العبد: مؤتمر الإفتاء مساهمة جادة لعلاج التضارب والاختلاف الأهوج

الأربعاء 16/أكتوبر/2019 - 11:07 ص
طباعة العبد: مؤتمر الإفتاء حسام الحداد
 
أشاد فضيلة الأستاذ الدكتور أسامة العبد ، رئيس لجنة الشئون الدينية والأوقاف بمجلس النواب المصرى الأمين العام لرابطة الجامعات الإسلامية ، بالتنظيم الجيد الذى جاء فى أفضل صورة وحسن الإخراج للمؤتمر العالمى الخامس للإفتاء الذى تنظمه الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم ، تحت عنوان: "الإدارة الحضارية للخلاف الفقهي"، والذي ينعقد بالقاهرة تحت مظلة دار الإفتاء المصرية وبرعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي ، رئيس الجمهورية  ، وبمشاركة مفتون وعلماء ووفود أكثر من 85 دولة من مختلف القارات .

وقال رئيس اللجنة الدينية بمجلس النواب فى كلمته خلال رئاسته للجلسة الثانية ضمن فعاليات المؤتمر والتى ناقشت المحور الثانى للمؤتمر حول "تاريخ إدارة الخلاف الفقهى : عرض ونقد" : إن هذا المؤتمر الهام يعد مساهمة جادة لعلاج ما يوجد من تضارب واختلافات وفى مواجهة تيارات التشدد والتطرف والإرهاب وتذكير المسلمين ان الاختلاف الأهوج مرض خطير على الأمة الإسلامية ولهذا نظم هذا المؤتمر .

وأضاف د.العبد : ولهذا نتوجه بخالص الشكر لراعى المؤتمر فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسى ،رئيس الجمهورية ، وللأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء فى العالم ولدار الإفتاء المصرية على اختيار موضوع المؤتمر الذى يأتى فى وقته تماما فى ظل التحديات والمخاطر التى تواجه العالم الإسلامى فى مواجهة الجماعات والتنظيمات الإرهابية التى تسعى لنشر العنف والدماء فى كل مكان.

شارك فى فعاليات الجلسة الثانية للمؤتمر والتى حملت عنوان " تاريخ إدارة الخلاف الفقهى : عرض ونقد" كل من : فضيلة الأستاذ الدكتور نصر فريد واصل ، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، فضيلة الأستاذ الدكتور عبدالله النجار ،عضو مجمع البحوث الإسلامية ، فضيلة الأستاذ الدكتور عبدالسلام العبادى ،الأمين العام لمجمع الفقه الإسلامى الدولى ، فضيلة الأستاذ الدكتور محمد أحمد لوح ،رئيس لجنة الإفتاء باتحاد علماء أفريقيا -السنغال ، الأستاذة الدكتورة خزيمة توحيد ينجو ، رئيس شؤون الفتوى بمجلس العلماء الإندونيسى، فضيلة الدكتور أحمد ممدوح سعد ، مدير إدارة الأبحاث الشرعية وأمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية ، فضيلة الشيخ كامل الحسينى ، باحث شرعى بالأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء فى العالم .

قال الشيخ كامل الحسيني الباحث الشرعي بالأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم إنَّ من أَوْلى ما يفخر به أبناءُ الأمة الإسلامية تراثها الفقهي والتشريعي العظيم، فإن هذا المنتَج من أخص المنتجَات الحضارية الإسلامية، ومن أكثرها تميُّزًا، ولقد مثَّل الفقهُ الإسلاميُّ نسقًا معرفيًّا فريدًا له محدداته المنهجيَّة الواضحة، صنع من خلاله المجتمع الإسلامي منظومته القانونية والحقوقية بشمولية استغرقت جميعَ معارف وعلوم العصر المتاحة، وبفهم عميق للمُعطَيات الاجتماعية والثقافية للمجتمعات المسلمة.
جاء ذلك في كلمة له بعنوان "استراتيجيَّة "الأمانة العامَّة لدُور وهيئاتِ الإفتاءِ في العالَمِ" لتفعيل استثمارِ الخلافِ الفقهيِّ رؤيةٌ استشرافيَّةٌ" خلال مشاركته في الجلسة الثانية بالمؤتمر العالمي للإفتاء 2019م.
وأضاف قائلًا: "كان الخلافُ الفقهيُّ بين العلماء والفقهاء أبرز أسباب ثراء تلك المنظومة واستقرارها على هذا النحو من الشمولية والمرونة، فلولا ذلك العصف الفكري والذهني الناتج عن عملية الخلاف لما كان لهذا الثراء أن يتحقَّقَ؛ فتعدُّد وجوه الاستنباط وتحليل النصوص، وتنقيح عِلل الأحكام وأبعادها المقاصدية كان من شأنه أن يُنتِج هذه المادة الفقهية الغنية ذات الاتجاهات والمناهج المتعدِّدة". 

