الجيب الأخير.. داعش يدافع عن وجوده بسوريا بالدروع البشرية
الإثنين 11/فبراير/2019 - 02:50 م
طباعة
روبير الفارس
في الوقت الذى اكد فيه الرئيس الامريكي ترامب عن اقترب نهاية تنظيم داعش في سوريا فإن تنظيم الاخطر يصارع بكل قوة وتوحش دافعا عن الجيب الاخير له بشرق الفرات والمتمثل في 3 كيلومترات .حيث نفذ هجوماً معاكساً استهدف فيه قوات سوريا الديمقراطية وقوات التحالف الدولي، في الوقت الذي كان يعمل فيه الطرفان الأخيران على تحقيق تقدم في ما تبقى من المنطقة التي يسيطر عليها التنظيم، عند الضفاف الشرقية لنهر الفرات، حيث جرى الهجوم بواسطة عربات مفخخة وانتحاريين بأحزمة ناسفة، وجرت اشتباكات عنيفة لا تزال مستمرة بين قوات قسد والتحالف من جهة، وعناصر التنظيم من جهة أخرى، عند أطراف آخر 3 كلم متبقية للتنظيم، فيما تزامنت عمليات القصف البري المدفعي والصاروخي، والقصف من طائرات التحالف على مناطق تواجد التنظيم، فيما تتصاعد المخاوف على حياة من تبقى من مدنيين في جيب التنظيم، والذين يتخذهم الأخير دروعاً بشرية لحمايته من قصف التحالف.
المرصد السوري وثق سقوط خسائر بشرية من الطرفين نتيجة الاشتباكات العنيفة المستمرة منذ ساعات، في محاولة من التنظيم لإثبات قدرته على تنفيذ هجمات معاكسة، ولوقف تقدم قسد والتحالف، تزامناً مع سعي الأخيرين لإنهاء وجود التنظيم بشكل كامل من شرق الفرات، حيث وثق المرصد السوري مقتل 13 على الأقل من عناصر التنظيم بينهم 5 انتحاريين من ضمنهم 3 فجروا أنفسهم بسيارات مفخخة، والتي استهدفت إحداها قوات الحشد الشعبي من الجانب العراقي، بينما قضى 6 على الأقل من عناصر قوات سوريا الديمقراطية في الاشتباكات ذاتها وتفجير المفخخات، ولا تزال أعداد من قضوا مرشحة للارتفاع لوجود جرحى بحالات خطرة من الطرفين، وبذلك يرتفع إلى 1292 عدد مقاتلي وقادة تنظيم “داعش”، ممن قتلوا في القصف والاشتباكات والتفجيرات والغارات، في حين وثق المرصد السوري 684 عدد عناصر قوات سوريا الديمقراطية الذين قضوا منذ الـ 10 من سبتمبر الفائت، بينما كان وثق المرصد السوري 401 مدني بينهم 144 طفلاً و86 مواطنة، من ضمنهم 233 مواطناً سورياً بينهم 99 طفلاً و57 مواطنة من الجنسية السورية، عدد المدنيين الذين قضوا في القصف على جيب تنظيم “داعش” منذ الـ 10 من سبتمبر الماضي فيما تسببت المعارك المتواصلة في سقوط مزيد من الخسائر البشرية في صفوف الطرفين، كذلك كان رصد المرصد السوري إعدام تنظيم “داعش” لأكثر من 713 معتقل لديه، ممن كانوا اعتقلوا بتهم مختلفة من ضمنهم أمنيين وعناصر في التنظيم حاولوا الانشقاق عنه والفرار من مناطق سيطرته، وجرت عمليات الإعدام داخل مقرات للتنظيم وفي معتقلات وضمن مناطق سيطرته التي انحسرت اليوم إلى بلدات الشعفة والسوسة والباغوز وقرى أبو الحسن والبوبدران والمراشدة والشجلة والكشمة والسافية وضاحية البوخاطر في شرق هجين، والممتدة على ضفاف الفرات الشرقية، مع الجيب الأخير له في باديتي حمص ودير الزور
المرصد السوري نشر ليل أمس أنه تتزامن عملية الضغط هذه مع محاولة تحقيق مزيد من التقدم من قبل القوات البرية المهاجمة، لتضييق الخناق بشكل أكبر على التنظيم وتقليص المنطقة المتبقية له بشكل أكبر، عقب تمكنها اليوم الـ 10 من فبراير الجاري من تقليص سيطرة التنظيم لأقل من 3 كلم مربع عبر التقدم في المساحات الزراعية المحيطة بالجيب، كما نشر أن نحو 600 شخص تمكنوا من الوصول لمناطق سيطرة قسد في الريف الشرقي لدير الزور، وأكدت المصادر الموثوقة للمرصد السوري أن نحو 20 من عناصر التنظيم خرجوا من ضمنهم، من ضمنهم 6 عناصر من الجنسية التركية وسيدتان من الجنسية الفرنسية و3 من الجنسية الأوكرانية، ليرتفع إلى 37700 عدد الخارجين الذين وثقهم المرصد السوري منذ الأول من ديسمبر الفائت وحتى الـ 10 من فبراير الجاري، من جنسيات مختلفة سورية وعراقية وروسية وصومالية وفلبينية وغيرها من الجنسيات الآسيوية منذ مطلع شهر ديسمبر من العام 2018، من بينهم أكثر من 35651 خرجوا من جيب التنظيم منذ قرار الرئيس الأمريكي ترامب بالانسحاب من سوريا في الـ 19 من ديسمبر من العام 2018، من ضمنهم نحو 3420 عنصر من تنظيم “داعش ”، القسم الغالب منهم من الجنسية العراقية، ممن جرى اعتقالهم من ضمن النازحين، بعد تعرف السكان عليهم وإبلاغ القوات الأمنية بتسللهم، والقسم الآخر سلم نفسه بعد تمكنه من الخروج من الجيب الأخير للتنظيم.
