مع الأزمة الاقتصادية التي تشهدها إيران ، بسبب العقوبات الأميركية، يبدو  أن هذه المعاناة بدأت تلقي بظلالها علي دعم الجماعات المسلحة والتنظيمات الإرهابية والحلفاء السياسيين الذين تمولهم  طهران في العراق وسوريا ولبنان واليمن وأماكن أخرى.

وبدأت تنعكس هذه الأزمة كذلك علي حزب الله اللبناني الذي تموله إيران، عن طريق انخفاض في رواتب الميليشيات التي اصطنعتها ودربتها ومولتها طهران.

وتسعي إيران إلى تقوية نفوذها بالمنطقة من خلال دعم الميليشيات المسلحة مثل "حزب الله" في لبنان، والميليشيات الشيعية في العراق وسوريا، وحماس الفلسطينية وميليشيات الحوثي في اليمن.

ووفق تقرير لصحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، انعكست الأزمة المالية التي تعانيها إيران بسبب عقوبات واشنطن على الميليشيات الإيرانية في سوريا، وحزب الله في لبنان أيضاً، حيث بدأت رواتبهم بالانقطاع، على الرغم من وضع الحزب القريب جداً من إيران.

ونقلت الصحيفة عن أحد المقاتلين ينتمي لميليشيات تدعمها إيران في سوريا قوله: لقد ولت الأيام الذهبية ولن تعود أبداً، مضيفاً أنه فقد ثلث راتبه مع مزايا أخرى، مضيفًا: ليس لدى إيران المال الكافي لتعطينا إياه.

واعترف حسن نصرالله، زعيم ميليشيات حزب الله، بالصعوبات المالية التي خلفتها العقوبات الأمريكية، واعتبرها شكلاً من أشكال الحرب، ودعا إلى تحرك لجمع التبرعات لما سماه الجهاد بالمال.

وتطرقت الصحيفة الأمريكية، إلي أن مقاتل لدى حزب الله قال إنه لم يحصل هو وزملاؤه على رواتبهم لشهر يناير، ولم يتلقوا سوى الراتب الأساسي لشهر فبراير، بدون المكافآت المعتادة المخصصة لزوجاتهم وأطفالهم. 

كما تم تخفيض الامتيازات التي كانوا يتمتعون بها في السابق، مثل النقل داخل لبنان، والسكن ومكافآت العمل في الخارج.

ويري مراقبون أن الضغوط التي تعانيها إيران هي إثبات لنجاح العقوبات الإمريكية، التي فرضتها الولايات المتحدة علي طهران.

 كما زادت من الضغط من خلال إدراج 25 شخصاً، الأسبوع الماضي، على لائحة العقوبات لمشاركتهم في برنامج ضخم لتداول العملات أدى إلى تمويل العمليات العسكرية الإيرانية في المنطقة، بأكثر من مليار دولار. 

وقال وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، خلال زيارة قام بها إلى لبنان الأسبوع الماضي، إن الضغط الذي نمارسه يهدف إلى قطع التمويل عن الإرهابيين. 

ففي لبنان حيث كانت ميليشيات "حزب الله" تركز على مواجهة إسرائيل على طول الحدود الجنوبية للبنان، إلا أنها شاركت في الحرب السورية من خلال تقديم الأسلحة والمقاتلين.

 وفي العراق شاركت الميليشيات الممولة من إيران في الحرب ضد تنظيم "داعش" بعد أن سيطر على أجزاء واسعة من العراق قبل 5 سنوات.