شارك "الكفار" في طعامهم.. عضو بجماعة "التكفير" الصومالية يذبح ابنه
الثلاثاء 05/مارس/2019 - 12:12 م
طباعة
روبير الفارس
تضم الصومال انواع عديدة من الحركات الاصولية الارهابية والتى تختلف في المسميات وتتفق في القتل الذى يتجاوز الطبائع الانسانية .واذا كانت حركة الشباب الصومالية هي التى تسيطر حاليا علي العمل الدموي الا ان هذا لا يمنع من وجود جرائم تقوم بها باقي الحركات حيث قتل أب ينتمي إلى جماعة التكفير ابنه البالغ من العمر 8 أعوام ذبحا بالسكين في منطقة “حوادلي” في إقليم شبيلي الوسطى شمالي العاصمة مقديشو.
وأشار أحد سكان المنطقة إلى أن والد الطفل المقتول استشاط غضبا من تناول ابنه لحما في مناسبة أقيمت لجدته التي ماتت، حيث إن الجماعة تعتبر من عداها كفارا لا تحل ذبائحهم.
وأضاف علي حاج أنهم عثروا على جثة الطفل في جانب نهر شبيلي مربوط الرجلين واليدين ما أثار غضب السكان الذين تظاهروا على عملية القتل الوحشية وأشعلوا النار في مسجد تابع للجماعة المتشددة، وقد ألقت القوات الأمنية القبض على الجاني.
وكانت جماعة التكفير دخلت إلى الصومال في سبعينيات القرن الماضي وهي منعزلة عن بقية الصوماليين الذين تعتبرهم كفارا وتحيط أنشطتها الدينية بالكتمان لكن فكرها أصبح ينتشر في الصومال في سنوات الفوضى ولها مساجد ومدارس قرآنية ومقبرات خاصة في مقديشو وأقاليم البلاد الأخرى.
وجماعة التكفير والهجرة في الصومال هي تنظيم سري قليل العدد، اشتهر لدى المجتمع بـ(بجماعة التكفير)، لكنه يتسمى بـ(الجماعة الإسلامية)، وتأسس 1979 تقريبا، ويتبنى أغلب أفكار التنظيمات التكفيرية في العالم الإسلامي مثل مفاصلة المجتمع (شعوريا)، واعتبار المجتمعات الإسلامية جاهلية (كافرة) وتستقي معظم أفكارها من كتب العلماء النجديين التي تطلق التكفير على كثير من الأعمال، وكتابات سيد قطب التي تصف المجتمات الإسلامية بـ”الجاهلية”، وكُتُب أبي الأعلى المودودي، لكن لم يعرف عنها مشاركة في الأحداث الجارية سلبا أو إيجابا، ولا يجري ذكرها في وسائل الإعلام ومن أشهر قادة التنظيم محمود نور عثمان رئيس أحد جناحي الجماعة (الجناح الأكثر تطرفا)، له العديد من المؤلفات حول توضيح منهج الحركة والرد على مخالفيهم، وعبد القادر شيخ محمود رئيس جناح آخر من جماعة التكفير.
وتتصدر القوى والحركات الإسلامية واجهة المشهد الصومالي، وتشهد الخريطة الإسلامية الصومالية حالة من التنوع بل والتعقيد؛ بحيث يصعب في كثير من الأحيان إخضاع مكوناتها لمعايير ثابتة ونمطية من حيث التصنيف، سواء في منطلقاتها الفكرية والشرعية، أو منهجها في تغيير المجتمع، أو تصورها لطبيعة الدولة، وكذلك علاقتها بالقوى المختلفة معها بالداخل فضلا عن الخارج الصومالي.