراس الدين كشف عن عمق الخلافات داخل القاعدة في سوريا، حيث كانت البداية إعلان أبو محمد الجولاني، أمير جبهة النصرة، في يوليو عام 2016، فك ارتباط جبهة النصرة بتنظيم القاعدة، وتغيير اسمها لـجبهة فتح الشام، مضيفين أن فك الارتباط أدى إلى وقوع انشقاقات داخلية كبيرة لدى الجبهة، وعزوف كثير من عناصرها وقادتها العسكرية والشرعية عن العمل، وبعضهم انتقل لمناطق سيطرة داعش، والبعض الآخر فضل البقاء في مناطق سيطرة الجبهة مع بعض الفصائل الأخرى.
وفي بغداد، أعلنت لجنة الأمن والدفاع في البرلمان العراقي عزمها التحري في ظهور ما بات يسمى تنظيم حراس الدين، غير أن مسؤولين وخبراء أمن مختصين عدوه مجرد زوبعة إعلامية لا ثقل لها في العراق.
وقال عضو اللجنة عباس صروط، في تصريح صحافي إن لجنة الأمن والدفاع لم تسمع بهذا التنظيم (حراس الدين) إلا من خلال بعض وسائل الإعلام، ولم تصل إلينا أي تقارير أمنية أو استحبارتية تؤكد أو تكشف وجود هذا التنظيم على أرض الواقع.
وتقول مصادر أمنية إن هذا التنظيم انضم مؤخراً إلى حركة الجيش النقشبندي، الذي يتمركز في شمال محافظة صلاح الدين، وله نشاط في أقضية طوزخورماتو والشرقاط، ومناطق أخرى تابعة لمحافظة صلاح الدين ونينوى وكركوك وديالى.
وفي سياق متصل، يري عضوا في البرلمان العراقي أن تنظيم حراس الدين هو "أداة أمريكية لتقسيم العراق بمخطط جديد بعد فشل داعش".
ويعد تنظيم حراس الدين هو حليف جديد لتنظيم داعش الإرهابي وبالأخص بعدما لحق بالأخير هزائم كثيرة لم يستطيع التصدي لها، ويعتبر كذلك حراس الدين هو التمدد السري والوجه الخفي لتنظيم داعش في سوريا والعراق.

شارك