المرصد السوري نشر في الأيام الأخيرة، أن التنظيم لا يزال يتخذ من المدنيين دروعاً بشرية، مع تصاعد المخاوف على حياة المدنيين المتبقين ضمن هذا الجيب، من استهدافات للتحالف الدولي وطائراته التي تحلق بشكل متواصل في أجواء المنطقة، ونشر المرصد السوري خلال الساعات الفائتة أن قوات سوريا الديمقراطية تمكنت مع التحالف الدولي من التقدم في المساحة الخالية والمساحة الزراعية في الجيب المتبقي للتنظيم عند الضفاف الشرقية لنهر الفرات، مضيقة الخناق على التنظيم وعلى أنفاقه التي يستخدمها، حيث دفعته للانكفاء نحو المناطق السكنية المتبقية، في الوقت الذي لا يزال تنظيم “داعش ” يتخذ المدنيين دروعاً بشرياً لمنع التحالف الدولي من قصفه، على الرغم من التحليق المستمر من قبل طائرات التحالف الدولي في أجواء الجيب المتبقي للتنظيم، وأكدت المصادر الموثوقة أن التحالف وقوات سوريا الديمقراطية يعمدان من خلال هذا الهجوم للضغط على التنظيم مقابل تسليم قادته وعناصره المتبقين لأنفسهم، فيما تتصاعد المخاوف على حياة مئات العوائل المتبقية في الجيب، ونشر المرصد أنه لا يزال هناك عالقون من المدنيين لم يتمكنوا من الخروج من المنطقة، أو الوصول نحو مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية، حيث أنه لم تكد الساعات الـ 48 تنقضي على وعود تنظيم “داعش” الأخيرة لحاضنته المتبقية والمتواجدين ضمن آخر 4 كلم يسيطر عليها في شرق الفرات، حتى بدأت عملية إفشاله، وفي التفاصيل التي حصل عليها المرصد السوري فإن قوات سوريا الديمقراطية مدعمة بقوات برية وجوية من التحالف الدولي، بدأت عند مساء اليوم السبت هجومها مستهدفة ما تبقى للتنظيم عند الضفاف الشرقية لنهر الفرات، في الريف الشرقي لدير الزور، مقتحمة المناطق التي تبقت له، وترافقت عملية الهجوم هذه من قبل قسد والتحالف مع تحليق لطائرات التحالف الدولي في أجواء المنطقة وتقدم حذر نتيجة الألغام المزروعة من قبل التنظيم في محيط الجيب الخاضع لسيطرته، وأكدت المصادر الموثوقة للمرصد السوري أن التحالف الدولي يهدف من خلال هجومه هذا إلى إنهاء وجود التنظيم بشكل كامل في المنطقة، بعد المفاوضات التي جرت بين التحالف والتنظيم، بعد طلب عناصر وقادة الأخير المتبقين الاستسلام للتحالف بممر آمن نحو منطقة مجهولة، الأمر الذي دفع التنظيم لتقديم وعود للمتبقين معه بفتح ممر من الجيب المتبقي له.
وقد خرج 600 شخص من عناصر التنظيم الاجانب من الجيب المتبقي لتنظيم “داعش”، عند الضفاف الشرقية لنهر الفرات