قادة الميليشيات المسلحة بطرابلس في قبضة الجيش الليبي
السبت 04/مايو/2019 - 03:23 م
طباعة
أميرة الشريف
في مساعي الجيش الوطني الليبي للقضاء علي الإرهاب وتطهير العاصمة طرابلس من الميليشيات المسلحة، تمكنت قواته من أسر 3 من قادة الميليشيات المسلحة غربي طرابلس، ودمرت عدداً من آلياتهم، فيما طاردت القوات الميليشيا الإرهابية إلى خارج أحياء عدة غرب العاصمة.
وأكد منذر الخرطوش مسؤول المركز الإعلامي للواء 73 مشاة التابع للقيادة العامة للجيش الوطني الليبي، أن القوات تصدت لمحاولة التفاف الميليشيات المسلحة بمحور كوبري سوق الأحد المعروف ب كوبري وادي الربيع، وقضت على عدد من المسلحين، وأسرت 3 من قادة العناصر المسلحة، ودمرت بعض آلياتهم.
وأوضح الخرطوش أن قوات اللواء 73 مشاة طاردت العناصر المتطرفة إلى خارج أحياء عدة غرب طرابلس، نافياً أي تقدم للميليشيات المسلحة بهذا المحور. وذكرت مصادر أن قوات الجيش تمكنت أيضاً من اعتقال القيادي في ميليشيات مصراته، محمد الحصان المصراتي الملقب بالحصان. قالت المصادر، إن الحصان، وهو آمر ميليشيا 166، قبض عليه اليوم (الجمعة)، بعد إصابته إصابة بليغة في محور العزيزية الذي تقدم الجيش فيه. والحصان هو ثاني قيادي ميليشياوي يسقط تحت ضربات الجيش الوطني الليبي في أقل من أسبوع، إذ سبقه القيادي محمود بعيو المشهور بلقب شريخان الذي كان يقود ميليشيا أماطين، والذي قتل في محور صلاح الدين.
ونشر نشطاء علي مواقع التواصل الاجتماعي فيديو يظهر سيارة الحصان بعد سقوطه في قبضة قوات اللواء التاسع - ترهونة. واكد آمر منطقة الخليج العسكرية بالقيادة العامة قائد محور عين زارة جنوب طرابلس اللواء فوزي المنصوري من جانب آخر، أن قواته تواصل التقدم بخطى ثابتة في محور عين زارة، وسط تراجع للميليشيات المسلحة والجماعات المتطرفة.
وكان الجيش الوطني الليبي نجح، الخميس، في تطهير وتأمين منطقة السبيعة جنوب طرابلس بالكامل، ومناطق سوق السبت حتى الكسارات. وذكرت مصادر عسكرية أنه انتُشل أكثر من 60 جثة في مستشفى السبيعة بعد انسحاب قوات الوفاق. واستهدف طيران الجيش الليبي مخازن الذخيرة، وتجمعات الميليشيات في منطقة صلاح الدين وتاجوراء والكريمية. وقال سكان: إن قتالاً ضارياً استعر مساء الخميس حتى صباح الجمعة في منطقة المطار، لكن الوضع على جبهة القتال لم يشهد تغييراً يذكر. وتقول مصادر عسكرية: إن الجيش الوطني الليبي يدفع بقوات وعتاد إلى غريان من خلال طريق يبدأ من بنغازي.
وأطلق الجيش الليبي بقيادة حفتر معركة "طوفان الكرامة" في أوائل أبريل الماضي، لتطهير العاصمة، حيث شن حفتر، المتحالف مع الحكومة الموازية في شرق ليبيا، هجوما للسيطرة على طرابلس، ودخلت قواته عدة مدن محيطة بطرابلس دون قتال "صبراتة، صرمان، غريان، ترهونة"، فيما تدخلت قوات حكومة الوفاق الوطني بقيادة فايز السراج لمنع المشير خليفة حفتر من دخول العاصمة، ما أدي إلي حرب بين الطرفين أدت إلي سقوط عشرات الضحايا من الجانبيين.
وعاشت العاصمة طرابلس، حالة من التوتر والحروب المستمرة، لم تشهد فيها هدوءا، حيث سادت فيها لغة الحرب، إذ أدت كثرة الكتائب المسلحة وبمسمياتها المختلفة، منها من داخل طرابلس ومنها من خارجها، إلى صدام بين الحين والآخر تسبب بتعكير صفو الحياة في المدينة.
وشهدت العاصمة منذ الإطاحة بمعمر القذافي في 2011، حالة من الترقب بعد سيطرة قوات فجر ليبيا على العاصمة وإعلان حكومة الإنقاذ المحسوبة علي جماعة الإخوان والتي ترأسها عمر الحاسي وتبعه في رئاستها خليفة الغويل، وتسببت تلك المرحلة بانقسام سياسي كاد أن يدخل البلاد في حرب أهلية دموية إلى أن أعلن في 17 من ديسمبر عام 2015 عن اتفاق الصخيرات وولادة المجلس الرئاسي وحكومة الوفاق التي حلت محل حكومة الإنقاذ التي بدورها لم تتراجع عن هدفها في السيطرة على الحكم ما أربك المشهد في تلك الفترة .
ويري مراقبون، أن معركة الجيش الليبي ستحقق نجاحات وبالأخص مع تقدم قواته داخل العاصمة وملاحقة الميلشيات المسلحة الممولة من قطر وتركيا لاستمرار الفوضي داخل ليبيا وتحقيق أغراضهم الدنيئة في نشر الخراب وبقاء الوضع الحالي كما هو، إلا أن الجيش الليبي سينجح في تحقيق أهدافه بتطهير البلاد من كافة العناصر الإجرامية التي تسعي لإسقاط ليبيا.