ولفت النظر إلى أن صياغة الاستراتيجية تعد من أهم عوامل نجاح أيِّ مؤسَّسة؛ فهي خطة مستقبليَّة على مستوًى عالٍ تضمن تحقيق الأهداف من خلال استخدامها وسائل معيَّنة، وبدون الاستراتيجية لا يمكن لأيِّ منظَّمة أن تتقدَّمَ عبر المدى الطويل، ولا تستطيع أن تنتقل من مرحلة إلى أخرى؛ فالاستراتيجيَّة هي الوسيلة التي من خلالها تستطيع المنظَّمةُ تحقيقَ أهدافها في حدود جدولها الزمني. 

وشدد الشيخ الحسيني على أن التحدِّي الأبرز ليس بيان ماهيَّة الخلاف وطبيعته، وتعاطي الفقهاء معه، وإثبات كونه ظاهرة صحية، وسببًا في الثراء الفقهي والتشريعي، وإنما التحدِّي الأهم في الوقت الراهن هو إدارة ذلك الخلاف الفقهي بما يحقِّق الغايات المنشودة من الاستفادة بالتراث الفقهي والتشريعي، واستثمار ذلك الخلاف في دعم التماسُك الاجتماعي المعاصر، والمشاركة في عمليات العمران، والإسهام في الحضارة الإنسانية المعاصرة.

وعن رؤية الأمانة في استثمار الخلاف الفقهي قال فضيلته إن استخدام الخلاف الفقهي كأداة للإسهام الحضاري يجب أن يكون من خلال تصوُّرات ورُؤى استراتيجيَّة تعمل على تطويع ذلك الخلاف وتحديد مجالاته، وسبل تفعيله بما يحقِّق المقاصد الكبرى، ولذلك فإن «الأمانة العامَّة لدُور وهيئات الإفتاء في العالَم» تبنَّت العملَ على رسم استراتيجية متعدِّدة المحاور تطمح لتفعيل استثمار الخلاف الفقهي.

وأضاف الشيخ الحسيني قائلًا وقد تمثَّلَت هذه الاستراتيجية إجمالًا لدى الأمانة بوضع رسالةٍ مميزة وأهدافٍ محدَّدة لاستثمار الخلاف الفقهيِّ، وتنفيذِ مبادرات ومشروعات بعضها مُباشِر لدعم تفعيل هذا الاستثمار، وبعضها الآخَر يتضمَّن هذا الدعم في نتائجه ومُخرجاته.

وأشار إلى أن الأمانة العامَّة لم تقف على مجرد وضع الرؤية والرسالة، وتحديد أهداف استثمار الخلاف الفقهي لتحقيق رسالتها السامية، وإنما دعَّمَت ذلك بوضع آليَّات محدَّدة لتفعيل هذا الاستثمار، وأقامت المبادرات والمشروعات التي تتبنَّى هذا الاستثمار في ثناياها، كما تبنَّت الأمانةُ رؤيةً مستقبليةً لتفعيل هذا الاستثمار.
واختتم الشيخ كامل الحسيني كلمته بقوله: "ومن هنا تسلَّمَت الأمانةُ العامَّةُ لواءَ تفعيل استثمار الخلاف الفقهي في تحقيق الاستقرار المجتمعيِّ والمشاركة الحضارية فوضعَتْ خُطَّتَها الاستراتيجية لتفعيل هذا الاستثمار ممثَّلَة في رسالة واضحة وأهدافٍ محدَّدة ودعمته بآليَّات عدَّة، ولم تتوقَّف عند ذلك؛ بل وضعت رؤية استشرافية لهذه الآليَّات مدعومة بمبادرات ومشروعات تطمح إلى الارتقاء بتفعيل استثمار الخلاف الفقهي".

شارك