عبدالرحيم علي يحذر من مخططات إيران لتمزيق المنطقة العربية
السبت 31/أغسطس/2019 - 11:20 ص
طباعة
طالب عبدالرحيم علي، عضو مجلس النواب، ورئيس مركز دراسات الشرق الأوسط بباريس "سيمو"، جامعة الدول العربية والمجتمع الدولى، بسرعة التحرك لمواجهة الأوضاع الصعبة داخل اليمن، التى تُثير المزيد من الانزعاج والقلق، خاصة في ضوء التطورات الأخيرة المُقلقة في الجنوب وبالتحديد في العاصمة المؤقتة عدن، وما تنطوي عليه تلك التطورات من تأثيرات سلبية على استقرار اليمن ووحدة ترابه الوطني وتكامله الإقليمي.
وكشف "علي"، في بيان أصدره، اليوم السبت، أن مركز دراسات الشرق الأوسط بباريس يعد حاليًا دراسة شاملة يكشف فيها بالأدلة والمستندات والوثائق الأطماع الإيرانية الكبرى ومحاولاتها للسيطرة على الدول والمقدرات العربية بصفة عامة وداخل منطقة دول الخليج العربى بصفة خاصة، لفضح التدخلات الإيرانية داخل الدول العربية، وفى مقدمتها اليمن، مطالبًا الدول العربية بالإسراع فى تنفيذ المبادرة التاريخية التى أطلقها الرئيس عبدالفتاح السيسى فى عام 2015 لتشكيل قوة عسكرية عربية لمواجهة الإرهاب.
وناشد "علي"، كل الأطراف والشعب اليمني الشقيق، بالجلوس على مائدة موحدة للحوار الوطنى لإنقاذ اليمن، لأن تمزيق وحدة اليمن لن يصب في صالح الشعب اليمني ولن يؤدي سوى لمزيد من التشرذم والاضطراب، وهذا ما تسعى إليه الدول والأنظمة التى تمول وتسلح وتأوى الإرهاب والإرهابيين على أراضيها، ناهيك عن التدخل الإيرانى السافر فى الشأن اليمني الداخلي خاصة فى ظل استمرار جماعة الحوثي في إطلاق الصواريخ على الأراضي السعودية، والذى يقضي على فرص الحل السّلمي للأزمة، ويُمثل انتهاكًا خطيرًا للأمن والسّلم الدوليين واستفزازًا مقصودًا للمملكة بغرض إشعال الموقف وإطالة معاناة الشعب اليمني.
وقال الدكتور عبدالرحيم علي، إن جماعة الحوثي لا تزال مستمرة ومصرة على ممارسة الانتهاكات الخطيرة ضد حقوق الإنسان في الأراضي التي تُسيطر عليها، وأكبر دليل على ذلك أحكام الإعدام التي أصدرتها الجماعة بحق ثلاثين معتقلًا الشهر الماضي، من بينهم أساتذة جامعات وناشطون يشملهم اتفاق تبادل الأسرى ضمن تفاهمات استوكهولم، مؤكدًا أن هذا السلوك يمثل انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي الإنساني ويكشف بجلاء عن الوجه القبيح وعن الطبيعة الحقيقية لممارسات جماعة الحوثي، والتي تعكس انسلاخًا كاملًا من الشرعية وإهدارًا لقيم العدالة وأبسط حقوق الإنسان للعيش فى أمن وسلام واستقرار.
وكشف عبدالرحيم علي، أن السطو الإيراني بسط نفوذه في اليمن منذ أكثر من عقدين من الزمن، حيث زرع الميليشيات الإرهابية وتمويلها مثل الميليشيات الحوثية التي تمثل إحدى أبرز أذرع النفوذ الإيراني في الخارج، ويتواصل دعم النظام الإيراني حاليًا للحوثيين بالسلاح والصواريخ، إضافة إلى دعمهم سياسيًا وعسكريًا، والنتيجة أنه ما إن تتدخل إيران في بلد إلا وتحوله إلى قاعدة لاستهداف الأمن القومي العربي، مخلفة الفوضى والدمار في كل مكان، مثلما حدث في العراق وسوريا واليمن ولبنان، مشيرا إلى أن التدخل الإيراني في اليمن عبارة عن مخطط توسعي طائفي، هدفه إخضاع المنطقة لنفوذ ولاية الفقيه من خلال إسقاط الدول لتحل محلها الطوائف واستبدال الجيوش بالميليشيات الدموية التي تقتل وتدمر الإنسان العربي، وذلك بارتكاب إيران عبر أدواتها الحوثية جرائم القتل والهدم والتفجير والتخريب ضد اليمنيين في شكل ممنهج ومدروس، إضافة إلى نشرها الأفكار الطائفية لتمزيق النسيج الاجتماعي ونسف التعايش السلمي، فالتدخلات الإيرانية عبر أدواتها الحوثية تتسبب في كارثة إنسانية حقيقية مخلفة آلافًا من القتلى والجرحى.
وأكمل: "إيران لم تكتف بتفخيخ العقول، بل زرعت عبر أدواتها الحوثية الآلاف من الألغام التي تحصد أرواح الأبرياء في شكل يومي في العديد من المدن والأرياف التي عجزت عن البقاء فيها في ظل صمت عجيب لمنظمات حقوق الإنسان"، مشيرًا إلى أن الأطماع الإيرانية لم تكتف بتدمير اليمن بل تسعى إلى نقل التجربة إلى كل الدول العربية وتهديد الأمن الإقليمي والدولي من خلال تهديد الملاحة الدولية عبر زرع الألغام البحرية واستهداف السفن التجارية بالصواريخ الذكية، التي تأتي من إيران، واستهداف المدن السعودية بالصواريخ الإيرانية الصنع.