وسط تساقط الميليشيات المسلحة.. الجيش الليبي يتقدم في طرابلس
السبت 11/مايو/2019 - 02:03 م
طباعة
أميرة الشريف
تواصل قوات الجيش الوطني الليبي مساعيها، للقضاء علي الميلشيات المسلحة وتطهير العاصمة طرابلس من التنظيمات الإرهابية، حيث قالت مصادر مطلعة إن تشكيلات من الجيش الوطني الليبي، مكونة من قوات اللواء التاسع وكتيبة طارق بن زياد، تخوض اشتباكات عنيفة، ضد المجموعات المسلحة الموالية لحكومة الوفاق في شارع الخلاطات، المؤدي إلى مشروع الهضبة بضواحي طرابلس.
وتقدمت قوات الجيش الوطني الليبي على المحاور القتالية بالعاصمة الليبية طرابلس، وسط تساقط قوات الميليشيات.
وتشهد العاصمة الليبية طرابلس حملة تطهير من العناصر الإرهابية منذ 4 أبريل الجاري من جانب الجيش الوطني الليبي، فيما تدخلت قوات حكومة الوفاق الوطني بقيادة فايز السراج لمنع المشير خليفة حفتر من دخول العاصمة، ما أدي إلي حرب بين الطرفين أدت إلي سقوط عشرات الضحايا من الجانبيين.
وقال مصدر عسكري ليبي إن قوات الكتيبة 152 إجدابيا بقيادة الرائد عبدالحكيم امعزب التابعة للجيش الليبي نفذت عمليات نوعية عدة بمحور الكسارات، الخميس، وقضت على تجمعات للحشد الميليشياوي. وتابع المصدر العسكري: إن العمليات النوعية الدقيقة أدت إلى انهيار خطوط دفاع الميليشيات.
كما شنت طائرات مقاتلة أمس الجمعة، غارات جوية استهدفت مواقع مسلحة تابعة للمجلس الرئاسي. وتركزت الغارات التي بلغت اثنتي عشرة غارة على مواقع لهذه التشكيلات جنوب وجنوب شرق طرابلس، حيث استهدفت مواقع في خلة الفرجان وعين زارة وما يعرف بمشروع الموز في السبعة حيث سمعت المضادات الأرضية التابعة للرئاسي بالتزامن مع تنفيذ هذه الغارات.
وأكد مصدر عسكري، مقتل القيادي بميليشيا المرسي بمصراتة جمال الصغير مسؤول التسليح لميليشيات طرابلس متأثراً بجروحه. ويعد جمال الصغير (مواليد 1968) من أهم قادة الميليشيات في طرابلس، إذ يتولى مسؤولية التموين والإمداد للميليشيات إلى جانب مهمة التسليح.
على صعيد متصل، أكد اللواء عبدالسلام الحاسي أن عملية طوفان الكرامة تتجه نحو الحسم في ظل تقهقر المجموعات المسلحة واعتماد الجيش على عناصر جديدة لحسم المعركة، مضيفاً أن الجيش يتقدم على جميع المحاور وبات عتبات طرابلس، مؤكداً أن الجيش يمثل قوة ضاربة وسينتصر في المعركة وسيكون الضامن للحل السياسي وللمصالحة الوطنية بعد القضاء على الميليشيات.
وفي نيويورك، دعا مجلس الامن الدولي كافة أطراف النزاع الليبي الى العودة سريعا الى الوساطة السياسية للامم المتحدة والتعهد باحترام وقف لاطلاق النار، وذلك في اعلان قصير اعتمد لهجة معتدلة.
وكان الجيش الوطني الليبي أطلق عملية عسكرية في منتصف يناير الماضي، بهدف تأمين جنوب غربي البلاد من الإرهابيين وتشكيلات الجريمة المنظمة وعصابات المعارضة التشادية.
وفي الوقت الذي تسعي فيه جماعة الإخوان في ليبيا لبث الفوضي وزرعها في البلاد، يقوم الجيش الوطني الليبي بتطهير البلاد، بعملية عسكرية كبيرة استطاع من خلالها بتأمين أغلب مناطق جنوب ليبيا، التي كانت تعاني من تواجد بقايا التنظيمات الإرهابية والعصابات التشادية.
وعاشت العاصمة طرابلس حالة من التوتر والحروب المستمرة، لم تشهد فيها هدوءا، حيث سادت فيها لغة الحرب، إذ أدت كثرة الكتائب المسلحة وبمسمياتها المختلفة، منها من داخل طرابلس ومنها من خارجها، إلى صدام بين الحين والآخر تسبب بتعكير صفو الحياة في المدينة.
وشهدت طرابلس في تلك الفترة حالة من الترقب بعد سيطرة قوات فجر ليبيا على العاصمة وإعلان حكومة الإنقاذ المحسوبة علي جماعة الإخوان والتي ترأسها عمر الحاسي وتبعه في رئاستها خليفة الغويل، وتسببت تلك المرحلة بانقسام سياسي كاد أن يدخل البلاد في حرب أهلية دموية إلى أن أعلن في 17 من ديسمبر عام 2015 عن اتفاق الصخيرات وولادة المجلس الرئاسي وحكومة الوفاق التي حلت محل حكومة الإنقاذ التي بدورها لم تتراجع عن هدفها في السيطرة على الحكم ما أربك المشهد في تلك الفترة .
ومن أبرز المعارك والاشتباكات التي عاشتها طرابلس كانت بدايتها في 15 نوفمبر عام 2013، حين خرجت مظاهرة سلمية بعد صلاة الجمعة واتجهت إلى منطقة غرغور مطالبة بخروج التشكيلات المسلحة منها لتواجه تلك المسيرة برماية مسلحة مجهولة أدت إلى تفاقم الوضع وسقوط العشرات من الضحايا والمئات من الجرحى.
كما اندلعت بعدها أحداث "فجر ليبيا" التي كانت شرارتها في 13 يوليو عام 2014 وجاءت على خلفية انتخاب مجلس النواب وحل المؤتمر الوطني العام الذي تسيطر عليه مجموعة من المحسوبين على الإسلام السياسي، وبدأت الأحداث بالاستيلاء على مطار طرابلس العالمي في أكبر المعارك التي عاشتها طرابلس بين عدد من التشكيلات المسلحة المحسوبة على تيارات إسلامية متحالفة مع مجموعات من بينها درع الوسطى وكتيبة ثوار ليبيا ضد كتائب القعقاع والصواعق.
وتدعم عدد من الدول الإقليمية والدولية دخول القوات المسلحة الليبية إلى العاصمة طرابلس، وذلك للقضاء على الميليشيات المسلحة وعصابات الهجرة غير الشرعية التى تنشط فى المنطقة الغربية، وإنهاء المرحلة الانتقالية التى تعيشها ليبيا منذ أكثر من 3 سنوات وتؤثر على أمن واستقرار البلاد.