جهاز أمن ميليشيا "الحشد الشعبي".. ذراع أمنية استخباراتية بدعم إيراني
الثلاثاء 12/فبراير/2019 - 01:59 م
طباعة
فاطمة عبدالغني
هل تتحول مليشيات الحشد الشعبي ذراع إيران في العراق إلى دولة داخل الدولة؟، احتمال غير مستبعد بعد المعلومات التي كشفت عنها مصادر عراقية مفادها أن مليشيا الحشد بدأت تشكيل جهاز استخبارات خاص بها بدعم إيراني وذلك لتقوية نفوذها داخل المؤسسة الأمنية العراقية وتقويض دور الدولة. تحرك يظهر سعي طهران لتوسيع نفوذها في بلاد الرافدين وتخوفها من الدور المتصاعد لجهاز مكافحة الإرهاب العراقي الجهاز الأمني الوحيد في العراق الذي لم يخترق طائفيًا ولم تتمكن إيران من تفكيكه طيلة السنوات الماضية.
نافذة جديدة تطل منها مليشيات الحشد الشعبي بدعم إيراني تمثلت ببروز ما يعرف بجهاز أمن مليشيا الحشد الذي يمارس منذ أسبوع دور الأجهزة الأمنية الخاصة، بحملة اعتقالات طالت قيادات بارزة في المليشيات وإغلاق لمقرات يقول جهاز الأمن التابع للحشد الشعبي أنها وهمية وتستغل اسم الحشد في صفقات مادية مشبوهة.
مراقبون عراقيون شككوا في الحملة برمتها، فالمعروف أن أبرز أمراء الحرب داخل الحشد هم قادتها وأن أيًا من عمليات الاعتقال ومحاربة الفساد المالي والإداري داخل مفاصلها لم ولن تطال أحدًا منهم.
للمزيد حول بعد إشارته بضلوع إيران في اغتيال "مشذوب".. مليشيا الحشد الشعبي تعتقل "الخفاجي"..اضغط هنا
من ناحية أخرى يضع الكثيرون علامات استفهام بشأن منح رئيس الوزراء عادل عبدالمهدي ميزانية إضافية تقدر بـ800 ألف دولار لتشكيل ما يعرف بجهاز أمن الحشد الشعبي.
وفي هذا الإطار أشارت مصادر رسمية عراقية وأخرى مقربة من ميليشيا الحشد الشعبي، أنه يجري حالياً بناء مقرات دائمة لمليشيات “الحشد الشعبي” في الأنبار وديالى ونينوى والتأميم وصلاح الدين وحزام بغداد، شمال وغرب وشرق ووسط العراق، ضمن خطة انتشار يجري العمل على أن تكون منجزة خلال العام 2019.
يشار إلى أنه لا يقع أي من تلك المقرات في المدن، بل في محيطها أو على مقربة منها، ويجري تمويل بناء وتأهيل تلك المقرات وتوسعتها بشكل كامل من خلال موازنة الحشد للعام الحالي، والبالغة نحو 800 مليون دولار، وهي أعلى من موازنة خمس محافظات مجتمعة، كالأنبار ونينوى وبابل والمثنى وصلاح الدين. وتُنفذ تلك المهمة من خلال شركات محلية وأخرى إيرانية تعمل في العراق في مجال الإنشاءات والتعمير، لتكون بمثابة معسكرات أو قواعد ثابتة تحوي أماكن مبيت وساحات تدريب ومستودعات أسلحة.
وعلى صعيد متصل يصف المحلل الأمني حسن العبيدي مديرية أمن الحشد بأنها الذراع الأمني الاستخباراتي للحرس الثوري الإيراني في العراق، إذ إن هذه المديرية لها تمويل خاص يختلف عن تمويل مقاتلي الحشد، إضافة إلى تمتع وحدات خاصة داخل المديرية بتدريب أمني عالي المستوى، فضلًا عن تزويد تلك الوحدات بأجهزة ووسائل تكنولوجية حديثه.
واختتم العبيدي حديثه بالقول: "لن يبقى الحال على ما هو عليه، الولايات المتحدة تعمل على قضم الحشد رويدًا رويدًا، وأن الرئيس الأمريكي دونالد ترمب لن يسمح لإيران بأن تؤسس جهاز أمني في العراق على غرار ما فعله حزب الله في لبنان، وأن الأشهر القادمة قد تشهد تغييرًا كبيرًا".