لأول مرة منذ إطلاق عملية طرابلس.. حفتر في روسيا لكسب دعم عسكري
السبت 01/يونيو/2019 - 02:30 م
طباعة
أميرة الشريف
ضمن الجولة الأوروبية التي يقوم بها قائد الجيش الوطني الليبي خليفة حفتر، لكسب الدعم السياسي والعسكري في عملية تطهير العاصمة "طرابلس" من قبضة الميلشيات المسلحة، التقى حفتر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في موسكو، خلال زيارة رسمية يقوم بها، بينما طالبت إيطاليا أمس الجمعة، بتعاون دولي أوسع لحل الوضع "الصعب للغاية" في ليبيا.
ووفقاً لوسائل اعلام ليبية، يعد هذا اللقاء أول لقاء بين بوتين وحفتر، الذي سبق أن أجرى عدة زيارات إلى روسيا، التقى خلالها كبار المسؤولين الروس في وزارتي الخارجية والدفاع.
وقالت مصادر ليبية مقرّبة من حفتر إنه سعى لإقناع بوتين بالمساعدة على رفع الحظر المفروض على الجيش الوطني الليبي بموجب قرارات مجلس الأمن الدولي، مشيرةً إلى أن المحادثات تركزت أيضاً على مساعدة روسيا في تطوير وتحديث منظومة الأسلحة التي يمتلكها الجيش الوطني.
ومنذ 4 أبريل الماضي، تشن قوات الجيش الليبي هجوما على طرابلس، بهدف تطهيرها من الميليشيات المتطرفة والمسلحين.
فيما أعلن الجيش الليبي مقتل القيادي في تنظيم داعش عبدالسلام بورزيزة، الخميس، خلال المعارك مع قوات حكومة الوفاق بمحور طريق المطار جنوب العاصمة طرابلس، في وقت شددت تونس الإجراءات الأمنية على حدودها مع ليبيا بسبب أنباء عن تواجد زعيم داعش أبوبكر البغدادي هناك.
من جهة أخرى، وصف وزير الخارجية الإيطالي، إينزو موافيرو ميلانيزي الوضع في ليبيا بالصعب للغاية، مطالبًا بتعاون دولي أوسع لحل الأزمة.
وقال ميلانيزي خلال جلسة استماع مشتركة أمام لجنتي الخارجية والدفاع في مجلسي الشيوخ والنواب أمس: ربما يتطلب الأمر صبرًا كبيرًا فيما يتعلق بجهود إعادة الاستقرار هناك، بحسب وكالة (آكي) الإيطالية.
وشدد على أن ذلك يتطلب أولاً وقبل كل شيء تعاونًا دوليًا أوسع. وهناك، على وجه الخصوص، حاجة إلى التزام أكثر نشاطًا ووضوحًا من طرف الاتحاد الأوروبي.
وقال الوزير: لا يمكن التفكير في أن دولة واحدة، بغض النظر عن مدى قربها، بوسعها أن تحقق الاستقرار في ليبيا بمفردها».بدورها، قالت وزيرة الدفاع الإيطالية إليزابيتا ترينتا أن حكومة بلادها تواصل دعم التوصل إلى حل سياسي في ليبيا .وأضافت، خلال الجلسة: نحن بحاجة إلى إعادة جميع الأطراف إلى طاولة المفاوضات.
وقالت، لقد علمنا التاريخ أن السلام، الذي يتحقق بالسلاح، إن لم يكن مدعومًا باستقرار العلاقات بين الأطراف المعنية، سيؤدي على الفور إلى حرب أخرى. هذا هو السبب في أننا نقول إنه يتعين تجنب الحل القائم على السلاح. إنها ليست سلمية بحتة، فإذا لم يتم التوصل إلى حوار سياسي في ليبيا، فإن السلاح سيكون قليل الجدوى.
وأعلن الجيش الليبي مقتل القيادي في تنظيم داعش عبدالسلام بورزيزة، الخميس، خلال المعارك مع قوات حكومة الوفاق بمحور طريق المطار جنوب طرابلس.
