هل قادت فزاعة داعش الجمهوريين للفوز في انتخابات الكونجرس؟

الجمعة 07/نوفمبر/2014 - 06:36 م
طباعة هل قادت فزاعة داعش
 
هل قادت فزاعة داعش
قد تعني معاقبة الناخبين الأمريكيين للرئيس باراك أوباما وحزبه الذي مُنِي بهزيمة في الانتخابات النصفية للكونجرس، عودة الحقبة «الذهبية» للجمهوريين، وسيعدّون لاستعادة البيت الأبيض في الانتخابات الرئاسية المقبلة، وإن كانت «ذهبية» لديهم ستنعش طموحات القوة، لطي صفحة انكفاء أمريكا في العالم، واهتزاز صورتها الذي شجع الكرملين وبكين على «التمرد» واللعب على حبال رياح «الحرب الباردة»، فالأكيد أن ما يعني العرب العاجزين أمام تمدد عواصم الخراب في منطقتهم، سيقسّمهم مجدداً: تحالف أمر واقع مع أمريكا قوية ولو كان على رأس إدارتها صقور استئصاليون، جاهزون لشن حروبٍ على الأرض للقضاء على وباء الإرهاب... أم توجس وجفاء، لأن «داعش» موجودة بقوة في خلفية المشهد وفي المقدمة ايضا  بعد تذكير  الجمهوريين باساليب الإرهاب  والإقصاء والتعذيب، حين كان العراق تحت الاحتلال الأمريكي؟
ولأن أمام العرب سنتين، حتى يتبدل ساكن البيت الأبيض، والتي درجت العادة على تسمية الرئيس الأمريكي أو سياسته بـ «بطة عرجاء» خلال النصف الأخير من ولايته الثانية، فالحال أن أوباما الذي بدأ ولايته الأولى بكثير من الوعود «الرومانسية»، متهم بأنه هو الذي نال من هيبة الولايات المتحدة في العالم، إذ استعجل اللعب بكل الأوراق التي تملكها، وكشفَها للخصوم.
هل قادت فزاعة داعش
الأمر الذى يؤكد علي صورة الرئيس المحبَط والمحبِط، المتردد الذي قيل يوماً إنه خضع لـ «بلطجة» الروس، من سورية إلى أوكرانيا.
قد يكون رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو بين المبتهجين بهزيمة حزب أوباما في انتخابات الكونجرس، المترقبين لعودة غلاة المحافظين الجدد إلى البيت الأبيض، بعدما عانى «بيبي»- حسب شهرته - ما عاناه من «مناكفات» أوباما، رغم كل ما قدمته إدارة الديمقراطيين لضمان أمن إسرائيل، وسط عواصف «الربيع العربي»، وزلزال الثورات والانتفاضات. يكفي نتانياهو أنه أحبط آمال أوباما الذي بدا مطلع عهده واثقاً بأنه هو الذي سيدخل التاريخ بوصفه «بطل» السلام الفلسطيني- الإسرائيلي.
وقد يكون مرشد الجمهورية الإسلامية في إيران علي خامنئي في طليعة المتوجسين من احتمال عودة صقور اليمين للتحكم بمجلسي الكونجرس، خصوصاً في مواجهة «عدوانية» لم يخفِها الرئيس فلاديمير بوتين في إدارته حرب أوكرانيا ومعارك الدفاع عن النظام السوري، وإن كان هذا التوجس يفسر في جانب منه الاندفاعة الإيرانية الشرسة في سورية واليمن (تحريض الحوثيين) بعد تحريض المعارضة البحرينية على اللاعودة إلى الحوار، وترسيخ أقدام «حزب الله» في وحول الحروب السورية، فالواقع يقتضي الاعتراف بأن طهران باتت في موقع القوة من بغداد إلى دمشق وبيروت وصنعاء..  توسّع «محور الممانعة» تحسباً لفشل مفاوضات الملف النووي.
والأكثر دهاءً أن تبدو إيران في موقع المتفرج، فيما التحالف وعلى رأسه ما كان يوماً «شيطاناً أكبر» لديها، «ينظف» ساحتها الخلفية، العراق من مذابح  أبو بكر البغدادي.
هل قادت فزاعة داعش
في عهد أوباما، بات «الحرس الثوري» على ضفاف المتوسط، ووسعت إيران دائرة نفوذها بين دجلة والفرات، ومددها الحوثيون إلى البحر الأحمر. في عهد أوباما شنت إسرائيل أشرس حرب على الفلسطينيين في قطاع غزة، بررتها إدارته وغطتها فظائع الإرهاب في المنطقة العربية، ومازالت أثر حرب غزة قائمة وفي عهده أيضاً، وتحت غطاء إيراني- روسي أُبِيد في سورية مئتا ألف سوري خلال أقل من 4 سنوات.
نزع أوباما فتيل السلاح الكيماوي السوري حمايةً لإسرائيل، وفتكَ «داعش» بسوريين وعراقيين، ذبحاً وإعداماً وتشريداً وللآن لم يشعر احد بفائدة لحرب التحالف التي تقودها أمريكا والتي تكلفها اموال طائلة ولم يتحدد موعدا لنهايتها بعد  . فهل يمكن العرب أن يأملوا برئيس أمريكي جمهوري، لا يوسع طوق عواصم الخراب؟ الرئيس «الديمقراطي» الذي استمرأ التفرج على زلازل الدمار الشامل، ألم يمهد الأرض للصقور الذين ما زالوا يحلمون بالشرق الأوسط الجديد؟
الأكيد أن خوف أوباما من تفشي «إيبولا» لم ينجح في تحويل اهتمام الناخب الأمريكي وقلقه من تفشي «داعش» في الولايات المتحدة، بهذا المعنى كان «الجهاديون»- كفزاعة كبرى- هم الناخب الأكبر وراء نجاح الجمهوريين .

شارك