الصومال واستهداف تنظيم "داعش" وحركة الشباب
الإثنين 15/أبريل/2019 - 01:52 م
طباعة
حسام الحداد
ذكرت وكالة «فرانس برس» أن الرجل الثاني في تنظيم «داعش» في الصومال قُتل في غارة جوية الأحد 14 أبريل 2019، في بونتلاند، الإقليم الواقع في شمال شرق الصومال والذي يتمتع بحكم شبه ذاتي.
ونقلت الوكالة عن عبدالصمد جالان وزير الأمن في بونتلاند، قوله إن «الضربة وقعت قرب قرية هيريريو في ناحية إسكوشوبان في منطقة باري أثناء تنقّل القائد عبدالحكيم دوكوب بواسطة سيارة كان على متنها شخصان».
ولم يعط الوزير أي تفاصيل حول الضربة أو الجهة التي شنّتها، فيما أكد شهود أن الغارة الجوية أدّت إلى تدمير سيارة بشكل كامل -بحسب الوكالة.
وقال الزعيم المحلي موسى عبدالوالي «لم نشهد يومًا هجومًا مماثلاً في المنطقة. لقد وقع انفجار كبير (...) شاهد الناس الذين توجّهوا إلى المكان سيارة مدمّرة وأشلاء بشرية متناثرة في كل الاتّجاهات».
ومن ناحية أخرى تفيد الدراسات البحثية لخبراء في مجال الإسلام السياسي بأنّ "داعش" بعد أن سيطر على مناطق عديدة في كل من العراق وسوريا واتجه نحو ليبيا، بدأ يسعى، إلى تأسيس علاقات قوية مع تنظيمات إرهابية أخرى بهدف تكوين تحالفات جهادية تدعم جهوده من أجل الانتشار في مناطق جديدة.
ومن الجدير بالذكر أنّ مجموعة من قيادات حركة "شباب المجاهدين" انضمّت بالفعل إلى صفوف "داعش"، وشاركت في العمليات القتالية للتنظيم في سوريا والعراق، وهو ما دفع الأخير إلى منح تلك القيادات مراتب عليا في هيكله التنظيمي على غرار القيادي أبو أيوب الصومالي، الذي أعلنت قوات الشرطة في محافظة ديالي العراقية، في منتصف يونيو 2014، نجاحها في القضاء عليه إثر عملية عسكرية في أطراف مدينة بعقوبة، حيث وصفت السلطات الأمنية العراقية تلك العملية العسكرية بكونها إحدى أهم عمليات استهداف القيادات المركزية لـ"داعش".
ويرى مراقبون أنّ هذا الترابط غير المعلن إلى حدّ الآن، ربما يكون السبب الكامن وراء موجة جديدة من العمليات الإرهابية، بدأت مع عملية تفجير فندق في مقديشو 2015، في ظل تواصل التهديد الذي يمثله المتمردون الإسلاميون الشباب في الصومال.
وتُعتبر حركة الشباب الصومالية أقوى فصيل جهادي في الصومال، وقد أعلنت مبايعتها تنظيم القاعدة وانضمّت إلى صفوفه في العام 2012، لكن نحو مئتين من مقاتلي الحركة عادوا وبايعوا تنظيم الدولة الإسلامية.
وينتشر هؤلاء في إقليم بونتلاند (أرض البنط) وقد أدرجت وزارة الخارجية الأميركية زعيمهم عبدالقادر مؤمن على قائمة الإرهابيين المطلوبين. واستهدفت الولايات المتحدة التنظيم بغارات عدّة.
وأواخر العام 2018 قدّرت القيادة العسكرية الأميركية عدد مقاتلي التنظيم في الصومال بما بين 75 و250 مقاتلاً مقابل ثلاثة إلى سبعة آلاف مقاتل لحركة الشباب.
وتسعى حركة الشباب للقضاء على تنظيم «داعش» في الصومال، ويقول خبراء في الشؤون الصومالية إنّ غالبية مقاتلي التنظيم من عشيرة الماجرتين التي ينتمي إليها عبدالقادر مؤمن والتي تخوض مواجهات مع عشيرة السعد في إطار تنازع قبلي على الأراضي ومصادر المياه في المنطقة.