فيلق القدس يواجه "داعش" في العراق.. حرب ضد التنظيم أم بسط للنفوذ الإيراني؟!
الخميس 30/أكتوبر/2014 - 08:08 م
طباعة

على الرغم من إعلان إيران أكثر من مرة، بعدم وجود نية لإرسال قوات إلى العراق، والاكتفاء بتقديم الدعم اللوجستي والمخابراتي والأمني والسلاح لقوات الجيش العراقي، تحول هذا التصريح إلى النقيض عبر إعلان صريح بوجود قوات إيرانية برئاسة قائد "فيلق القدس" قاسم سليماني، المكلف بشئون العراق وسوريا ولبنان، ليقود الحرب ضد ما يسمى بـ"تنظيم الدولة الإسلامية "داعش".
قاسم سليماني يقود الحرب

قالت وكالة "فارس" الإيرانية أن قائد "فيلق القدس" في الحرس الثوري الإيراني، قاسم سليماني، هو القائد الفعلي للقوات العراقية التي تقاتل "داعش"، مضيفة أن الشعب العراقي يثق بقواته وليس بالتحالف الدولي الذي تقوده واشنطن.
وأشارت الوكالة الإيرانية إلى أن "فيلق القدس" قدم الدعم الاستشاري واللوجستي لحماية العراق من الانهيار، ورأت أن التحالف الدولي لم يحقق أي شيء سوى مساعدة كردستان وتحرير سد الموصل خدمة للأكراد ذوي حلم الانفصال عن العراق في دولة مستقلة.
يأتي ذلك متناقضا مع تصريحات رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، الذي يصر على أن بلاده ليست بحاجة لإرسال قوات عربية أو أميركية لمواجهة «داعش» بقدر ما إنها بحاجة إلى تدريب وأسلحة، وهذا كلام معقول، لكن ما الذي يفعله الجنرال الإيراني قاسم سليماني، قائد فيلق القدس في العراق، خصوصا وصوره منتشرة إلى جانب عراقيين يقاتلون «داعش» بمعركة «آمرلي» التي خاضتها قوات الحشد الشعبي بقيادة رئيس منظمة بدر هادي العامري؟ المحسوب علي الحرس الثوري الايراني.
إعلان وكالة أنباء فارس قيادة قاسم سليماني وضعت رئيس الوزراء في موقف صعب، فكيف يرفض وجود القوات أجنبية والعربية، في حين يرحب بوجود قوات إيرانية تحارب داعش في العراق، الأمر الذي قد يؤجج فتنة الحرب المذهبية.
قوات الحرس الثوري

حسب خبراء في الشأن العراقي، فإن سليماني ممسك بزمام الأمور في العراق بشكلٍ كامل، كما أنه المؤسس للسياسة الإيرانية هناك، ومؤخرًا نشر فيديو للواء سليماني وهو يرقص مع بعض الجنود في العراق، بعد تحرير قرية آمرلي من حصار "داعش" الذي استمر 70 يومًا، كما أعلن قائد القوات الجوية في الحرس الثوري العميد علي حاجي زادة، أنَّ القائد سليماني استطاع مع 70 شخصًا فقط أن يوقف تقدُّم تنظيم داعش على العاصمة الكردية أربيل، وإضافةً إلى تواجده العسكري بشكل شخصي في العراق، فإن تنظيمات عدة داخل العراق تتلقى تمويلها من إيران تتعامل مع سليماني بشكل مباشر، وتخضع لقيادته.
كما كشفت قناة "سي إن إن" الامريكية، نقلاً عن مصادر لم تسمها، أن إيران نشرت ثلاث وحدات من الحرس الثوري بالعراق مع سيطرة تنظيم الدولة على الموصل.
وذكرت صحيفة "وال ستريت جورنال" الأمريكية أن قوات إيرانية تابعة للحرس الثوري دخلت الأراضي العراقية، وحققت بعض التقدم الناجح واستعادت أجزاء كبيرة من مدينة تكريت العراقية.
و أكدت الصحيفة الأمريكية أن القوات المشتركة العراقية الإيرانية تسيطر الآن على 85% من مدينة تكريت وتقوم قوات "فيلق القدس" بحراسة المراقد الشيعية المقدسة في النجف وكربلاء، وأن قائد هذه القوات الجنرال قاسم سليماني متواجد حاليا في بغداد لدراسة سبل إدارة الأزمة الراهنة.
غير أن الموقع الإيراني شكك بهذه المعلومات، مؤكداً أن أي مصدر إيراني لم يؤكد بعد تواجد القوات الإيرانية في العراق، خاصة أن العراق لم يقدم طلباً رسمياً لإرسال قوات إيرانية إلى أراضيه.
واستنتج الموقع القريب من بعض صناع القرار في إيران بما أن القوات العراقية لديها القدرة على حسم المعركة الراهنة فإن إرسال قوات إيرانية إلى هذه البلد غير وارد.
المشهد الآن

يبدو أن آيات الحكم في إيران استغلوا توسع تنظيم "داعش" في العراق والتحالف الدولي لمحاربته، لتحقيق توسعات كبيرة في العراق ومد نفوذهم بشكل قوي وصريح، وليس عبر الستار كما كان يجري في السنوات التي جاءت عقب الاحتلال الأمريكي للعراق في 2003، وهو ما يشير إلى أن العراق أصبح تحت النفوذ الإيراني الصريح عبر المليشيات الشيعية وقوات فيلق القدس التي تحارب جميها تحت قيادة قاسم سليماني.