مفتي الأردن: الأمة الإسلامية تعاني من فوضى أخلاقية

الثلاثاء 15/أكتوبر/2019 - 07:14 م
طباعة مفتي الأردن: الأمة
 
قال الدكتور محمد الخلايلة – المفتي العالم للمملكة الأردنية الهاشمية- إن اختيار دار الإفتاء المصرية لموضوع إدارة الخلاف الفقهي كعنوان للمؤتمر العالمي للأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم، يعكس الوعي بأهمية هذا الموضوع الهام.
وأضاف في كلمته التي ألقاها في المؤتمر: «كلنا يدرك ثناء الإمام أحمد للشافعى، وقد خالفه في الكثير من المسائل، هكذا كان يتسم الأدب في التعامل مع الأسلوب الحضارى في إدارة الخلاف الفقهى».
وأوضح أن أدب الاختلاف أصل عتيد في شريعتنا الإسلامية، وليس محل خلاف أو اختلاف، وقد نهل الصحابة رضوان الله عليهم والسلف الصالح من معين هذا الأدب وارتشفوا من رحيقه.
ولفت فضيلته النظر، إلى أن الاختلاف واقع لا محالة لعوامل متنوعة، في مسائل تختلف فيها المدارك والأفهام، ولهذا لم يقصد سلفنا الصالح الاختلاف لذاته، بل كان الهدف عند الجميع هو القصد إلى موافقة الشارع فيما قصد؛ لذا فإن المختلفين وإن اختلفوا في مسألة معينة فهم متفقون من جهة القصد إلى موافقة الشارع والوصول إلى مراده، فالمجتهد الذى يملك أدوات الاجتهاد مأجور على الاجتهاد، سواءً أصاب أو أخطأ، ونتساءل اليوم كيف سيطر هذا الأدب الجم على الخطاب المعاصر؟
وأضاف «الخلايلة»، أن فوضى الواقع والانحياز إلى أفكار منحرفه، قد ذهب بهذا الأدب، وأصبح الخلاف مذمومًا ينطوي على الغرور والتعصب لاتجاهات معينه وأقوال أشخاص وجماعات، ولو كان في هذا مخالفه صريحه للأدلة الشرعية فمتى كان في فقهنا الإسلامى أن من يحرق نفسه أو يقتل نفسه شهيدًا؟!.، كما أصبح الرد على المخالف بالسب والطعن في العلماء، ولا نعتقد أن هناك فوضى في الفتوى في هذا الزمن بقدر ما نشعر أن هناك فوضى أخلاقيه، وصراع تيارات عمت العقول عن إدراك الخلاف، ونتمنى أن نجد ردود شرعية وقبول للرأي الآخر؛ لأن الفوضى جرفت الكثير من العقول والأذهان، وانساق معها الكثير أنها أهواء تلاعبت بكثير من العوام.
ودعى مفتي الأردن إلى الاجتهاد الجماعى خاصة في القضايا التي تهم الأمة جمعيا لضبط مقاصدها ، لافتًا إلى النبي صلى الله عليه وسلم قد استشار الصحابه في أكثر من واقعة ، ولو عدنا إلى سنوات مضت وتتبعنا الكثير من الفتاوى ووضعناها في ميزان العدل والمقاصد والمآلات، لوجدنا حجم الخطر الكبير الذى يحيق بنا، فالواجب الشرعى يحتم علينا أن نتناصح ونتبادل وجهات النظر، وأدب الاختلاف يجب ألا يضيع في خضم الواقع الذى نعيشه؛ لنرأب الصدع الذى الم بمجتمعنا.
وبدأت فعاليات النسخة الخامسة من المؤتمر العالمي للأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم، صباح اليوم بالقاهرة تحت مظلة دار الإفتاء المصرية، وشهدت الفعاليات المنظمة تحت عنوان «الإدارة الحضارية للخلاف الفقهي» حضور نُخبةٍ مِنَ العلماءِ والمُفتينَ والسفراء ورجال الدولة والباحثِينَ المتخصصينِ مِنْ مُخْتَلِفِ البلدانِ، ومن المنتظر أن تستمر وقائعه وجلساته حتى غد الأربعاء.

شارك