مواقع ومنصات التواصل الاجتماعي تمثل جامعةً إلكترونية لإعداد وتجنيد الذئاب المنفردة للتنظيمات الإرهابية من «بقايا الإخوان»
الإثنين 14/يناير/2019 - 02:33 م
طباعة
حسام الحداد
أكدت وحدة التحليل بمرصد الإفتاء أن شبكات ومواقع ومنصات التواصل الاجتماعي تمثل جامعةً إلكترونية لإعداد وتجنيد الذئاب المنفردة وأداة خصبة لنشر أفكارهم المتطرفة، حيث تقوم تلك التيارات بتصنيف مواقع التواصل الاجتماعي وفق استخدامه المناسب.
جاء ذلك في أحدث دراسة لوحدة التحليل بمرصد الفتاوى التكفيرية والآراء المتشددة التابع لدار الإفتاء حول استراتيجيات وأيديولوجيات الجماعات الإرهابية في تجنيد الشباب عبر الإنترنت.
وقالت دار الإفتاء إن التنظيمات المتطرفة توسعت في استخدام شبكات الإنترنت باعتبارها ملاذًا آمنًا لبث أفكارها المتطرفة وتوسيع دائرة انتشارهم بعد فشلهم في تجنيد واستقطاب أعداد جديدة بعد انهيارها وسقوط معاقلهم.
وضربت وحدة التحليل مثلًا بموقع "فيس بوك" ذاكرةً أن التيارات المنحرفة فكريًّا ترى أن الفيس بوك يساعد فى تجنيد الذئاب المنفردة بسهولة عبر استدراج الشباب وتجنيدهم بطريقة غير مباشرة.
أما موقع "تويتر"، فتقول الدراسة إن الجماعات المتشددة تستخدمه لنشر الأخبار الترويجية لأفكارها ورصد ردود الأفعال الرسمية والعادية من الدول والأفراد فى مختلف القضايا التى تشغلها خلال الفترات المستقبلية.
وبالنسبة لموقع "تليجرام"، بحسب الدراسة، فإن التيارات المتشددة تبدى اهتمامها به لمساهمته فى نشر أدبياتهم وكتاباتهم وأفكارهم وكلماتهم الصوتية لأمراء الجهاد، ونشر روابط تقاريرهم المصورة والمرئية لترويج نجاحهم المزيف فى ساحات القتال على قنوات مواقع اليوتيوب الذى يعد هو الآخر من أوائل المنصات التى استخدمتها التنظيمات الإرهابية لتمرير خطابها الدعائى، حيث تستغل الجماعات الإرهابية الموقع لتمكين مشاركيها من تحميل الفيديوهات قبل الحذف، حيث إن نظام المراقبة الخاص بالموقع يتم بعد رفع الفيديوهات عليه.
وأوضح المرصد أن التنظيمات الإرهابية تستهدف بتلك الممارسات عبر التواصل الاجتماعى بقايا جماعة الإخوان الإرهابية المتشرذمة باستغلال الأفكار التى أسس لها منظرو جماعة الإخوان الإرهابية، كالخلافة، والدولة الإسلامية، والحاكمية، وجاهلية المجتمعات، من أجل إقناع الأفراد بالانضمام إليهم، بهدف تحقيق ما فشلت فيه الجماعات التى أطلقت على أنفسها جماعات "الإسلام السياسى"، وهى الأفكار التى تستثير حماسة البعض وتؤثر على الشباب الصغير الذى تجذبه حماسية شعارات براقة ظاهرها نصرة الإسلام والمسلمين، ولكن فى باطنها التدمير والخراب لكل ما هو إنسانى، وكل الأديان منها براء.
ومن ضمن الجمهور المستهدف أيضًا طالبو الثأر وتحقيق العدالة، والباحثون والباحثات عن الاهتمام والإثارة، ومن يشعرون بالعزلة أو النفور من المجتمع، والشباب غير المتدين بالدرجة الأولى، بالرغم ما فيهم من معاص لكنهم أقرب إلى الفطرة فهم بذلك تربة خصبة يسهل اختراقها وتشكيلها وتوجيهها.
وقد أشارت وحدة التحليل بالمرصد إلى أن تنظيم داعش استحدث طرقًا أكثر تطورًا فى التجنيد والتوجيه والإعلام كبديل عن إغلاق قنواته وحساباته على مواقع التواصل الاجتماعى كفيس بوك وتويتر وتليجرام، وذلك باستخدام تطبيقات برامج اللايف شات التى تتميز بخصائص متعددة كالتراسل الفورى والقدرة على الانتشار كالقنوات، وتدعم إرسال الملفات والبث الصوتى والمرئى بصورة أكثر أمانًا، وتستخدم لدعم هذه التطبيقات خاصية تشفير الرسائل والقنوات.
كما أكدت وحدة المرصد أنه خلال الفترة الأخيرة قد ازداد نشاط المؤسسات المناصرة لتنظيم داعش بتزويد الذئاب المنفردة التابعة للتنظيم بكمٍّ هائل من الكتيبات والإرشادات التى تشرح كيفية صناعة العبوات الناسفة والمتفجرات وكيفية صناعة الأسلحة والسموم والأحزمة الناسفة لاستخدامها فى العمليات الإرهابية، مما يشكل خطورة كبيرة على أمن واستقرار المنطقة.
وقد أكد المرصد دأبه على رصد وتفكيك الخطاب الإعلامى المقدم من قِبل هذه التنظيمات الإرهابية عبر منصات التواصل الاجتماعى، وفهم الشريحة المستهدفة، ثم العمل على صياغة خطاب مناهض يمتلك نفس المقومات ويستهدف نفس الشريحة وبنفس الأدوات، لدحض المزاعم وتفنيد الأفكار المتطرفة التى تؤثر سلبًا على فكر شباب الوطن.