أكراد شمال وشرق سوريا وتخوفات من عودة "داعش"

الإثنين 07/أكتوبر/2019 - 11:12 ص
طباعة أكراد شمال وشرق سوريا حسام الحداد
 
راهن من صنعوا داعش على أنه سيكون التنظيم الأكثر توحشا في مسار الإرهابيين، والأعمق توظيفا ودمجا في سياسات إقليمية ودولية، والأوسع طموحا في مشروع المتطرفين أو معتنقي "التطرف العنيف"، والأعلى صخبا في العالم بأسره، والأكثر قدرة في تغيير مصائر دول، أو إعادة صياغة مجتمعات بشرية، أو هندسة الجغرافيا بطريقة تختلف عما كان سائدا أيام الحقبة الاستعمارية وما تلاها.
وبعد هزيمة التنظيم على أرض الواقع في العراق والشام، بدأ الجميع يلتقط أنفاسه ويفكر في مستقبليات التنظيم واعادة عناصره الى دول المنشأ، الا ان هناك من يحاول اعادة هيكلة التنظيم مرة أخرى لعودته أكثر خطورة من ذي قبل، وفي هذا الصدد حذرت "الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا" التابعة للأكراد وغير المعترف بها دوليا من خطورة عودة خطر "داعش"، خاصة في مخيم الهول للاجئين، حال إقدام تركيا على شن عملية عسكرية شرق الفرات.
وقالت الإدارة الذاتية، في بيان أصدرته يوم الأحد 6 اكتوبر 2019، إن أكبر وأخطر "موجة نزوح" شهدتها مناطق سيطرة قواتها  "كانت في غضون الانتصارات العسكرية" على تنظيم "داعش"، وآخرها في معركة الباغوز التي وصفتها بـ "نقطة الانعطاف في معادلة الأزمة السورية والشرق أوسطية".
وأضاف البيان: "على إثرها سلم الآلاف من المقاتلين وعوائلهم أطفالا ونساء إلى قوات سوريا الديمقراطية لإيوائهم في مخيم الهول، والذي يعتبر من أكبر المخيمات في الشرق الأوسط وأخطرها في العالم، حيث يأوي هذا المخيم 71658 نازحا ولاجئا وفقا للإحصائيات الرسمية الأخيرة، وهم يحملون جنسيات أكثر من ستين دولة".
وأوضحت الإدارة الذاتية أن بينهم 30890 لاجئا عراقيا و30314 نازحا سوريا و10454 مهاجرة من مختلف الدول "من عوائل التنظيم الإرهابي ولسن أقل خطورة من آلاف مقاتلي التنظيم في مراكز التوقيف لدى قوات سوريا الديمقراطية".
وتابع البيان: "هذا ما يكلف الإدارة الذاتية أعباء مادية وأمنية كبيرة. هذا المخيم... يعتبره الكثير من متابعي الشأن الإنساني والهجرة بمثابة برميل من البارود يشهد وبشكل يومي حوادث قتل وطعن وحرق للنازحين واللاجئين وتهديد للمنظمات الإنسانية والجهات الأمنية والإدارية القائمة على المخيم ومحاولات الهرب إلى جهات مجهولة".
وقالت الإدارة الذاتية إن "المهاجرات الداعشيات يقمن بتنظيم أنفسهن داخل المخيم ونشر الفكر المتطرف لدى الأطفال دون سن الرشد"، واعتبرت أن "هذا إن دل على شيء إنما يدل على الارتباط الموضوعي الوثيق بين ما يجري داخل المخيم وتهديدات حزب العدالة والتنمية (الحاكم في تركيا) على لسان رئيسه (رجب طيب) أردوغان".
وأردفت: "إذا ما خاطر وجازف أردوغان في تنفيذ تهديده ووعيده اليومي، فإن المنطقة ستكون بين لهيب من النار ونشر الفوضى التي لا تحمد عقباها وسيكون من الصعوبة بمكان السيطرة عليها. خاصة ما سيؤول إليه المصير في مخيم الهول من إعادة تنظيم داعش لترتيب أوراقه والبدء بمرحلة جديدة عنوانها القتل والتطرف والفوضى العارمة، ولن تقف حدودها عند جغرافية بعينها بل ستنتشر في كل الجغرافيات وأمام هذا المشهد الخطير ورغم المناشدات من قبل الإدارة الذاتية للمجتمع الدولي لتحمل مسؤولياته".
وناشدت الإدارة الذاتية "جميع الأطراف المعنية بالشأن السوري لتحمل مسؤولياتها الأخلاقية والإنسانية والحقوقية لاستلام رعاياها والقيام بواجبها تجاه النازحين واللاجئين... ماديا ومعنويا"، إضافة إلى "ضرورة إنشاء محكمة دولية في شمال وشرق سوريا لمحاكمة عناصر تنظيم داعش الإرهابي وفقا للقوانين الدولية ومبادئ حقوق الإنسان".

شارك