تآكل نظام الملالي.. يقود حزب الله إلى التسول
الجمعة 26/أبريل/2019 - 11:21 ص
طباعة
روبير الفارس
فوق لافتات كثيرة بشوارع لبنان اصبح حزب الله يطلب التبرع علي غرار المستشفيات والجمعيات .هكذا ضاعت تهديدات ايران وتبخرت كلمات الملالي في الهواء فقد ضربت العقوبات الاقتصادية الامريكية الممول الاساسي للمليشيا الارهابية ولم يجد حلا لازمته سوي التسول تحت عنوان "تبرعوا من اجل حزب الله " وكانت التقارير عن الأزمة المالية التي يعانيها حزب الله اللبناني قد ظهرت منذ فترة واكد بعضها اقتراب إشهار إفلاسه هذا في الوقت الذى كشفت صحيفة "دي فيلت" الألمانية عن أن الأمين العام للحزب، حسن نصر الله، يمتلك ثروة شخصية تقدر بأكثر من 250 مليون دولار.ولكن هذه ثروته اما الحزب فليتسول فقد انتقل حزب الله اللبناني إلى مرحلة جديدة من طلب الدعم من خلال توسيع نشر صناديق التبرعات، التي تحمل اسم "هيئة دعم المقاومة"، وتثبيتها في الشوارع وعلى أعمدة الكهرباء في بيروت ومناطق جنوب لبنان. وفق ما أوردت "بلومبيرج".وفق بلومبيرغ فإن هذه الخطوة جاءت بعد العقوبات الأميركية التي فُرضت على إيران وحزب الله، والتي قلصت موارد الميليشيات التي تعتمد على التمويل الإيراني.وكان أمين عام حزب الله، حسن نصر الله- صاحب ثروة ال250 مليون دولار- قد فتح باب التبرعات في خطاب له بالتاسع من شهر مارس الماضي، وقال في كلمة متلفزة "أعلن اليوم الحاجة إلى المساندة والدعم الشعبي"، مضيفًا أن التبرعات مطلوبة لدعم أنشطة الحزب.
وتحمل صناديق التبرعات، التي جرى مؤخرًا نشرها أيضًا باتساع، شعارات ورسائل تصف التبرعات بأنها لـ"تجهيز المجاهدين ولشراء الذخائر".
العقوبات توقف الدعم الإيراني
ونقلت بلومبيرج تقديرات مسؤول أميركي أن التمويل الإيراني لحزب الله يصل سنويًا لحدود 700 مليون دولار، وأن قدرة إيران على الاستمرار بهذا النهج أصبحت تتضاءل تحت ضغط العقوبات، وآخر حلقاتها قرار واشنطن تصفير صادرات إيران النفطية، وإلغاء أي استثناءات كانت مُنحت لبعض الدول في موضوع مواصلة الاستيراد من إيران.
تواكب هذا مع ما كشفه وزير العدل اللبناني السابق، اللواء أشرف ريفي، عن وجود علاقة وطيدة بين وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل، وإيران، مؤكدا أنه يتلقى الكثير من الأموال الإيرانية مقابل تمرير صفقات وتوفير غطاء لحزب الله الإرهابي والإيرانيين لتنفيذ مخططاتهم الإرهابية في لبنان والمنطقة.
وأكد ريفي، خلال مؤتمر صحفي عقده للرد على حكم أصدره القضاء بحقه بناءً على دعوى مرفوعة من باسيل على خلفية كلام سابق لريفي اتهم فيه باسيل بأنه "الفاسد الأول في لبنان"، أن "هذه الأموال كانت تأتي في صناديق مساعدات كتب عليها الهلال الأحمر الإيراني"، -وهي نفس الطريقة التى تعاون به الحرس الثوري الارهابي مع تنظيم القاعدة في البوسنة مستغلا اسم الهلال الاحمر - مطالبا القضاء اللبناني بـ"التحرك الفوري للتحقيق مع باسيل".
وتساءل ريفي: "كيف أصدر القضاء حكمه دون أن يطلب الاستماع إليه أو تقديم الوثائق التي بحوزته والتي على أساسها اتهم باسيل بالفساد وبالإثراء غير المشروع؟".
وفي سياق متصل، أكد أسعد بشارة، مستشار ريفي، أن "إيران تساعد حلفاءها في لبنان وهذا أمر غير سرّي، ويتحدث به الكثير من المحسوبين على طهران في لبنان".يشار إلى أن الإجراءات العقابية الأميركية شملت أيضًا التضييق على موارد حزب الله بتجريم من يتعاون معه داخل وخارج لبنان، وملاحقة ما يوصف بأنه شبكات غسيل الأموال والاتجار بالمخدرات التي يتولاها أنصار وأعضاء حزب الله في أميركا الجنوبية وإفريقيا والعديد من مناطق العالم.
