تجدد الاشتباكات بين حركة الشباب وقوات الأمن.. وكينيا ترفض سحب قواتها من الصومال
الخميس 14/فبراير/2019 - 01:23 م
طباعة
حسام الحداد
تقوم حركة الشباب الصومالية بين الحين والأخر بشن هجمات على قواعد الجيش الصومالي وقوات ولاية جنوب غرب الصومال في ضواحي بيدوا وتستولي في بعض الأحيان علي تلك القواعد لفترات وجيزة إلا أنها في النهاية تنسحب عنها لتعود إلى مواقعها.
وأمس الأربعاء13 فبراير 2019، دارت اشتباكات بين قوات الحكومة الصومالية وقوات ولاية جنوب غرب الصومال من جهة وبين مقاتلي حركة الشباب من جهة ثانية في إقليم باي بالولاية.
وجاءت الاشتباكات بعد شن المقاتلين هجوما على قاعدة عسكرية لقوات الحكومة والولاية في منطقة “مكوتو” في ضواحي مدينة بيدوا عاصمة ولاية جنوب غرب الصومال المؤقتة.
وأشار مسئولون عسكريون إلى أنهم صدوا الهجوم المباغت الذي شنه المقاتلون عليهم وردوهم على أعقابهم.
وفي نفس السياق أعلنت واشنطن، اليوم الأربعاء 14 فبراير 2019، مقتل 12 مسلحاً من "حركة الشباب" الصومالية، على أثر غارتين شنتهما المقاتلات الأمريكية استهدفتا مناطق مختلفة توجد فيها الحركة.
وأكدت القيادة العسكرية الأمريكية بأفريقيا، في بيان لها عبر صفحتها في موقع "تويتر"، مقتل 12 مسلحاً في غارات لقواتها قرب جانالي في منطقة شيبلي السفلى، يوم الاثنين الماضي.
وتشترك القوات الأمريكية مع قوات الاتحاد الأفريقي وقوات الأمن الوطني الصومالي في عمليات مشتركة لمكافحة الإرهاب في الصومال.
ونفّذ الجيش الأمريكي 39 غارة جوية، خلال العام الماضي، استهدفت مقاتلي حركة الشباب، التي تسيطر على أجزاء من المناطق الوسطى والجنوبية الريفية في الصومال، حسب إحصاءات أمريكية.
وتشنّ القيادة العسكرية الأمريكية في أفريقيا غارات في الصومال، ضمن شراكة مع قوات الاتحاد الأفريقي والقوات الصومالية لمكافحة الإرهاب.
كما نفذت قوات الأمن الصومالية، فجر اليوم الأربعاء 14 فبراير 2019، عمليات أمنية في منطقة "ورتانبدا "في العاصمة مقديشيو، تم خلالها إلقاء القبض على عشرات الأشخاص للاشتباه بصلتهم بالتفجيرات والاغتيالات المتزايدة في العاصمة.
وأفادت وسائل الاعلام الصومالية، بأن العملية الأمنية جاءت بسبب تزايد الهجمات التي تشنها حركة الشباب المتشددة المرتبطة بتنظيم القاعدة في مقديشيو.
وفي 10 فبراير، اغتال مسلحون مجهولون، ضابط شرطة في منطقة هدن بالعاصمة الصومالية مقديشيو، ولاذوا بالفرار.
وأفادت وسائل الاعلام الصومالية، حينها بأن مسلحين مجهولين يستقلون سيارة أطلقوا النار على ضابط الشرطة علي عنشور وهو يشتري بعض الأشياء في سوق بمنطقة هدن.
وأُسست حركة "الشباب المجاهدين" الصومالية عام 2004، وتتعدد أسماؤها ما بين "حركة الشباب الإسلامية"، و"حزب الشباب"، و"الشباب الجهادي"، و"الشباب الإسلامي"، وهي حركة مسلحة تتبع فكرياً لتنظيم القاعدة، وتُتهم من عدة أطراف بالإرهاب، وتقول إنها تسعى إلى تطبيق الشريعة الإسلامية في البلاد.
وتسعى حركة "الشباب"، للإطاحة بالحكومة المركزية الصومالية، وإقامة حكمها الخاص القائم على تفسير متشدد للشريعة الإسلامية.
وبعد طردها من مواقعها في مقديشيو في عملية مشتركة بين القوات الصومالية والإفريقية، عام 2011، فقدت "حركة الشباب" سيطرتها على معظم مدن وبلدات البلاد، إلا أنها لا تزال تحتفظ بتواجد عسكري قوي في الريف الصومالي، خاصة في جنوب، ووسط البلاد، وتتركز معظم هجمات الحركة في مناطق بولايات هيرشبيلي وجوبالاند في جنوب الصومال، كما تنفذ هجمات في كينيا، معظمها في منطقة تقع على الحدود مع الصومال للضغط على الحكومة الكينية، لسحب قوات حفظ السلام التابعة لها من الصومال.
وفي هذا السياق أكد نائب الرئيس الكيني وليام روتو في خطاب ألقاه مؤخرا في معهد "جاثام هاوس" في لندن رفض الحكومة الكينية سحب قواتها من الصومال.
وأشار روتو إلى أن الحكومة رفضت الاستجابة لدعوات المعارضة المطالبة بسحب القوات الكينية من الصومال بعد هجوم حركة الشباب على فندق “دوسيت 2” في نيروبي الشهر الماضي.
وأضاف أن قوات بلاده في الصومال تساهم في مكافحة الإرهابيين في ذلك البلد المجاور، وكشف عن رفض الرئيس الكيني أوهورو كينياتا طلبا من زعيم المعارضة ريلا أودينغا حول سحب القوات الكينية من الصومال، مؤكدا أن تلك القوات ستبقى جزءا من بعثة الاتحاد الإفريقي في الصومال.
وذكر أن سحب القوات الكينية من الصومال يعني انتقال الحرب بين بلاده وبين الإرهابيين داخل كينيا الأمر الذي لن تقبله الحكومة الكينية.