بعد مضي أسبوع على غزو أنقرة للشمال السوري ماذا جنت تركيا من عملياتها هناك؟، حتى اللحظة لم يحقق الجيش التركي والفصائل السورية الموالية له إنجازًا على الأرض يتناسب مع الأهداف التي أطلقها أردوغان عنوانًا لحملته العسكرية، فالقضاء على الوحدات الكردية التي وضعها أردوغان أولوية له فشلت في تحقيقها، فهي لاتزال حتى اللحظة ترابط في معظم مواقعها وتجبر الأتراك في بعض الجبهات على التراجع نحو أراضيهم.

وشهدت بلت رأس العين وحدها خلال أسبوع، عمليات كر وفر تفوق عدد أيام المعركة إلى أن اضطر أردوغان أخيرًا إلى الإقرار بأن الوضع فيها أصبح صعب للغاية، الأمر الذي دفعه في نهاية المطاف إلى الموافقة على تعليق هجومه شمال شرقي سوريا وإنهائه، إذا انسحبت قوات سوريا الديمقراطية من هذه المنطقة، وذلك بموجب اتفاق أعلنه نائب الرئيس الأمريكي مايك بنس في أنقرة، كما أعلن قائد قوات سوريا الديمقراطية، مظلوم عبدي، استعداد قواته للالتزام باتفاق وقف إطلاق النار.

وبالفعل علّقت تركيا عمليتها العسكرية لمدة 120 ساعة، وأعلنت أنها ستنهيها إذا ما انسحبت القوات الكردية من "منطقة آمنة" بعمق 32 كيلومترا على طول حدودها.

لكن كعادة تركيا في نكث وعودها تجددت المعارك في بلدة رأس العين شمالي سوريا، اليوم الجمعة 18 أكتوبر، وأفادت وكالة "رويترز" للأنباء بسماع دوي قصف وإطلاق للأسلحة النارية في مدينة رأس العين شمال شرقي سوريا، وذلك بعد يوم من اتفاق تركيا والولايات المتحدة على وقف هجومها في سوريا 5 أيام، للسماح بانسحاب القوات الكردية.

وكان دوي أصوات الأسلحة الرشاشة والقصف في المناطق السورية مسموعا من بلدة سيلانبينار التركية المقابلة لمدينة رأس العين الحدودية مع تركيا.

يذكر أن أردوغان نكث بوعوده أيضًا في التكفل بمصير عناصر داعش بعد أن أدخلت صور فرارهم من سجونهم العالم في كابوس عودة التنظيم من جديد.