وعرضت واشنطن ١٠ ملايين دولار مقابل معلومات عن تمويل حزب الله.. كما ان الإدارة الأمريكية لن تجدد الإعفاءات التى تسمح للدول بشراء البترول الإيرانى دون مواجهة عقوبات أمريكية، مشيرة إلى أن آخر موعد للدول الثمانية المعفاة ــ الصين واليونان والهند وإيطاليا واليابان وكوريا الجنوبية وتايوان وتركيا ــ سيكون يوم ٢ مايو المقبل. وقالت وكالة الأسوشيتدبرس ان هناك عقوبات أمريكية سوف تفرض على كل من الدول الحليفة اليابان وكوريا الجنوبية إذا إستمرت فى إستيراد النفط الايرانى وعقوبات مباشرة على تركيا فى نفس السياق.
ويتأكل نظام الملالي علي اثر العقوبات الامريكية والتى اتت بثمارها سريعا علي تمويل اذرع ايران الارهابية ومن بينها حزب الله الذى يتسول الان ويجمع التبرعات وتعليقا علي تاكل النظام الايراني قالت الباحثة سهى مازن القيسي
هناك حالة تراجع عامة في أوضاع وأحاول نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية على مختلف الاصعدة تجري بصورة سريعة، حيث إن الامور وفي مختلف المجالات ليست لاتجري بالصورة المطلوبة بل إن بعضا منها تکاد أن تتوقف تماما، بفعل الاوضاع بالغة السلبية التي صار يعاني منها هذا النظام بعد العقوبات الامريکية المفروضة عليها إضافة إن الطين قد زاد بلة بعد إدراج الحرس الثوري ضمن قائمة الارهاب وهو الذي يستحوذ على قسم کبير من الاقتصاد الايراني.
لايوجد مجال حيوي في إيران لم يتراجع ويظهر التأثير السلبي عليه، ففي مجالي الصناعة والزراعة والتجارة والطيران والخدمات والمصارف، قد وصل الحال الى أسوءه کما إن مجالي التعليم والصحة واللذان هما بالغا الاهمية وحيويان في أي بلد، قد وصلا الى حالة يرثى لها بإعترافات صادرة من جانب القادة والمسٶولين الايرانيين أنفسهم، هذا إذا تذکرنا أيضا الاوضاع الداخلية غير العادية التي تشهدها إيران بفعل الرفض الشعبي المتزايد ضد النظام وإزدياد عزلته داخليا وخارجيا الى جانب تصاعد کبير جدا لدور ونشاط منظمة مجاهدي خلق والذي يبدو إنه قد تضاعف بعد إنتفاضة 28 ديسمبر 2017، وليس قد إنقطع وإنتهى کما کان النظام يتمنى.
واضافت قائلة ان الاوضاع الاقتصادية للنظام والتي صارت تقترب من حافة الانهيار الکامل لأن معظم الابواب قد تم إغلاقها بوجهه، وإن مورده من العملة عن طريق تصدير النفط في تراجع مستمر وهو ماينذر النظام بکارثة غير منتظرة وغير متوقعة أبدا، والذي يصيب القادة والمسٶولين الايرانيين بحالة من الخوف والرعب غير المسبوقين، هو إن حبل الاجراءات الامريکية المضادة لهم مستمر متواصل ولاسبيل لإنقطاعه وتوقفه إلا بإستسلامهم، وفي موازاة ذلك فإن دور ونشاط المقاومة الايرانية بقيادة السيدة مريم رجوي، رئيسة الجمهورية المنتخبة من جانب المقاومة الايرانية ضد النظام يتزايد هو الاخر داخليا وخارجيا ولذلك فإن الحالة والاوضاع التي يواجهها النظام غير مسبوقة وفريدة من نوعها ولهذا السبب فإن هناك إتفاق في وجهات النظر بين المراقبين والمحللين السياسيين من إنها قد تکون مرحلة ماقبل نهاية النظام وتلاشيه لأنه يمر حاليا في حالة يمکن وصفها بحالة التآکل تحديدا.
عدم تمکن النظام من البقاء واقفا على قدميه کالسابق وحالة الترنح والدوار التي صار يعاني منها بحيث لايتمکن من إخفاء معالمها، تٶکد بأنه قد وصل الى آخر مرحلة من خريفه وليس بإمكانه أبدا من أن يعيد تنظيم صفوفه ويستعيد قواه کما کان في السابق فقد انتهى ذلك العهد الى غير رجعة.