داعش في سوريا يلفظ أنفاسه الأخيرة ولم يعد أمامه سوى أن يبحث عن مكان أخر للاستمرار بنهجه وهو العراق، فعلى مدى الأشهر الستة الماضية تسلل أكثر من 1000 مسلح من التنظيم عبر المناطق الجبلية والصحراوية إلى العراق بحسب ما نقلت وكالة "أسوشيتد برس" عن مسئولين عراقيين وأمريكيين.

المسلحون يقومون بالعمل مع خلايا داعش النائمة في مناطق العراق الشمالية وينفذون عمليات إرهابية ويخطفون ويقتلون مما يهدد الأمن الهش أصلا في العراق ويزعزع الاستقرار.

وأشار المسئولون الذين رفضوا الكشف عن هوياتهم أن الدلائل واضحة على محاولات الداعشيين التوسع مجددًا في العراق فهناك عدة عمليات خطف واغتيالات وتفجير بعبوات ناسفة تمت ضد المدنيين في أربع محافظات عراقية خلال الأشهر الستة الماضية.

ويقدر العميد يحيى رسول المتحدث باسم الجيش العراقي عدد عناصر داعش في العراق بين 5000 إلى 7000 مسلح بدرجات تنظيمية مختلفة.

قيادة العمليات المشتركة العراقية قالت إنها تعمل على مواجهة كل التداعيات المحتملة لمنع تسلل عناصر داعش ونشر الجيش العراقي أكثر من 20 ألف جندي على الحدود لحمايتها، غير أن مسلحي داعش يتسللون عبر الانفاق ليلاً أو متنكرين بزي الرعاة.

وتقول تقارير استخباراتية أن عناصر داعش المتسللة من سوريا يحملون معهم أسلحة خفيفة وأموال أخفوها في الفترة التي كان التنظيم يسيطر فيها على مساحات كبيرة.

مصادر عراقية أفادت بأن القوات الكردية في سوريا المدعومة من التحالف الدولي تحتجز أكثر من 20 ألف عراقي يشتبه بأنهم من أعضاء داعش.

يأتي ذلك في أعقاب إعلان المخابرات العراقية الخميس الماضي عن عملية تفكيك خلية هي الأكبر لتمويل داعش الذي استباح المناطق العراقية والسورية وسرق أموال طائلة عبر مصادر مختلفة وبقي نشطًا من خلال شبكات تعمل على تهريب الأموال، وفي تفاصيل تلك العملية فإن التحقيقات مع 20 أجنبيًا معظمهم من أصول تونسية ألقي القبض عليهم بالتعاون مع أجهزة مخابرات دول أخرى، قادة المخابرات إلى كشف خيوط الشبكة بمن فيهم 15 عراقيًا ينتمون لداعش وعثر بحوزتهم على وثائق بشأن قيمة تحويلات تصل إلى نصف مليار دولار، أموالاً استخدمتها الشبكة في استثمارات مختلفة في دولة عدة كغطاء للتمويه على عمليات تمويل أنشطة التنظيم.

تطورات تتزامن مع تسلم القوات العراقية 150 داعشيًا مطلوبين للأمن العراقي من قوات سوريا الديمقراطية عبر منطقة الباغوز الحدودية حيث تحاصر أخر جيب للتنظيم في سوريا، ليكون هؤلاء المجموعة الأولى بموجب اتفاق ابرم بين قوات سوريا الديمقراطية والقوات العراقية يقضي بتسليم 500 عنصر من داعش إلى العراق.