مخاوف من تسلل الإرهابيين إلي أراضيها.. النزاع الليبي يُقلق تونس
الجمعة 19/أبريل/2019 - 03:12 م
طباعة
أميرة الشريف
مع تسارع وتيرة الأحداث في ليبيا، في ظل انطلاق معركة "طوفان الكرامة" التي أطلقها المشير خليفة حفتر قائد الجيش الوطني الليبي، في 4 أبريل الجاري، لتطهير العاصمة طرابلس من الجماعات الإرهابية، قال وزير الداخلية التونسي هشام الفوراتي، إن وزارته تتابع عن كثب ما يحصل في ليبيا، مشيرا إلى أن "الوضع مستقر على الحدود، رغم أنّ الحذر واجب".
وبعد أيام على انطلاق المعركة توقفت العملية العسكرية على مشارف العاصمة وسط دعوات دولية لوقف إطلاق النار.
وكان أعلن حفتر في 6 أبريل الجاري أن غربي البلاد منطقة عسكرية يحظر الطيران فيها، الأمر الذي أثار مخاوف تونس من تسلل التنظيمات الإرهابية إلي أراضيها ما أدي إلي إعلان وزارة الدفاع التونسية عن اتخاذ جميع الاحتياطات الميدانية لتأمين الحدود الجنوبية الشرقية ومواجهة التداعيات المحتملة لما يشهده الوضع الأمني في ليبيا.
وأفادت الوزارة التونسية في بيان سابق لها أنها دعت العسكريين إلى المزيد من ملازمة اليقظة والحذر وتعزيز التشكيلات العسكرية من تواجدها في المعبرين الحدوديين بكل من الذهيبة ورأس جدير مع تشديد المراقبة باستغلال الوسائل الجوية ومنظومات المراقبة الإلكترونية للتفطن المبكر لكل التحركات المشبوهة.
وأضاف وزير الداخلية التونسي أن الوحدات الأمنية تعمل هناك "على الحدود التّونسية الليبية" في تناغم وانسجام مع المؤسسّة العسكريّة المنتشرة والأمور عادية حتى اليوم.
ووصف الوضع الأمني في بلاده بـ"المستقر"، مؤكّدا "ضرورة التزام الحذر، ذلك أنّ منسوب الخطر يبقى واردا".
وأحيت تونس أمس ذكرى تأسيس جهاز قوات الأمن الوطني في وقت عززت فيه قواتها على الشريط الحدودي مع ليبيا، تأهبا لأي تداعيات جراء ما تشهده الأخيرة من مواجهات عسكرية.
وشدد وزير الخارجية التونسي خميس الجهيناوي على ضرورة إنهاء الاقتتال في ليبيا وذلك خلال اتصالين هاتفيين منفصلين أجراهما مع كل من المبعوث الأممي إلى ليبيا غسّان سلامة ومحمّد الطّاهر، وزير الخارجية المفوض في حكومة الوفاق الليبية.
ودفعت تونس مرارا بقوات عسكرية إضافية إلى الحدود مع ليبيا في كل مرة تشهد فيها الدولة المجاورة مواجهات مسلحة.
وتعرضت تونس في مارس 2016 لهجوم إرهابي هو الأخطر في تاريخ البلاد، حيث استهدف مدينة بن قردان الحدودية مع ليبيا في اعتداء يرجح أن بعضا من منفذيه تسللوا من الأراضي الليبية، وقتل في الهجوم 55 إرهابيا و13 من قوات الأمن والجيش و7 مدنيين بينهم طفلة.
وفي أعقاب هذا الهجوم عززت السلطات التونسية الحدود مع ليبيا بمزيد من القوات العسكرية وأقامت سواتر ترابية وحفرت خندقا أغرقته بالمياه كما أقامت كاميرات مراقبة للتصدي لأي خطر إرهابي ولأنشطة إجرامية أخرى.
وتشهد ليبيا صراعا منذ الإطاحة بمعمر القذافي في 2011، على الشرعية والسلطة يتركز حاليا بين حكومة الوفاق في طرابلس "غرب"، وحكومة مؤقتة في شرق البلاد مدعومة من قوات الجيش الوطني الليبي وبرلمان طبرق.