لصلتهم بـ"كولن".. قمع أردوغان يطال 210 من أفراد الجيش
الجمعة 26/أبريل/2019 - 03:20 م
طباعة
أميرة الشريف
يبدو أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، شن حملة قمع لتكميم أفواه كافة المعارضين له أو من يحاول زعزعته من الحكم، وبدأ يطيح في الجميع بزعم الحفاظ على أمن واستقرار بلاده، وكانت الضحية الأخيرة التي لم تسلم من أنياب الرئيس التركي، هو رجل الدين التركي المقيم في أمريكا، فتح الله كولن، مؤسس جماعة "كولن"، حيث قال مكتب المدعي العام في إسطنبول، اليوم الجمعة 26 أبريل، إنه أمر بإلقاء القبض على 210 من أفراد الجيش للاشتباه في صلتهم بشبكة تحمّلها أنقرة مسؤولية تدبير انقلاب فاشل عام 2016.
وذكر المكتب أن المشتبه بهم من القوات الجوية والبحرية والبرية، فضلا عن خفر السواحل، ومن بينها خمسة برتبة كولونيل وسبعة برتبة لفتنانت كولونيل و14 ميجر و33 برتبة كابتن.
ويشتبه في أنهم من أنصار رجل الدين فتح الله كولن الذي يعيش في الولايات المتحدة وتتهمه السلطات التركية بتدبير محاولة الانقلاب قبل ثلاث سنوات، ونفى كولن أي دور له في محاولة الانقلاب.
ومنذ محاولة الانقلاب المزعومة، فصلت السلطات التركية 15 ألفاً و242 عسكرياً من الجيش، بحسب بيانات رسمية صدرت في يناير الماضي.
وشهدت قيادة القوات البرية أكثر حملات الفصل بواقع 8 آلاف و201 جندي، بينما بلغ عدد من يحاكمون من خلف القضبان 5 آلاف و783 جندياً.
ويتهم أردوغان وحزبه "العدالة والتنمية" كولن بتدبير المحاولة الانقلابية، وهو ما ينفيه الأخير بشدة، فيما ترد المعارضة التركية بأن أحداث ليلة 15 يوليو كانت "انقلاباً مدبراً" لتصفية المعارضين من الجنود وأفراد منظمات المجتمع المدني.
وصنفت الحكومة التركية في الحركة الدينية التي أسسها فتح الله كولن -رجل الدين المقيم بالولايات المتحدة- منظمة إرهابية، وتعقّب أعضائها.
واتهم أردوغان الجماعة بالوقوف وراءها، وبين أن المحاولة الانقلابية نفذتها عناصر محدودة من الجيش، تتبع لـ"منظمة الكيان الموازي".
ويمتاز أردوغان في الانقلاب على المبادئ وصناعة العدو الوهمي وشيطنة الآخر، مهما كلفه ذلك، وصولا لنفوذ ومطامع عثمانية خيالية تتعلق بالهيمنة، فبعد مسلسل الانقلاب، أصدر تنظيم الإخوان بيانا لتهنئة أردوغان بفشل الانقلاب، وطالبت خلال بيانها باستمرار حملة الاعتقالات ضد كل معارضيه.
وحرضت أنذاك قيادات الجماعة، أردوغان على إعادة عقوبة الإعدام من أجل تنفيذها على المعارضة، وشنت هجوما عنيفا على فتح الله كولن، بعد أن كانت تصفه قيادات التنظيم بالمجاهد.
وتوترت العلاقات بين أردوغان وكولن، عندما بدأ حزب أردوغان الطامع في السيطرة على السلطة الكاملة في مسلسل شيطنة حركة الخدمة التابعة لكولن على أرض الواقع نهاية 2010، حيث بدأ الصراع على النفوذ الذي سبب شرخا في الشراكة الاستراتيجية بين الجماعة وحكومة أردوغان خلال أزمة السفينة التركية "مرمرة" خلال توجهها لكسر الحصار على غزة، وفي ذلك الوقت قال كولن إن "الجانب التركي هو المخطئ لأن مرمرة لم تحصل على إذن لدخول غزة"، واصفا ذلك بـ"التعدي على الشرعية".
ولكن حزب أردوغان وتنظيم الإخوان حاولا المتاجرة كالعادة بالقضية الفلسطينية والتسويق لحادث السفينة "مرمرة"، للبحث عن قاعدة شعبية وجماهيرية بعيدا عن حركة الخدمة.
عام 2013 كان الصدام، ففي مايو من العام نفسه، اصطدمت الشرطة التركية بمتظاهرين أتراك من أتباع حركة خدمة في "ميدان تقسيم"، وهم يحتفلون بما يشبه عيد العمال، ما فجّر أزمة بين فريق أردوغان وفريق حركة خدمة.