قطر ومساعداتها للميليشيات الليبية ضد الجيش الوطني
الثلاثاء 16/أبريل/2019 - 12:52 م
طباعة
حسام الحداد
قالت صحيفة "لاريبوبليكا" الإيطالية، اليوم الثلاثاء 16 أبريل، إن وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني دعا إلى "حظر فعال للسلاح على خليفة حفتر قائد الجيش الوطني الليبي" وبانسحاب قواته من المناطق التي سيطر عليها في الآونة الأخيرة.
ونقلت الصحيفة عن الوزير القطري، أنه "يشعر بالرضا بعد أن أبلغه نظيره الفرنسي بأن باريس تعمل في سبيل عقد مؤتمر مزمع للمصالحة الوطنية في ليبيا".
وانحازت قوى إقليمية للأطراف المختلفة التي تتنافس على السلطة في ليبيا منذ انتفاضة 2011 التي أطاحت بحكم معمر القذافي.
ورد الشيخ محمد على سؤال عن كيفية حل الصراع قائلاً: "يمكن أن يحل عن طريق فرض حظر سلاح فعال على حفتر يمنع هذه الدول التي أمدته بالذخيرة والأسلحة الحديثة من الاستمرار في القيام بذلك".
ما يحدث اليوم في ليبيا من دعم النظام القطري للميليشيات بالأسلحة والمال، وإرسال المجموعات الإرهابية للوقوف في وجه الجيش الليبي هو خرق صريح للقوانين الدولية. وبرغم كل التحذيرات وتصريحات الأمم المتحدة ودول العالم بما فيها الدول الأوروبية بالتهدئة وضبط النفس والحوار بين الأطراف وعدم إشعال حرب كارثية تزهق أرواح الليبيين ودعوة الدول إلى أن تكون محايدة، فإن النظام القطري يصر على دعم الإرهاب وخرق كل القوانين الدولية.
وتؤكد السلطات في شرق ليبيا إن قطر تدعم منافسيها من الفصائل ذات الميول الإرهابية في غرب ليبيا، وهذا ما تؤكده تقارير عديدة من مراكز ابحاث ودوائر صنع قرار محلية وعالمية حيث تحاول قطر ومعها تركيا إعادة رسم خارطة جديدة للمنطقة، من خلال السعي لإيصال جماعة «الإخوان» إلى السلطة في العديد من الدول، وتمكينها بما يلزم من دعم سياسي ومالي وعسكري وإعلامي؛ لتحقيق الأهداف المطلوبة. وتتولى قطر قيادة هذه المهمة التي بسببها أزهقت أرواح الآلاف في الدول العربية. وبرغم الملاحقات الدولية للنظام القطري المتهم بالإرهاب فإن هذا النظام يستمر في خدمة الأنظمة الإرهابية في العالم، وهذا يؤكد للعالم أن جماعة «الإخوان» وقطر وتركيا مجرد دمى سياسية بيد قوى خارجية لا تريد الخير للأمة العربية.
ولقد تبيّن مؤخرا للمجتمع الدولي مدى ضعف دولة قطر دبلوماسياً وسياسياً في إدارة أزماتها الداخلية أو أزماتها مع دول الجوار، فهي تدير أزماتها بالمحسوبية والرشوة، وتدير أزماتها خارجياً بدعمها للأنظمة المعادية للحكومات، بدل أن تكون محايدة وتحترم القوانين والأعراف الدولية حالها كحال الدول الأخرى، وللأسف اليوم تستعمل كل الطرق لتشويه صورة الجيش الليبي باستعمال البوق "القرضاوي" والإعلام المسيس؛ لتحريض الجماعات الإرهابية والميليشيات على قتال الجيش الليبي، بما يضاعف من زعزعة الأمن والاستقرار في ليبيا.
إن الدور القطري - التركي أدى إلى خراب هائل في معظم الدول العربية، وهو جزء من مخطط خبيث مرسوم لدول وأجهزة تعمل على تفتيت المنطقة وتقسيمها، ومع الأسف فإن هذين البلدين يشكلان رأس حربة في هذا المخطط.