ويعتبر بورزيزة المليان الملقب ب أبو خشم من أبرز عناصركتيبة راف الله السحاتي المتطرّفة، التي قاتلت قوات الجيش الليبي في معارك المعسكرات ومعارك بنينا بين سنتي 2014 و نهاية 2015، قبل أن يبايع داعش أواخر عام 2015، ويشارك معه في القتال ببنغازي، حيث ارتكب عدّة عمليات اغتيال.
في سياق متصل، عززت تونس من احتياطاتها الأمنية على طول حدودها الشرقية ورفعت درجة التأهب الخميس، إثر تلقيها لمعلومات استخباراتية، تفيد بوجود زعيم داعش الإرهابي أبوبكر البغدادي في ليبيا.
ووفق مجلة "جون أفريك"، أفادت بوجود حالة تأهب لدى الأجهزة الأمنية في تونس إثر تلقي السلطات لمعلومات من قبل التحالف الدولي تحدد مكان وجود البغدادي في جنوب ليبيا، إثر انحسار مناطق نفوذ داعش في سوريا بشكل شبه كامل
وكان الجيش الوطني الليبي أطلق عملية عسكرية في منتصف يناير الماضي، بهدف تأمين جنوب غربي البلاد من الإرهابيين وتشكيلات الجريمة المنظمة وعصابات المعارضة التشادية.
على صعيد آخر، ما زالت حكومة السراج تعول على تغيير الرئيس الأميركي دونالد ترمب موقفه من الأزمة الليبية لصالحها، حيث احتفت وسائل إعلام تابعة للحكومة برسالة وجهها أربعة أعضاء في مجلس الشيوخ الأميركي يطالبون ترمب بتشجيع وقف إطلاق النار ودعمه علناً، والتأكيد على الحل السياسي الذي تقوده الأمم المتحدة، وممارسة ضغوط دبلوماسية لإشراك جميع الأطراف في عملية انتقالية بقيادة مدنية.
وعبّر أعضاء الكونغرس، في رسالة وجّهوها لترمب، عن قلقهم من هجوم حفتر على طرابلس، واعتبروا أن الهجوم قد يشعل حرباً أهلية أكثر عنفاً، وأن هناك مخاوف جدية بشأن التهديدات الإرهابية الآتية من ليبيا.
وعاشت العاصمة طرابلس منذ ذلك الحين، حالة من التوتر والحروب المستمرة، لم تشهد فيها هدوءا، حيث سادت فيها لغة الحرب، إذ أدت كثرة الكتائب المسلحة وبمسمياتها المختلفة، منها من داخل طرابلس ومنها من خارجها، إلى صدام بين الحين والآخر تسبب بتعكير صفو الحياة في المدينة.
وشهدت طرابلس في تلك الفترة حالة من الترقب بعد سيطرة قوات فجر ليبيا على العاصمة وإعلان حكومة الإنقاذ المحسوبة علي جماعة الإخوان والتي ترأسها عمر الحاسي وتبعه في رئاستها خليفة الغويل، وتسببت تلك المرحلة بانقسام سياسي كاد أن يدخل البلاد في حرب أهلية دموية إلى أن أعلن في 17 من ديسمبر عام 2015 عن اتفاق الصخيرات وولادة المجلس الرئاسي وحكومة الوفاق التي حلت محل حكومة الإنقاذ التي بدورها لم تتراجع عن هدفها في السيطرة على الحكم ما أربك المشهد في تلك الفترة .
ومن أبرز المعارك والاشتباكات التي عاشتها طرابلس كانت بدايتها في 15 نوفمبر عام 2013، حين خرجت مظاهرة سلمية بعد صلاة الجمعة واتجهت إلى منطقة غرغور مطالبة بخروج التشكيلات المسلحة منها لتواجه تلك المسيرة برماية مسلحة مجهولة أدت إلى تفاقم الوضع وسقوط العشرات من الضحايا والمئات من الجرحى.