حكيم الله محسود.. القائد الثاني لطالبان باكستان
الثلاثاء 31/يناير/2023 - 09:33 ص
طباعة
حسام الحداد
حكيم الله محسود (1979- 1 نوفمبر 2013)هو ثاني زعيم لحركة طالبان باكستان وأحد أهم قادتها العسكريين، وأبرز قادتها قربا إلى الزعيم الراحل بيت الله محسود.
ولد في منطقة كوتكاي بجنوب وزيرستان، وكان تعليمه الوحيد في مدرسة بإحدى القرى الصغيرة في مقاطعة هانغو شمال غرب باكستان.
اسمه الحقيقي "ذو الفقار" وهو في عقده الثالث، واشتهر في صفوف طالبان بمهاراته القتالية وبأنه العقل المدبر لعمليات الحركة ضد قوافل إمدادات حلف شمال الأطلسي (ناتو) بأفغانستان عبر ممر خيبر الباكستاني.
طالبان باكستان
هي حركة تحت مظلة حركة طالبان، وهي طرف أساسي في الصراع مع الحكومة المركزية الباكستانية. ومن بين ما تقوم به هذه المجموعة المواجهة مع الجيش الباكستاني، محاولاتها لفرض تطبيق الشريعة في باكستان ومحاربة قوات الناتو في أفغانستان.
تشكلت بداية هذه الحركة في 2002 حين قام الجيش الباكستاني بفرض سيطرته على منطقة القبائل بغرض وقف تنقل المسلحين على الحدود مع أفغانستان. وفي 2007 أعلن تشكيل تلك الحركة رسميا بقيادة بيت الله محسود.
يقدر عدد المقاتلين في صفوفها ما بين 30 إلى 35 ألف مسلح معظمهم من خريجي ومنتسبي المدارس الدينية، التي تتبع المدرسة الديوبندية وتدرس فقه الإمام أبو حنيفة.
التنظيم رغم احتفاظه حتى الآن باسم حركة طالبان باكستان في وسائل الإعلام غيّر اسمه إلى "مجلس شورى المجاهدين" يوم 23 فبراير 2009 إثر توحد قادة ثلاثة تنظيمات رئيسية تحمل اسم حركة طالبان باكستان هم بيت الله محسود وحافظ غل بهادر ومولوي نذير.
التحاقه بصفوف المجاهدين
انضم إلى صفوف المجاهدين وعمل في بداياته حارسا شخصيا ومساعدا لزعيم طالبان باكستان الراحل بيت الله محسود. واكتسب سمعة داخل الحركة؛ نظرا لمهارته وشراسته في قتال الخصوم.
وبزغ نجمه في صفوف الحركة منذ عام 2007 إثر سلسلة عمليات قادها ضد القوات الباكستانية، وكان من أبرزها اختطاف ثلاثمائة جندي من الجيش الباكستاني في جنوب وزير ستان. وطالبت الحركة حكومة باكستان بتسليمها عددا من كبار قادتها مقابل إطلاق الجنود المحتجزين لديها، وتم لها ما أرادت.
قيادة الحركة
تولى قيادة طالبان باكستان في أغسطس 2009 خلفا للزعيم السابق بيت الله محسود الذي قتله صاروخ أطلقته طائرة بدون طيار تتحكم بها الاستخبارات المركزية الأمريكية في معقله جنوب وزير ستان على الحدود مع أفغانستان.
جائزة حكومية
من جهتها، عرضت السلطات الباكستانية في الثاني من نوفمبر 2009 مكافأة مقدارها ستمائة ألف دولار لمن يدلي بمعلومات تؤدي إلى اعتقاله أو قتله، كما عرضت نفس المكافأة لقاء معلومات مماثلة عن القياديين في الحركة ولي الرحمن وقاري حسين.
في 14 يناير عام 2010، أعلن متحدث باسم طالبان باكستان أن زعيم الحركة نجا من غارة جوية نفذتها طائرة أمريكية من دون طيار على مجمع في شمال وزير ستان.
وكان حكيم الله محسود قال: إن وسائل الإعلام الباكستانية تروج لشائعات مفادها أنه قتل، وذلك في تسجيل صوتي بث بعد يوم واحد من الغارة الجوية التي استهدفته.
وتأتي هذه العملية بعد أيام من ظهوره في تسجيل مصور برفقة الأردني همام البلوي منفذ هجومٍ في خوست حيث قتل نهاية العام 2009 سبعة من ضباط وكالة الاستخبارات الأمريكية.
اغتياله
وقد اغتيل حكيم الله محسود بالطريقة ذاتها في 2 نوفمبر 2013 عندما استهدفته طائرة أمريكية بدون طيار مع أربعة من مساعديه في شمال وزير ستان؛ مما أدى إلى مقتلهم جميعا.
غير أن الحكومة الباكستانية بزعامة نواز شريف احتجت على اغتياله هذه المرة، ووصف وزير الداخلية نصار شودري العملية بأنها "اغتيال لجهود السلام" التي تبذلها الحكومة مع الحركة.
باكستان تستدعي سفير أمريكا للاحتجاج على مقتل «محسود»
وفي 3 نوفمبر 2013 استدعت باكستان، السفير الأمريكي في إسلام آباد للاحتجاج على هجومين بطائرات بدون طيار أدى أحدهما إلى مقتل زعيم حركة طالبان الباكستانية حكيم الله محسود، حسبما أعلنته وزارة الخارجية الباكستانية في بيان رسمي.
وأكد الحكومة الباكستانية حسب تقرير لـ«العربية نت»، أنها تواصل المحادثات مع حركة طالبان الباكستانية التي قُتل زعيمها في غارة 1 نوفمبر 2013، وكشفت عن استدعائها السفير الأمريكي ريتشارد أولسن للاحتجاج على الضربة الصاروخية التي أسفرت عن مقتل "محسود". واتهم وزير الداخلية الباكستاني شودري نثار، الولايات المتحدة "بإحباط" الجهود الهادفة لفتح محادثات سلام مع طالبان عبر قتلها زعيم حركة طالبان الباكستانية حكيم الله محسود في غارة من طائرة بدون طيار.
ومن جانبها أعربت حركة طالبان الأفغانية، عن جام غضبها لمقتل زعيم طالبان الباكستانية حكيم الله محسود، معتبرة إياه "خسارة كبرى"، وحثت إسلام آباد على منع أي ضربات جديدة من الطائرات الأمريكية بدون طيار. وكانت الولايات المتحدة الأمريكية قد وضعت مكافأة بقيمة خمسة ملايين دولار لمن يعثر علي زعيم طالبان الباكستانية حكيم الله محسود، والذي قتل في ضربة من طائرة أمريكية بدون طيار استهدفت سيارته في منطقة شمال وزير ستان القبلية قرب الحدود الأفغانية.