ضد صمت المجتمع الدولي.. 17 ألف سوري يتظاهرون ضد جرائم أردوغان في عفرين
الخميس 02/مايو/2019 - 11:49 ص
طباعة
روبير الفارس
توثيق جرائم خليفة الارهاب اردوغان في عفرين السورية يحتاج الي مجلدات عديدة ورصد المرصد السوري لحقوق الإنسان مظاهرة لنحو ١٧ ألف من مهجري مدينة عفرين وريفها في قرية تل سوسن بريف حلب الشمالي ضد سياسات فصائل “غصن الزيتون”و”درع الفرات” الموالية لتركيا وندد المتظاهرون بالصمت المحلي والعالمي تجاه”الانتهاكات” التي يقوم بها الجيش التركي وبناء الجدار حول عفرين بغية فصلها عن الأراضي السورية، ويذكر أن المرصد السوري نشر في الـ 24 من شهر ابريل الجاري، أنه مظاهرة حاشدة نفذها الآلاف من مهجّري مدينة عفرين وريفها عند الطريق الدولي الواصل بين حلب والحدود التركية بالريف الشمالي لحلب، حيث يتواجد مقر القوات الروسية في قرية كشتعار، وتعد هذه المظاهرة هي الثالثة من نوعها منذ سيطرة القوات التركية والفصائل السورية الموالية لها على عفرين، كما جاءت المظاهرة هذه بعد قيام القوات التركية ببناء جدار عازل يفصل عفرين عن شمال حلب حيث وثق المرصد السوري لحقوق الإنسان من خلال مشاهد مصورة عمليات هدم وجرف واسعة النطاق لمنازل وأملاك المدنيين في قرية جلبل وكذلك عمليات بناء الجدار العازل يقوم بها الجيش التركي في قرى مريمين، كيمار، جلبل، حيث نُظمت المظاهرة بالقرب من الجدار مسافة 7 كم، كما رفع المتظاهرون صور أبنائهم الذين قتلوا خلال العمليات العسكرية من قبل القوات التركية منطقة عفرين.
كما علم المرصد السوري أن المهجرين عمدوا إلى تشكيل وفد للتباحث مع قيادة القوات الروسية في المنطقة، حيث اجتمع الوفد معها داخل المقر نحو ساعة كاملة، تم النقاش بين الطرفين حول مطالب المهجّرين وأوضاعهم في المنطقة، الوفد قدم عريضة باسم الأهالي إلى القيادة الروسية تضمنت عدة مطالب منها: “التدخل لوقف بناء الجدار العازل بشكل فوري، إنهاء الاتفاقيات الروسية – التركية بخصوص عفرين والشمال السوري، إنهاء الاحتلال التركي لعفرين، إرسال لجنة تقصي للحقائق إلى عفرين، إزالة الغطاء السياسي والدبلوماسي بغية تقديم قادته إلى المحاكم الدولية بسبب جرائمهم بحق المدنيين”، الجانب الروسي أكد على نقل رسالة الأهالي إلى القيادة الروسية في حميميم والردّ عليها خلال أيام، حيث يتهم أهالي عفرين المهجرين منها. ويتضح يوم بعد آخر الأهداف التركية التي تسعى لها ضمن الأراضي السورية، عبر قواتها على الأرض رفقة الفصائل السورية الموالية لها، ولا سيما في منطقة عفرين التي فرضت سيطرتها عليها قبل أكثر من عام، حيث تتسارع الإجراءات التركية بغية محو هوية المنطقة، فإلى جانب الإنتهاكات اليومية بحق من تبقى من أهالي عفرين في مناطقهم المتبقين من سرقات وأتاوات واعتقالات وتشديد أمني كبير عليهم، سارعت القوات التركية خلال الأيام الماضية إلى بناء مقرات عسكرية جديدة لها وإقامة جدران عازلة في عدد من قرى عفرين وبالأخص تلك الواقعة على تماس مع نقاط انتشار قوات النظام والقوات الروسية في ريف حلب الشمالي، حيث وثق المرصد السوري بالصوت والصورة عمليات هدم وتجريف عدد كبير من المنازل كما حدث في قرية جلبل حيث عمدت القوات التركية لذلك في القرية، إضافة إلى اقتلاع المئات من أشجار الزيتون كما حدث في قرية كيمار جنوب شرق عفرين 8 كم.
القرى التي تم بناء جزء من الجدار فيها هي قرية كيمار الآثرية والتي تقع 8 كم جنوب شرق مركز مدينة عفرين، وقرية جليل الواقعة على بعد 8 كم شرق مركز مدينة عفرين، بالإضافة لقرية مريمين التي تبعد 7 كم شمال شرق مركز مدينة عفرين، حيث توقف العمل فيها بعد استهداف القوات الكردية للآليات التي تعمل فيها خلال الأيام الماضية، وكذلك الأمطار الغزيرة التي هطلت في المنطقة خلال اليومين الماضيين وشكلت عائقاً أمام مواصلة العمل في بناء الجدار، يبلغ إرتفاع الجدار 3 متر، وسيلعب في المرحلة الأولى مهمة الحزام الأمني، ومن شأنه فيما بعد فصل منطقة عفرين عن محيطها السوري في حال إتمام بناءه وهو ما يتم حالياً تحت أنظار القوات الروسية التي باتت تلعب دور الحامي للمخططات التركية في المنطقة الشمالية والشمالية الغربية لحلب، وكذلك أمام أنظار قوات النظام التي لا حول لها ولا قوة، في الوقت التي تتعرض فيه القوات الكردية هناك لضغوط كبيرة من قبل روسيا تنفيذاً لإتفاقيات بوتين – أردوغان.
إضافة إلى بناء الجدار، عمدت المخابرات التركية والفصائل السورية الموالية لها على إزالة أبراج الاتصالات السورية من منطقة عفرين وتركيب أجهزة للاتصالات التركية بدلاً عنها، حيث باتت جميع خطوط الاتصالات تحت المراقبة التركية، وأصبح التواصل مع الداخل السوري أكثر صعوبة،و لا تزال القوات التركية وفصائل “غصن الزيتون” المدعومة من قبلها تستبيح حرمة مدينة عفرين وريفها بعد أكثر من عام على السيطرة عليها، وذلك عبر انتهاكات متعددة الأشكال تمارسها بشكل يومي تجاه أهالي عفرين وأرزاقها وممتلكاتهم الخاصعة وأراضيهم،فمتي يري المجتمع الدولي جرائم اردوغان البشعة في عفرين ويتحرك لانقاذ مواطنها من بطش الطاغية ؟